يتساءل الكسندر يعقوبسون في "هآرتس" عما اذا كان حل الدولتين قد ازيل عن الجدول السياسي، واصبحت الدولة ثنائية القومية، او تكاد تصبح مسألة لا يمكن منعها؟ ويقول: هناك من يرحبون بتحول الدولة ثنائية القومية إلى مسالة غير ممنوعة، وهناك من ينتحبون لذلك، وحسب رأيي فان هؤلاء واولئك على خطأ.
أولا، لأن حل الدولتين لا يزال ممكنا بالتأكيد. وسيتم عندما يعمل الجانبان بنوايا طيبة من اجل تحقيقه. هناك سبب واحد لطرح الرأي الذي يقول ان ذلك ليس ممكنا - المستوطنات. ويجب عدم الاستهتار بهذا السبب. فالهدف المعلن للمشروع الاستيطاني هو فعلاً احباط أي امكانية لتقسيم البلاد، ويعلن ذلك انصار هذا المشروع الأيديولوجيين في الحكومة والائتلاف. انهم يفاخرون بوجود كتلة كبيرة من المستوطنين في المناطق، لن تتيح اخلاء المستوطنات. واذا نجح هؤلاء فانهم سيلغون نهائيا دولة اليهود. واذا زالت دولة إسرائيل من الوجود، سيكون مكتوبا على شاهد قبرها: "دولة اسرائيل: تم قذفها بشدة من قبل اليسار، وتم احتضانها حتى لفظت روحها لكثرة محبة اليمين الاسرائيلي".
ولكن لماذا يجب على مؤيدي تقسيم البلاد الافتراض بأنه لا يمكن اقامة دولة فلسطينية من دون أن يتم اخلاء اليهود المتواجدين هناك؟ من قال انه اذا استوطن اناس معينون في منطقة ما فانهم يملكون الحق في تحديد مكانتها السياسية الى الأبد؟ من حصل في التاريخ على هذا الامتياز، ولماذا يستحقه المستوطنون؟ اذا كان الحديث فعلا عن السلام، فانه لا يوجد أي قانون في الطبيعة يحدد بأنه لا يمكن لأقلية يهودية العيش في الدولة الفلسطينية وتحت سيادتها.
هذا الحل يثير مشاكل عدة، ولكنه لا توجد من بينها أي مشكلة غير قابلة للحل في ظروف السلام. ولا تساوي أي مشكلة يثيرها هذا الحل، المصاعب الكامنة في التخلي عن دولة اسرائيل او ترسيخ الاحتلال. ومن لا يريد العيش تحت السيادة الفلسطينية، مع توقيع الاتفاق او بعده، ستكون إسرائيل مفتوحة دوما امامه – شريطة ان لا يقضوا عليها في هذه الأثناء بواسطة "الدولة الواحدة".
وبالنسبة للدولة الواحدة، اذا قامت، فإنها لن تكون ثنائية القومية وانما عربية ومسلمة. يمكن صياغة دستور لدولة كهذه مع قيامها، ولكن هل يمكن لدولة ذات غالبية عربية – اسلامية، في منتصف الشرق الأوسط العربي – الإسلامي، ان تبقى الى الأبد دولة ثنائية القومية؟ هل يمكن الافتراض بأن الشعب الفلسطيني سيوافق الى الأبد على ان يكون الوحيد من بين الشعوب العربية، الذي لا تكون دولته عربية بشكل رسمي، وتعتبر جزءا من العالم العربي؟ حتى لو افترضنا ان السلام سيعم هذه الدولة، فان الغالبية العربية الإسلامية ستنشأ فيها بالضرورة، كنتيجة لتطبيق حق العودة.
في اطار حل الدولتين، يمكن ويجب التحديد بأن حق عودة الفلسطينيين سيكون الى الدولة الفلسطينية، ولكن اذا قامت دولة واحدة، فلن تكون هناك أي امكانية – لا مبدئية ولا عملية – لمنع عودة احفاد اللاجئين الى الدولة التي ستكون جذابة جدا للهجرة بسبب الفجوة الاقتصادية الضخمة بينها وبين جاراتها.
مؤيدو الدولة الثنائية القومية هم آخر من يمكنهم رفض حق العودة في حالة كهذه. من المؤكد ان الدولة الواحدة ستكون عربية، واقامتها يعني الغاء البيت القومي للشعب اليهودي. وهناك بعد آخر لهذا الحل: سيحقق لعرب إسرائيل كل ما يريد افيغدور ليبرمان عمله لعرب المثلث – سيفرض عليهم سلطة فلسطينية بدل السلطة الاسرائيلية.
[email protected]
أضف تعليق