ينشر نحاميا شتراسلر مقالة جريئة في صحيفة "هآرتس" يكشف من خلالها القناع الزائف عن وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية ويحمله مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية وانهيار المفاوضات مع الفلسطينيين، كونه مؤيدا لمشروع "ارض إسرائيل الكبرى" ولا ينوي الانسحاب او التوصل الى سلام مع الفلسطينيين.
ويكتب شتراسلر انه كاد يذرف الدموع لشدة تأثره بالبيان الصحفي الذي اصدره نتنياهو للترحيب بالمبادرة الى زيادة العمل ضد القسوة على الحيوانات، فها هو رئيس الحكومة يجد وقتا للانشغال بهذا الموضوع في خضم عمله منذ الصباح وحتى المساء على انقاذ اسرائيل من الإسلام العالمي المتطرف الذي قام لإبادتنا. ولكنه في اليوم ذاته، وبين التقارير حول العمليات والقتل والطعن واطلاق النار والتظاهرات، قال يعقوب بيري، وزير العلوم، انه يلاحظ بأن "نتنياهو يتحول مؤخرا الى اليمين".
نأمل ان يكون رئيس الشاباك السابق بيري يعرف اكثر من ذلك، فنتنياهو كان دائما في اليمين المتطرف، حتى خلال دورته الاولى كرئيس للحكومة، وفي معارضته لخطة الانفصال. ولكن بيري الذي لا يريد مغادرة الكرسي الوزاري يخترع مفاجأة ويتحدث عن "قيادة مبادرة سياسية". كم هو مثير للشفقة.
لكن بيري ليس وحيدا، فهناك عدد آخر من الغافلين الذين يؤمنون بأن نتنياهو هو رجل سلام يتم جره رغم ارادته وراء تسيفي حوطوبيلي وميري ريغف وزئيف الكين وداني دانون وموشيه فايغلين، في وقت يتربص له في الجانب الآخر نفتالي بينت واوري اريئيل. هذا هراء ايضا. فنتنياهو هو حوطوبيلي وهو ريغف والكين ودانون وفايغلين، وحتى بينت واريئيل. لا يوجد اي فرق بينهم. انه بكل بساطة يتحدث بشكل مغاير قليلا، اكثر اعتدالا بعض الشيء، سيما انه رئيس الحكومة. لكنه عمليا يشبههم تماما، فهو ايضا يؤمن بارض إسرائيل الكاملة وكل ما غير ذلك فهو مجرد خطابات وتكتيك كي يربح الوقت.
وفي اطار هذا التكتيك يمكنه ان يخطب في بار ايلان ويدير مفاوضات "ظاهرا"، ويجمد البناء لشهرين – ثلاثة، بل وحتى يطلق سراح بعض الأسرى (ومن ثم يعيد اعتقالهم). وهذه هي الاخطاء فقط. اما خطته فواضحة: بيت آخر وشجرة أخرى، شارع آخر ومستوطنين اخرين، كي يعمق السيطرة على الضفة ويمنع أي امكانية للاتفاق والانسحاب. هكذا تصرف خلال دورته الاولى في 96. فقد اعلن عشية الانتخابات انه يوافق على اتفاق اوسلو (تكتيك)، ولكنه قام فور وصوله الى السلطة بفتح النفق في القدس وتسبب بسفك الدماء وقضى على اتفاق اوسلو.
والآن يحارب ابو مازن، في تكراره لمقولة "لا يوجد شريك" رغم ان الرئيس الفلسطيني يصرح بأنه على استعداد للتوصل الى اتفاق سياسي يعترف بإسرائيل وينهي الصراع مع كل الدول العربية، ايضا. ولذلك يكرهه نتنياهو. وليس هناك اكثر ما يثير جنونه من تعنت ابو مازن على عدم القيام بعمليات ارهابية. فنتنياهو يهتم بالتطرف الذي يشجع التطرف ويسد كل الفرص امام الاتفاق. ولذلك فانه يبذل كل شيء في سبيل القضاء على داعية السلام هذا، بهدف تتويج حماس مكانه، وعندها سيكون من الواضح انه لا يوجد فعلا من نتحدث معه.
في كل مرة تهدأ فيها الاوضاع يقوم بصب الزيت على النار، بمساعدة الاعلان عن البناء في القدس الشرقية. 2600 منزل في جبعات همطوس، وبضعة بيوت في سلوان. كما انه لا يوقف اعضاء الكنيست من الليكود الذين يتوجهون الى الحرم القدسي بهدف تأجيج المسلمين ضدنا. وقد شاهدنا النتائج امس في عمليتي الطعن.
هدف اليمين واضح: اشعال حرب يأجوج ومأجوج بيننا وبين العالم الإسلامي، وعندها، في خضم الحرب، سيكون من الممكن القاء العرب كلهم خارج الحدود. ولكن ما الذي سيحدث اذا خسرنا الحرب الرهيبة؟ انظروا الى مصير المستوطنات اليهودية خلال التمرد الكبير في سنة 70 ميلادية. لم يتبق لنا الا ان نطلب بأن يرحمنا كما يفعل بشأن الأبقار والدجاج في أيام الاثنين. نحن ايضا نريد الحياة. أهو طلب مبالغ فيه؟
[email protected]
أضف تعليق