تشير الأبحاث أن تعدد الزوجات يؤدي إلى تدمير الذات والنفس الإنسانية للمرأة وأطفالها ويهدم المجتمع كافة بما في ذلك الرجال في غياب العدل وشح المساواة وانعدام القدرة الاقتصادية. مع ذلك هناك ممن ما زالوا يتشبثون بأسنانهم بالظاهرة, بل يذودون عنها تحت عباءة الدين والشريعة وكل ذلك لخدمة أصحاب الرؤية الضيقة ومحبي الذات الأنانية اللذين ينادون بالتعدد ويؤيدوه في ظل غياب حوار مجتمعي وهو الأمر الذي جعل رموز التخلف يذهبون بعيدا في غيهم متسترين بذلك على المصائب الجمة التي حلت وتحل بمجتمعنا العربي النقباوي بسبب ظاهرة تعدد الزوجات.

هنا لابد من القول أن شبح "العنوسة" الذي يطارد مجتمعنا هو صنيعة ذكورية صُنعت خصيصا لخدمة غرائز ذكورية جامحة! يا هذا إذا كنت متزوج ولك شريكة حياة وبيت وحياة كريمة ومستقبل وأحلام وطموحات، لماذا تبحث خارج بيتك ولماذا تفتش عن زوجة ثانية وثالثة ورابعة؟ ما هي معتقداتك وما هي شرائعك؟ هل هي غريزة الامتلاك؟ هل أنت تعيش حالة من الملل والبحث عن الذات الضائعة أم أنك تعشق الماسوشيه وتتمتع بإذلال النساء وتسخيرهن لأهوائك ونزواتك! يا هذا ! يا شهم ! يا مخلص "العنوسة" ! يا من يضحي بسعادته وراحة باله ليفرح "العوانس" !..أنت أيها النشمي المزعوم لم نستنجد بك لتنقذنا من "عنوستنا" ولا من "عقرنا" ولا من "مرضنا المستديم" ولا من "فقرنا" ولا من "قلة حيلتنا" ! دعنا وشأننا ! إياك وبيتك وزوجتك وأطفالك وأترك المتاجرة بالنساء ! كفاك جهل وتخلف وكفاك ظلاميه..كفاك زرع وحصاد ظاهرة الظلم والاضطهاد بحق المرأة!..أما آن الأوان أن تزرعوا قمحا ينتج سنابل حقوق وإنسانيه بدلا من القحل والمحل الحاصل في عقولكم ووجدانكم...متى ستخرجوا من منطقة صحراء العقول إلى مناطق واحات العقول!؟

تُعتبر ظاهرة تعدد الزوجات أحد أقوى الأدوات الذكورية لقمع المرأة وإخضاعها للمستعمرة الذكورية وترسيخ موقعها الدوني ونهب حقوقها وسحب هويتها وإلغاء كينونتها لتبقى أبد الدهر رهينة تلهث وراء مملكة الرجل المز عومه وهي في الحقيقة ليس إلا سجن متعدد الحيطان والأسوار..حيطان وأسوار العبودية...قيود لا تحصى ولا تعد؟!

إلى الزاعمون وَّهْما بكونهم قيادات مجتمع وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن هذا في ظل غياب المؤهلات التي تؤهلهُم, نقول إنكم عاجزون تماما عن القيام بأي دور نصير لحق المرأة لأنكم ببساطه تمثلون مجتمع ذكوري مريض ولا تجرؤون على قول كلمة حق وعدل في وجه الظلاميين الكثر ولا تملكون شيء لتقويم مجتمعكم وإرجاع الرشد والصواب لمن ذهبت عقولهم هباءا في غبار شهواتهم وغرائزهم..تستعملون النساء كصوت ترجيحي في الانتخابات ولا تعيروا أي اهتمام لحقوقهن!

يا حيف ويا عيب الشوم و يا للهول ويا له من مجتمع منافق, أصم, أبكم وقاصر.. مجتمع يلهث في سبيل رغباته ويسحق كل ما في طريقه فاقدا جميع الأحاسيس البشرية والقيم الأخلاقية في دثرات النزوات!

يدَّعون الدين وما يملكون منه شيء..يجهلون دينهم.. يدَّعون الأخلاق وهي التي غادرتهم للأبد ! يدعون العدل ولا يدركون معناه! يدعون المساواة وهي منعدمة في زمن الظلم ولاستعباد! متى تفقهون!؟

يا من تدعون الحلال والحرام! أتدرون ما هو الحلال ؟ أتدرون ما هو الحرام؟ الحرام هو قهر المرأة وسلبها حقوقها الإنسانية والطبيعية والحلال هو احترامها ومنحها حقوقها ! الحلال هو سحق الظلم والظلام والحرام هو الحرمان بكل معانيه!

متى ستدرك عقولكم أن عالم المرأة لا يكمن في حالتين لا ثالثة لهن ! أن تكون زوجة فلان أو "أخت" و "بنت" فلان وام فلان... هناك إمكانية ثالثة وهي ممكنة, أن تكون المرأة صاحبة الشأن وليست عالة. نعم، لديها القدرات والكفاءات الكافية أن تدير حياتها وأن تملك نفسها لا أن تقاد كالشاة إلى مذبحة التعدد والى حياة بائسة تتقيأها جميع الشرائع!

من أوهمكم بأنكم تملكون قدرات خارقة للزواج المتعدد وتناسي واجباتكم الأخلاقية اتجاه من أنجبتم واتجاه زوجتكم وشريكة حياتكم! هل تفردتم وحدكم بهذه القوة الجبارة؟ وتناسيتم ما عليكم من واجبات! آن أن تصحوا من هذيانكم!

كم يسهل علينا التطاول باللسان وكم يصعب علينا التطبيق الفعلي لواجباتنا اتجاه فلذات أكبادنا! تبا لهم إنهم يعيشون في حالة دائمة من انفصام الشخصية ووجوه متقلبة وازدواجية الشخصية.

لن نرقى أبدا ما دمنا نحمل الأفكار الجاهلية التي ترى بالمرأة وعاء تفريغ للجنس ورحم أمومة! غاية المرأة في الحياة تتعدى ذلك بكثير! وإن عدالة السماء لا ترضى هذا الاستبداد أبدا.

إن مجتمع لا يحترم حقوق المرأة هو مجتمع متخلف ومريض ولا بد من علاج أسباب مرضه أولا ومن ثم المرض نفسه.... المرأة نجمة سماءكم ومكانكم...انتم تريدونها نجمه أفله وخانعة وماكينة تفقيس ووعاء فارغ لا بل تريدونها فقط جسدا لإفراغ نزواتكم...؟؟

أعيدوا حساباتكم وابدؤوا بعلاج أنفسكم من هذا المرض الفتاك وأرجوا لكم الشفاء العاجل في أقرب وقت لكف البلايا!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]