خلال جولتي في مدينة سانت بطر سبورغ الروسيّة، الشّهيرة، والتي لا شك أنها تُعتبر ثالث أجمل مدن العالم المغطاة باللّون الأبيض معظم أيام ألسّنة، وفي ما يُسمى الليالي البيضاء خلال فترة الصيف القصيرة، يستمتع السّائح في هذه المدينة الراقية رائعة الجمال والسّحر بمنظر فريد من نوعه، وهو عملية فتح وإغلاق الجسور المتحركة أمام حركة السّيارات والمارّة، لتفسح المجال لتنقل السفن والبواخر للإبحار.
رغم هذه المقدمة، التي لا بد منها لم يكن الهدف وصف مناظرها وقصورها، وخاصّة أجمل متاحف العالم، قصر ومتحف الإرمتياج الذي يُعتبر أسطورة المتاحف، وفيه ما يزيد عن ثلاثة ملايين تحفة فنّية الأكثر أثاره على وجه البسيطة، والذي يعتبر من أقدم المتاحف والعارض الفنية والثقافية، وإنّما الهدف لأتطرق، ولو لبضعة سطور، وأقف مطوّلا أمام أجمل واكبر مسجد في روسيا ذو المئذنتين الرائعتين، اللتان تكادان تعانقان السّماء انظر ألصورة، لأنقلها إلى القُرّاء بكل واقعية، وعن قرب نظرًا لأهميته وضخامته، حيث يتوسّط المدينة الساحرة، والذي أقيم مقابل قصر الحكم القيصري سنة 1910 بمشاركة أمير بخاري، وافتتح سنة 1914 وتديره العفاف التركية على أحسن وجه، وبالإضافة إلى هذا المسجد، هناك عدد كبير من المساجد منتشرة في أنحاء روسيا، وتشهد هذه الدولة في الآونة الأخيرة نهضة دينية، نشطة وحركة تشييد المساجد، وفيها سبعة مساجد ذات تاريخ عريق، وإبداع من الأكبر والأجمل على مستوى العالم، وجدير بالذكر أن نسبة المسلمين في روسيا تصل إلى حوالي 28 مليون، وهي اكبر أقلية وتشكل حوالي 20 %، أما في سانت بطر سبورغ فيصل إلى حوالي مليون .
وتعتبر روسيا دولة علمانية، متعددة الثقافات والأديان، ودستورها يتيح ويحترم حرّية الدين والعقيدة والنشاطات على اختلافها، وفي بداية سنوات التسعين كانت العلاقات فاترة وشبه متوتر هالا انه طرا تغير على هذه العلاقات، حيث أصبح الإسلام جزئًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية والثقافية في روسيا وقوّة سياسية لا يُستهان بها ولها تمثيل، كذلك تربطهم علاقات وطيدة واحترام متبادل مع المسيحيين الاورثودكس، التي تُعتبر نموذجًا ومثالا يُتحدى به .
[email protected]
أضف تعليق