لا يختلف اثنان، انّ الأوضاع الّتي تشهدها الحلبة السياسيّة على الصّعيد العالمي، ومنطقتنا بالتّحديد متردّية ومتوترة، تخطّت وتجاوزت كل التوقعات والحدود. وتزداد للأسف تعقيدًا يومًا بعد يوم، ولا تُبشّر خيرًا، وعليه ما نحن بأمس الحاجة اليه في هذه الأيام العصيبة هو ضبط النّفس، التروّيوتحكيم العقل والعمل كلٌ من موقعه، وبإمكانيّاته معًا وسويّة، وبكل الوسائل لمحاربة كل الظواهر السّلبيّة، الّتي بدأت تتفشّى في مجتمعنا، وتزيده إحباطًا وعداءً يدفع مجتمعنا ثمنه باهظًا.

والسّؤال، الذي يطرح نفسه: يا تُرى في مصلحة من يصب هذا الوضع؟ ولماذا لا نلجأ للغة الحوار والتّواصل الحضاري المبني على الاحترام المتبادل لوضح حد لهذه المسرحيّة الهزليّة المؤلمة التي تزيدنا تمزقًا وذلاًّ، وتزرع بُذور الشّقاق، الحقد والكراهيّة؟ ولماذا لا نستغل طاقاتنا، امكانيّاتنا وتجاربنا ومواقع التواصل الاجتماعي، وبقيّة المنابرلندعوا من خلالها الى التروّي والتسامح والإلفة بين أبناء الشعب الواحد، ونستغلها للتصعيد والتجريح، والمس بمشاعر بعضنا البعض، والتي لا تصب في مصلحة، رفعة، ورقي مجتمعنا.

زاوية رماح، التي وضعت نصب عينيها خدمة المصلحة العامّة، تدعو كل الاطراف واصحاب الضمائر، وفي مقدّمتهم العقلاء، واصحاب المواقف المشرفّة الذين يعوا حجم مثل هذه الخلافات التصدّي لعوامل الشر والفساد والتحريض، التعصّب والامتناع عن التفوّهات العنصريّة، واداء واجبهم الانساني والاخلاقي بشفافيّة ومصداقيّة، ومن منطلق القناعة التّامّة بضرورة احتواء هذه الازمة، التي عصفت بقرية ابو سنان، ومعالجتها بعيدًا عن المظاهر، وتنميق العبارات واطلاق الشعارات الرنّانة الفارغة من كل مضمون، لتبقى هذه البلدة وغيرها الرّبيع في فصولها الاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة. ورمزًا للتعايش كما عهدناها لا تهزّها العواصف مهما تلبدت الغيوم في سمائها، ولا ينجح القلّة من اعداء التآخي، والالفة في خرق حُسن التعايش، وزرع بذور الفتنة التي قطعًا لم ولن تنموا في ارضها الطيّبة.

وهذه مهمّة الخيّرين والعقلاء الّذين كانوا، وسيكونوا بمثابة الدّرع الواقي ...
وقد حدّد رسول الله في خطبة الوداع توثيق الوحدة الاجتماعيّة وقال :

" أيّها النّاس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى" .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]