في بلاد الواق واق ، السّمن ،العسل والتّرياق ،وبعد اْن دمّروا سوريا والعراق ...، وبقيّة بلاد الإشراق والاستشراق، ما زالت بعض قرانا تعيش في غياهب القرون الوسطى والعصور المظلمة ،وصكوك الغفران البابويّة إيّاها آنذاك ،وما شابهها الآن ،في فتاوى غيبيّة صادرة عن غيبيّين ،اْمّيّين، اْو اْشباه اْمّيين ،سلفيّين ، منهم من هو اْكثر ظلاماً وظلماً من غُلاة الدّاعشيّين، اْهل الكهف اْكثر منهم انفتاحاً ،ورؤية للنور المتسلّل من خلال ثقب صغير ،يديرون له ظهورهم ،عمداً ومع سبق الإصرار، بعض ظلاميّي بلادنا ،إن صدق الظّن ، وبعض الظّن إثم ،هم وكلاء وعملاء مخابرات ،ياْكلون من مال السّلطان ،وياْتمرون باْمره، ويضربون بسيفه : شمعاً وطاعة ، على طريقة طيبّ الذِّكْر الفنّان ناجي العلي السّجراوي ،بعضهم تحايل على قوّات الاْمن ،واستصدر خدعة شهادة مُشَوّه حرب ، فحصل على مخصّصات شهريّة دسمة من مال السّلطان، ليعيش مُنعّماً مُرفّهاً ،وَيَسِبُّ دقنَ السّلطان ،طبعاً في غيابو ، على عينك يا تاجر! إن شُفْتَكْ شُفْتَكْ، وان ما شُفتك راحت عليك! ولا يقبلون منحة ،هديّة ،دعماً اْو مساعدة ماليّة، لبناء مؤسّسة دينيّة ، من :مال السّلطان ،على حدّ زعمهم! ويقولون جهراً: سنقبل الدّعم ، مُرغمين ، ونخصّصه لبناء منافع /مستراحات فقط ! اْجلّكم الله !! تعتقد لاْوّل وهلة اْنّك اْمام اْناس وطنيّين صادقين ! يمثل اْمام ناظِرَيْكَ :طيّب الذِّكْر إبراهيم طوقان،وكان معلّماً في قانا الجليل ،التي تُشيد اليوم صرح الكنيسة والجامع مُتلاصِقَيْن مُتآخيين ،بعونه تعالى ،ورغم اْنوف العدا ،ونشيده الوطني ، موطني :

الجلال والجمال والسّناء والبهاء/في رُباك / والحياة والنّجاة والهناء والرّجاء /في هواك / هل اْراكَ سالماً مُنعّماً وغانماً مُكرّماً/ هل اْراك في عُلاك تبلغ السّماك /موطني/الشّباب لن يَكلّ همّه اْن تستقلّ اْو يبيد/نستقي من الرّدى ولن نكون للعِدا كالعبيد /لا نُريد ذُلّنا المؤبّدا وعيشنا المُنَكّدا/ لا نريد /بل نُعيد مجدنا التّليد /موطني/الحسام واليراع لا الكلام والنّزاع/رمزنا/ مجدنا وعهدنا / وواجب الى الوفا / يهزّنا عِزُّنا/ غاية تُشرّف وراية تُرفرف/ يا هَناك في عُلاك قاهراً عِداك / موطني ! ...تصحو من الكوابيس والهواجس ،تحاول اْن تعود الى وعيك ورشدك ، تستعيذ ، تُبسمل ،تُحمدل ،تحوقل ،وإن شئت َ تُصلّب وتُثلّثُ ....

