أرجعتني ذاكرتي إلى الماضي القريب، لأكتب وأدون عباراتي في صفحات الذكريات كنت وبكل مصداقية اتوق لأن تكون صفحتها نقية، حافلة قصّة تستدعي الوقوف والتأمل طويلاً وسط غصات مؤلمة، وتنهدات عميقة تحتاج الى الكثير من الصّبر والتروي.

عندما أتطرق الى الحركة التربوية والثقافية، أجدها تعاني وتستغيث طلبًا لإنقاذها من وضعها المتردي التي تمر به، للأسف أقول أنها حركه شبه مشلولة، إذ تشهد معظم مؤسساتنا انعزالا فعليًا وملموسًا على أرض الواقع بسبب تسييسها، وعدم التعاون ولا بأي شكل من الإشكال على سبيل المثال إدارة المؤسسة الكبرى مع مديرة قسم المعارف . قلة الصيانة والترميمات والتجهيزات ألازمة و نواقص أساسية كثيرة، بحيث يغيب عنا الدعم والتشجيع ورغم ذلك يخيل للمواطن انها مدعومة لكنها نعم مدعومة ،ولكن بتنميق العبارات والتصريحات الجوفاء وما يثير العجب تحقيق بعض هذه المؤسسات نتائج مقبولة وتتسارع تلك الجهات وتستغل ذلك التحصيل وكأنه نتاج جهودهم، فتلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لتخطف صدارة العناوين مدلية بتصريحات حول دورها ببناء وتطور الإنسان الحضاري.

أمّا النظافة والبيئة، فحالها يرثى له والصورة تتكلم وكان هذا الموضوع قد تصدر عناوين الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي وتذمر المواطن واستيائه الذي فاق كل التوقعات .

عندما اسطر كلماتي عن رمز هذا البلد العريق قلعة الظاهر عمر، التي بنيت على أسس متينة والتي تعتبر مصدر فخر واعتزاز لماضي حاضر ومستقبل شفا عمرو تزداد نفسي انتماءا واعتزازا، لكن منذ إزالة الإنارة عن هذا الكنز الأثري شعرت كغيري من المواطنين بخيبة أمل كبيرة، إذ وكما هو معروف تم تشويه صورتها ورمز تاريخها، ورغم تطرقنا إلى هذا الموضوع مرارًا والتوجه إلى إدارة المؤسسة الكبرى لم يتم الاستجابة ، وطريق ألصدفه بمناسبة شهر التوعية العالمي لمكافحة السرطان وبدعم إدارة مؤسسة مريم لمكافحة السرطان، تم اعداة إنارتها باللون الزّهري، وهذا بلا شك لا يغري المواطن واكتفي بالمثل القائل من برّا هلا هلا ومن جوّا يعلم الله !!!

أبكي لوعة وحسرة على الحركة الرياضية التي تقهقرت حتى وصلت إلى الحضيض والمواطن، وخاصّة الأطفال يتساءلون أين الحدائق وألعاب الأطفال في هذه البلدة ؟ وخاصة بعد أن أغلقت الحدائق أبوابها في المناطق اليهودية المجاورة في وجوه أطفالنا، ويتساءل الأهالي أيضا أين بقية المشاريع التي طرحت؟ أم أنها وعود من اجل الوصول؟ إن ما يجري ويدور من تعامل في كافة القضايا يعتبر مسرحية هزلية من الدرجة الأولى طويلة الفصول مشاهدها مقززة ومملة نتائجها سلبية، ولا تخدم المصلحة العامة البتة. وقد تخلف عدم الثقة وتعكر صفو الأجواء في المدينة. وأنا على ثقة أن المواطن الشفا عمري على قدر كبير من الوعي ويفهم ما يجري على ارض الواقع وما بين السطور، اذ لم يحظ المواطن والبلدة بأي تطور ملموس على ارض الواقع واه حسرتاه حتى أصحاب الأقلام لم تسلم مجرد توجيه نقد واحد حضاري مبني على حقائق ووقائع. فهل هذه الأقلام غدت أقزام في تصور سعادتكم وتعمل وتتحرك وفق جهاز تحكم تقبضون عليه من خلال جلوسكم في الصالون؟ أم سلعة رخيصة تبتاعونها أو تبيعونها بأزهد الأسعار؟ نعم ما زال المواطن ينتظر وعودكم المتكررة بالنهوض بهذه البلدة قدمًا وتطورها لتنافس كبر المدن الراقية وتطبيق شعار بلدية لكل الناس.

كفى عزفًا على أوتار نغمة الوصول والتعهد لتحقيق كل ما لا يتحقق، وحل رموز ومعادلات مركبة تكمن في أعماقها أسرار الدنيا البعيدة عن واقعنا المأساوي والرقص كالأفاعي وعلى إيقاع نشاز.

عزيزي القارئ، مرة أخرى أود أن أوضح أن قلمي التزم بالجوهر بعيد عن المظهر هادفًا الإصلاح ورفعة المجتمع لا يهمه سوا إظهار الحق ونصرة المظلوم، وتحقيق وإحقاق العدالة المفقودة وباللغة والنغمة والإيقاع الذي يراه مناسب، ولن اخضع ما دمت أؤمن بواقعية وصدق ما اكتب للضغوطات والمحسوبية، ولن أغير أفكاري وأبيع ضميري من اجل مصلحة وخدمة فلان وعلان واكتب لكل واقعي وصاحب ضمير ويقدر الموضوعية، ونعم مستعد لأغير الآلاف من اجل حرية التعبير والنقد البنّاء والبكاء بمرارة على من يستحق البكاء. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]