ردة الفعل الآنية التبريرية لما وقع ويقع في المسجد الأقصى المبارك ومسلسل تسريب البيوت في سلوان والترحم على أيام فيصل الحسيني أمير القدس وكأن أرحام الأمهات في القدس لم ولن تنجب بعده قادة ومناضلين ... وتستمر ردة الفعل ذاتها بالحديث عن مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية ودورها في حماية القدس ومنع تسريب العقارات فيها وفي محيطها ...
من هول ما وقع في القدس يأتي الحديث التبريري أين هم الذين يدعون انهم الآباء الروحيون للقدس ولا يكلون ولا يملون من الظهور على شاشات التلفاز لرصد الانتهاكات في القدس وعرض أوراق ووثائق توضح أهمية القدس "لكنهم في الليلة الظلماء يفتقد البدر" ...
الحكي في الصميم ... القدس لا زالت بين أيادينا وبالإمكان اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب هل "نريدها عاصمة لدولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى؟" أم "نحن جميعاً موافقين على أسرلتها وتفريغها وخلصنا؟".
الخيار الثاني اننا لا نريدها، هو الحاضر بقوة لأننا نستنسخ تجارب الفشل المتكررة التي خضناها في الضفة الغربية وغزة في مناحي حياتنا كافة، وحتماً ستنسحب وهي انسحبت أصلاً على القدس، نعم اذا كان الدواء غير متوفر في دولة فلسطين لمنتسبي التأمين الصحي الحكومي وذوي الامراض المزمنة ونقفز نحو رفع رسومه، فما بالنا نناقش قضية مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية ومستشفى المطلع فهي تحصيل حاصل لحالة الانفصام بين القول والفعل، ولماذا نفكر بقضية شركة كهرباء محافظة القدس.
نعم، خيار اننا لا نريد القدس حاضر بقوة وهي العنوان بوضوح وإلا لماذا نعاقب مستثمراً مقدسياً مركزاً عمله في القدس ويريد ان يفتح شركة له في الضفة حسب شروط الوكالات فيصدر القرار ضده رسمياً بأن الوكالة من حق فلسطيني من طراز آخر يحمل هوية خضراء ويريد ان يتسبب رغم انه لا يملك ورقة واحدة تثبت أحقيته بالوكالة، وفي ذات الوقت نقول للمستثمرين المقدسيين الصامدين في القدس والذين لا يمتلكون موقعاً للتوسع في القدس الا منطقة قلنديا الصناعية انتم في المكان الخطأ إذن، اخرجوا اذهبوا صوب مستوطنة "معاليه افرايم" أو صوب مناطق الرخاء الاقتصادي في رام الله وبيت لحم واخلوا القدس ودعوكم منها.
نعم، لا نريدها لأننا نستعرض استعراضاً في كل المناحي التي تتعلق في القدس ولا نحقق إنجازاً واحداً على الاقل في السنوات السبع الأخيرة سواء على صعيد الإسكان في القدس، أم الثقافة والفنون في القدس، وبتنا نبكي حال التعليم في القدس ونكتب به مرثيات، وبات القطاع التجاري في القدس مثاراً للحزن والأسى فقط، وندافع مدافعة انه لا يوجد بنك واحد يقدم تسهيلات مصرفية لأي مقدسي، وندافع عن غياب لمؤسسات حاضنة للفعل الاقتصادي في القدس بقطاعاته كافة اذ تتنازع مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن هذه الأجسام تغيب بعد حاجز قلنديا الاحتلالي، ولذر الرماد في العيون نكتفي بالرام وضاحية البريد والعيزرية.
نعم، لا نريدها لأننا سنجد تبريراً بعد حين لقضية تسريب العقارات في سلوان ولن يكون حالها أحسن حالاً من بقية العقارات التي سربت في القدس سواء عمداً أم جهلاً وبات أبطالها أشخاصاً عاديين في المجتمع بستار ديني أو ستار الثروة والجاه أو ستار آخر.
أما خيار اننا نريدها عاصمة لدولة فلسطين، فأنا لا أجد مرافعة ذات وجاهة لهذا الخيار فدعاة هذا الخيار لم يوفروا زيتاً لسراجها حتى يضيء ولم يسعوا لتوفير هذا الزيت.
ولا أبرئ نفسي ...
[email protected]
أضف تعليق