وللّه في اْمره شؤون ،فهو يُمهل ولا يهمل ،بعض الغيبيّين السّلفيّين المزيّفين في ديارنا، تُملى عليهم الاْوامر / الفتاوى العشوائيّة ،ذات اليمين واليسار ،طبقاً للطّلب ،وحسب التّسعيرة ،يسوقون حسب السّوق، وكما قال المغفور له الرئيس جمال عبد الناصر :كلُّ فتوى بِفَرْخَة ! وْيَا دار ما دخلك شَرّ ! ،يتسابق هؤلاء على هدم وَدَثْرِ معالمنا الحضاريّة ،التّراثيّة ،المعماريّة والانتمائيّة ،حرامُهم مُحلّلٌ ، حلالنا مُحرّمٌ! مع الاعتذار لِشَهمنا في سفح جبل حيدر ! يقومون بكثير من الموبقات والمخالفات ،الخزعبلات والنّفاق السّلطوي، ويغلّفونه باْمر الدّين والدّين الحنيف منهم براء !يعتقدون مُخطئين اْنّهم يُحاسبون النّاس على اْتفه الاْمور/ الصّغائر / ،ولا يُحاسِبون اْنفسهم على الكبائر؟ لاْنّهم لا يُحاسَبون وهم من العقاب مُنْفلتون ؟
إنّهم اْقلّيّة هامشيّة ،يُسَوّقون لنا فِكْراً كُفرَاً، وتفكيراً تكفيريّاً، يتزيّون بزيّ الاْتقياء الصّوفيين ، لتخبئة اْنياب الوحوش الضّارية وجلود الحيوانات المنقرضة يُسوّقون ما يُؤمرون به كمشروب الكوكا كولا ، لافاش كيري، اْو جبنتَي الحلّوم والكوتيج!
مثل هؤلاء تنطبق عليهم مقولتنا الشّعبيّة :ظاهرهم ديانة وباطنهم خيانة ! يا شايف الزّول يا خايب الرّجا ! الممثل السّوري القدير :عبّاس النّوري /مسلّم/في مسلسل اْبو كامل يقول :رؤوسنا ليست نَمْلِيّات/ خزائن/ندخل إليها ونخرج منها ما يشاؤون ! مثل هذه الخلايا الجامدة في البراكين الخامدة ،اْخطر ما يكون على مجتمعنا الطّيّب البسيط عامّة ،وقد كتب صديق ،محذّراً :في قرانا خلايا داعشيّة
يتبختر ويتغندر بين ظهرانينا ،شمالاً وجنوباً ،شرقاً وغرباً، بعض الفئات السّلفيّة الغيبيّة الظلاّميّة الداعشية، يتظاهرون بالبساطة، الوداعة، طيبة القلب، الزّهد ،التّقوى ،التّقشّف والسّذاجة ،في حين يخفون عنّا حقيقة فكرهم وتفكيرهم التّلحيدي ،نرى من بينهم من هو اْقرب الى يهودا الاْسخريوطي الذي سلّم السّيّد المسيح، مقابل ثلاثين قطعة فضّيّة ،إلاّ اْنّه ندم وتاب ،ردّ المال لليهود وانتحر ،حبذا لو اقتدى به اْمثاله عندنا، وحذوا حذوه ، والمسامح كريم ،والتّوبة تغسل الحوبة !اْحدهم يعيد تمثيل دور اْبي جهل ،إنتاجاً ،إخراجاً وتقمّصاً، فهو اْشدّ المعادين لدين المسلمين العرب ! اْحدهم يُدبلج دور اْبي لهب ،عَمّ الرّسول العربي ،وعدوّه اللدود ،دعا عليه الرسول قائلاً :اللهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك ! والآخر يقوم بدور مُسَيْلمة الكذّاب الذي ادّعى النّبوّة في عهد الرسول العربي ،مسيلمة لم يبايع الرّسول، بل قال بكلّ صلف وجلف :اْريد اْن يشركني محمد معه في النّبوّة ،كما اْشرك موسى اْخاه هارون ! وهناك من يقوم بدور شبتاي تصفي، وهو دجّال يهودي تركي :1626 -1675 م ،حوكم من قِبَل السّلطان العثماني ،فاْعلن شبتاي إسلامه كي ينجو بنفسه .ومنهم مَن هو اْشبه بالرّاهب الروسي :راسبوتين 1869 -1916 ،اْخلاقه غير حميدة ،ترنّح من السُّكْر، وهاجم الجميع !مثل هؤلاء هم : المهداوي ،القرضاوي ،اْبو بكر البغدادي ،الجرباوي ، اللوباني ....وبقيّة التّشكيلة :من هالْاْبر المشرّمة عنّا قُفَف معرّمة !
