يقول المثل الشعبي: " غلطة الشاطر بألف غلطة" هذا إذا كان الشاطر قد تفوه بشيء لا يقصد الاساءة به لأحد، أو انزلق لسانه أو هفوة غير متعمدة، وعلى هذا الأساس جل من لا يخطيء. لكن بالنسبة لما صدر عن مفتي نابلس أحمد خالد شوباش، فالأمر يختلف تماما، لأن أقوال المفتي كانت متعمدة وموجهة لفلسطينيي الداخل، وبالتالي لم تصدر عن " شاطر".
يقترح مفتي نابلس إعادة النظر" في دخول حملة الهوية الزرقاء" إلى محافظات الضفة الغربية، "وتقييد ذلك الدخول، لما له من آثار سلبية على أخلاق مجتمعنا وأمواله وأبنائه وأعراضه".
ما قرأناه من ردود فعل حول هذا لموضوع، من مسؤولين في نابلس ومن دار الافتاء، بهدف التقليل من أهمية أقوال المفتي شوباش، هي تصريحات غير مقبولة، وتندرج في الحقيقة في إطار الدفاع عن المفتي شوباش فقط.
إن مفتي نابلس أحمد شوباش، ليس شخصاً عاديا إنما هو شخصية دينية رسمية رمزية للسلطة الفلسطينية، يتحدث ويكتب عن سابق تفكير، ولذلك تندرج أقواله ضمن التصريحات العنصرية الخطيرة جدا، وليس مجرد وجهة نظر شخصية فقط، كما يدعي البعض .
حتى وإن كانت أقوال المفتي هي رأي شخصي وليس موقفا عاما، فهي أيضا أمر في غاية الخطورة، لأنها تصدر عن مسؤول ديني كبير. فعدما يصفنا المفني المذكور بـــ "حملة الهوية الزرقاء" يتنكر لفلسطينيتنا كليا، وموقفه يتساوى عمليا مع موقف اليمين الاسرائيلي، ويجب معاقبة المفتي ليكون العقاب درسا لغيره وعبرة لمن يعتبر. لكن أن يتم ترك المفتي بدون إجراء قانوني ضده، فهذا أمر مرفوض، والمطلوب أولاً وقبل كل شيء تقديم اعتذار من المفتي شوباش لفلسطينيي ألــ 48.
لقد تجاوز المفتي كل حدود اللياقة والأدب وكل الخطوط الحمر، فهو يعتبر أن زيارات فلسطينيي الداخل إلى الضفة الغربية تحمل في طياتها سلبيات على العرض والمال والأخلاق، ولم ير شيئا غير ذلك، وهذا يعني أن المفتي فقد بوصلة الرؤيا الصحيحة، وابتعد عن الواقعية وعن التقييم الصحيح لإخوانه في الداخل، والذين فعلوا ولا زالوا يفعلون ويعملوا ولا زالوا يعملون، بكل استطاعتهم لمساعدة إخوانهم في الضفة الغربية في زمن السلم والحرب.
كنا نتمنى على مفتي نابلس أن يكلف فريقا من المختصين في الاقتصاد، للحصول على معلومات حول دور فلسطينيي ألــ 48 في رفع الاقتصاد في مدن الضفة الغربية، ولا سيما في مدن جنبن ورام الله ونابلس، التي ينتمي إليها المفتي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أين الرئيس الفلسطيني محمود عباس من التصريحات المسيئة التي أدلى بها مفتي نابلس إزاء فلسطينيي الداخل، ولماذا لم نسمع منه أي موقف حول هذا الموضوع. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]