على الرغم من القفزات النوعية المتلاحقة التي حققتها العلوم الطبية في تطوير العلاجات للأمراض على مختلف انواعها، الا ان السكري لا زال يتفاقم بنسب ومعدلات تفوق كل التوقعات، حتى اصبح يحظى بصفة "وباء العصر" وعن ذلك يقول بروفيسور نعيم شحادة، الباحث المتخصص في الغدد الصماء وأمراض السكري للكبار والصغار، المركز الطبي "رمبام" وكلية الطب " التخنيون حيفا. ويضيف بروفيسور نعيم شحادة ان الادوية الحديثة والمستحدثة موجودة لمعالجة مرضى السكري بعد اصابتهم بالمرض، وهدفها ليس وقائي وانما هي لمن تم تشخيص المرض لديه، وتفاقم انتشار المرض غير مرتبط بأنواع الأدوية الجديدة والعلاجات، بقدر ما هو متعلق بنمط حياة.
واضاف "ما دام نمط حياتنا خاملا وما دام مجتمعنا يعاني من السمنة، ونتناول مأكولات غير صحية فان المرض سيبقى في ازدياد، لذلك فان احد الأهداف الاساسية للحد من المرض هو تثقيف المجتمع، كمجتمع كامل بجميع جوانبه ومؤسساته ومجموعاته، وان يتبع نمط حياة صحي يمتاز بكثرة الفعاليات الجسمانية ومنع السمنة وتناول الاغذية الصحية، وهذا يتعلق في سلوكياتنا وفي مناسباتنا وفي بيوتنا، ومطبخنا فاذا نجحنا في تغيير هذه العادات فإننا قد ننجح في التقليل من انتشار المرض.
وعن العلاجات الجديدة التي تم الاعلان عنها مؤخرا من خلال سلسلة محاضرات بادرت اليها شركة "سانوفي" لإنتاج وتسويق الادوية تم الاعلان عن علاج "ليكسوميا" الذي تشير الابحاث عليه انه يمتاز بأكثر من فعالية علاجية واحدة لمرضى السكري، يقول بروفيسور شحادة، "انه في السنوات الاخيرة بدأنا باستخدام ادوية من عائلة "انكريتينات" والتي ترتكز على هورمون " GLP1"، واليوم هنالك حقن تعطى كبدائل لهذا الهورمون، وهي ثلاثة انواع اولها – حسب التسلسل الزمني – "بييتا" ثم "فيكتوزا" والثالث "بايدوريون" وهنالك النوع الجديد الذي دخل مؤخرا وهو "ليكسوميا"، والفعالية العلاجية لهذه العائلات تمتاز في موازنة السكر مع خفض وزن المريض. و"ليكسوميا" يمتاز بتأثير ايجابي جدا على منع رفع السكر بعد الاكل وهذا التأثير ناتج عن الإبطاء في تفريغ المعدة، أي انه لا يشترط ان تكون هنالك خلايا "بيتا " في البنكرياس لكي يكون هذا العلاج فعالا. وبسبب تأثيره الايجابي فانه يمكن ان يستفيد منه المرضى الذين يتعاطون الانسولين الاساسي "بازالي" مرة في اليوم او اللذين لا يتعاطون الانسولين ومستويات السكر لديهم بعد الاكل عالية ".
هل لديك معطيات حول انتشار مرض السكري في العالم مقارنة مع مدى انتشاره في المجتمع العربي؟
يعتبر مرض السكري من أكثر الامراض شيوعا، وهو يسمى آفة العصر، يعاني منه نحو 370 مليون مريض سكري في العالم، منهم نصف مليون مريض سكري في اسرائيل.
ويعتبر المجتمع العربي من اكثر المجتمعات التي فيها نسبة مرض السكري مرتفعة خصوصًا لدى النساء العربيات حيث ان النسبة تصل الى %40 في سن متقدمة وفي مناطق معينة. المجتمع العربي يعاني أكثر من غيره وربما يعادل ضعفي المجتمع اليهودي في هذه البلاد.
هل يمكن تصنيف مرض السكري ضمن الامراض الوراثية؟
هنالك عوامل وراثية لا شك، وعوامل بيئية ايضا. حسب المعطيات يبدو أنه في المجتمع العربي في الداخل هنالك ميل وراثي لتطور المرض، وايضا هناك التغيرات التي طرأت على نمط حياتنا، وهذه هي العوامل البيئية التي كنت اقول انها لا تعمل لصالح المجتمع.
نحن نفتقد النشاط البدني، ولم نعد كما كنا في الماضي، قلة هم الذين يقومون اليوم بجهد جسماني من خلال العمل، فلم نعد نعمل في الاشغال اليدوية كالزراعة، والفلاحة وما شابه.
وايضًا نوعيات الغذاء التي نتناولها في ايامنا هذه تختلف عما كانت عليه في الماضي حيث اعتمد الناس على البقوليات بمختلف أنواعها والمأكولات الطبيعية الخالية من المواد الكيماويات.
ان انتقال غالبية المجتمع من نمط حياة فعّال الى نمط حياة خامل، وقضاء وقت طويل داخل البيوت وتناول كميات طعام بشكل مبالغ فيه، والجلوس امام التلفاز لفترات طويلة وعدم الحركة جميعها سلوكيات تؤدي الى انتشار مرض السكري بشكل كبير في مجتمعنا العربي.
هل تؤثر نوعية الطعام وتناول الحلويات على تطور مرض السكري؟
طبعًا، ان تناول الحلويات والمأكولات الغنية بالدهنيات بكثرة يمكن ان تؤدي الى تطور الامراض لدى أشخاص لا يحملون عوامل وراثية.
الأيام الدراسية التي تقومون بها، ما الفائدة منها ومن هو جمهور الهدف؟
نالك عدة انواع من الايام الدراسية، هنالك ايام ارشادية وتعليمية وهنالك ايام لعرض ادوية جديدة وابحاث تتعلق بأمراض السكري أو اساليب العلاج الحديثة. وهنالك ايام دراسية مخصصة للأطباء المتخصصين واطباء العائلة ايضًا لكي نطلعهم على آخر المستجدات من الادوية والعلاجات التي تعمل على توازن السكر لدى مرضاهم، وكشفهم على كل ما يحدث من تجديدات في العالم التي تتعلق بمرض السكري.
ما هي النصائح التي يمكن ان تقدمها لمرضى السكري حتى يتمكنوا من ممارسة حياة طبيعية قدر الامكان؟
يجب التشديد على ممارسة الرياضة والفعاليات الجسمانية والمواظبة على عادات تغذية صحيحة وايضًا تخفيض الوزن، هنالك اشخاص تم اكتشاف مرض السكري لديهم في مراحل اولية، وبسبب تعاونهم السريع وتحويل نمط حياتهم الى نمط صحي ملزم، تعافوا تماما واختفى المرض نهائيًا من اجسادهم، وايضًا استعمال الادوية بحسب الارشادات التي يعطيها الطبيب الى المريض واتباع نظام تغذية سليم وممارسة الرياضة هي الضمان للحصول على توازن في السكر ومنع التعقيدات المستقبلية.
كلمة اخيرة؟
انصح الجميع باتباع عادات تغذية سليمة قدر الامكان، والابتعاد عن المبالغة في تناول الاطعمة وخصوصا الحلويات، والابتعاد عن التدخين، وتخصيص وقت ثابت لممارسة الرياضة والنشاطات البدنية.
أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
[email protected]
أضف تعليق