الاْنكى من هذا ،اْنّ هؤلاء المُخرجين،المنتجين ، المُدبلجين ، المُمثّلين،ومعهم الكورس، اْي الإمّعات ،الرويبضات ،حملة الاْختام ،المنافقين ،المُستاْجَرين والمدّاحين ،يروّجون لاْسيادهم واْولياء نِعَمِهم، صباح مساء ، وكاْنّهم بمنزلة هارون من موسى ، اْو متّى من السّيد المسيح ،اْو سلمان الفارسي من الرّسول ، معاذ الله !مِن ظلاميّينا مَن يشبّه نفسه ببرنابا ، اْحد المسيحيّين الاْوائل ،المذكور في العهد الجديد ،وهو ليس من التلاميذ الإثْنَي عشر ،،لكنّه وُصِف بالرّسول في جزء اْعمال الرّسل ،ومعنى برنابة :ابن الواعظ وابن العزاء ،له إنجيل خاصّ، يرفضه المسيحيّون ،لِاْنّه ينفي الوهيّة السّيّد المسيح ، عليه السّلام .
بعض المغرورين كالطّواويس ،ينفشون ريشهم علانية ،شوفوني ! يستعرضون عضلاتهم ،وهم اْشبه بالطّبول الجوفاء ،يتلبّسون ثورية اْبي ذرّ الغفاري ،نزاهة إبراهيم بن اْدهم -778 م ،وصدق الحسين بن منصور/ الحلاّج 858 -922 م ،تواضع الجُنيد - 910 م ،زهد اْحمد السّبتي - 1205 م ، اْمميّة ابن عربي - 1240 م .....،اْحدهم يعتقد اْنّه علّم اْصول عِلم الاجتماع لابن خلدون 1332 -1406 م ،اْفراد حمقى بعضهم يعتقدون اْنّهم مصلحون اجتماعيّون اْرقى واْثقف واْعلم من اْساطين النّهضة في العصر الحديث ،اْمثال : جون لوك ،مارتن لوثر كنج ،جان جاك روسو ،فولتير ،اْينشطاين .....
لمثل هؤلاء المُدّعين نقول حسنة لوجه الله ! ما قاله اْوّل ثائر في الإسلام :اْبو ذرّ الغفّاري :
-صَلّيْتُ قَبْل الإسلام بِاْربع سنين !
-قالوا :مَن كنتَ تعبد ؟
-قال : إله السّماء ربّ العالمين !
-قالوا : اْين كانت قِبْلَتُكَ ؟
-قال : حيث وجّهني ربّي اتّجَهْتُ وَصَلّيْتُ !
*قال صوفيّ عن الموت : هي المنيّات والقبور ثمّ إلى ربّنا المصير / والنّاس في غفلة نيام اْضغاث اْحلامهم غرور ... كفانا تكفير ! تدجيل وتهجير ! شبعنا إلحاد عُهر ومَكْر ! زادت فتاوى تتهاوى وتتمادى ، تَدَرّعْنا محاكم عرفيّة ، تضرّعنا لصلوات سماويّة ، قرفنا تطاولاً وتمادياً ،لقد بلغ السّيل الزّبى ! الشاعر الفلسطيني الرّاحل يوسف محمود الخطيب /بلدة دورا /الخليل 1931- 2011 /دمشق الشام ،قال :
هذي الخمر التي تشرب كنعان / عتيق الجرح من عيسى/ وقطر الدّمع من مُقلة مريم ..... وقال اْيضاً: اْكادُ اْومِنُ مِن شكّ ومن عجب هذي الملايين ،ليستْ اْمّةَ العرب ! والسّلام على مَن اتّبع الهُدى،على الهَدى !

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]