لًَم يَغِب عَن بالنا يَوماً أنَّنا نَقَعُ تحتَ إحتلالٍ بَغيض سافِر سافلٍ، ولَم نَنسى لِلحظة مُمارساتِ هذا الإحتلال وأجهزتهِ القمعية المُسماة أمنية وعلى رأسها جهاز الشاباك والشُرطة وغيرها، وما زالَ شعبنا يَدفَع ضَريبةَ نضالهِ المشروع في سبيل الحُرّية والتَحَرُّر، دَماً وعذابات وتشريد ومُلاحقة طالت المناضلين الناشطين في قضايا الوطن، هؤلاء الذينَ دفعوا على مذبحِ الحُرّية أرواحهُم ثَمناً، نقول لَهُم : على العَهدِ باقون ما بقيَ الزعتَر والزيتون، باقون إلى أن يَعودَ الحَق لأصحابهِ وطُلاّبِهِ، وإلى أن يعودَ اللاجئون ويَتحَرّر الأسرى وتُزهِرُ الأرضَ حُبَّاً وسَنابل .
وعلى مَدارِ عُقودٍ خَلَت تَعرَّضَ المناضلونَ من أبناءِ شعبنا، هُنا في الداخل الفلسطيني، لِلمُلاحقة والمُطاردة والإعتقال والأسرِ لِكَونِهم إختاروا أن يَصطَفوا إلى جانبِ قضايا شَعبِهم العادلة، وكانَ نَصيب أبناء البلَد حصةَ الأسدِ في هذه المُلاحقاتِ إلى جانبِ كل القوى الوطنية الأخرى، فها هو الرفيق جميل صَفوري عضو اللجنة المركزية للحركة يدفَع ضريبة هذا الإنتماء إلى جانب أخوتهِ من أبناء شفاعمرو، وغيرهِ من رفاق أبناء البلد الميامين، حسام كناعنة أطلقَ سراحهُ بعدَ عشرة أعوامٍ ونصف ومحمد خلف ما زالَ قابعاً في الأسر وأنيس صفوري وغيرهم العديد العديد من الرفاق ممن ذاقوا مرارة السجنِ وما بَدَّلوا تبديلا، وَلَم تَردَعَنا هذه الأساليب المُخابراتية الإرهابية، وحَتماً لَن تَردَعنا عن مواصلةِ دربنا ، درب الحُرّية والكَرامة، وما الإستدعاءات الأخيرة التي طالت كادر وأعضاء وقادة حركة أبناء البلد إلاّ جُزء من هذه الحملة البوليسية المُخابراتية والتي تَهدِف فيما تَهدِف إلى بَث الرُعبِ في صفوفِ الحركة الوطنية وعموم الناس والجماهير، وكذا مُحاولة لِقمعِ هذه الحركة، وكانَ دَوماً ردنا المُجلجل " إنَّ إعتقالاتَكُم لَن تُرهبنا " ..
وبعدَ حملة الإعتقالات الكبيرة التي طالت قادة وكادر وأنصار أبناء البلد في خِضَمِّ عُدوان غَزة، ولم يًسلم منها المئات من أبناءِ شعبنا في الداخل من مختلف الإنتماءات السياسية، ها هي حملة الترهيبِ تَعود على نفسها بإستدعاءِ كادر وأعضاء وقياديين مركزيين وطلاب جامعيين من أبناء البلد لتحقيق مُخابراتي شاباكي بوليسي ترهيبي إمتَدَّ لعدةِ ساعات طِوال جداً، فَإستدعاء الرفاق توفيق ناطور وأحمد جزماوي وموفق نفاع وعبد الله هيب والتحقيق معهم كلٌ على حدى أكثر من عشرةِ ساعات إنّما يَدُل على أزمةِ هذا الجهاز العَفن وأسلوبهِ الترهيبي القَمعي، وأن يَتمحوَر التحقيق حَول نشاط أبناء البلَد، خاصة الشبابي، وأن يَدور جزء غيرَ بسيط من التحقيق حولَ نشاطي الشخصي ما هو إلاّ محاولة لِفبركةِ التُهم، وكانَ إستدعائي شخصياً للتحقيق لدى رجال الشاباك إمتَدَّ من ساعات الصَباح حتى المساء في محاولة ترهيبية وسعياً لتلفيقِ تُهمةٍ جديدةٍ على أملِ تخويفنا وإرهابنا وترهيبنا ونقول كما قُلنا في التحقيق، نحنُ نتواصل مع شعبنا وسنبقى على هذا الدرب درب الحُرّية والتحرير ولن تُجدي نَفعاً كل أساليبَكُم في رَدعنا وثَنينا عن مواصلةِ مشوارنا ومسيرتنا التي هي جزءٌ من مشوارِ ومسيرةِ شعبنا في النضال والكفاح من أجلِ الحياة الكريمة والحرّية والعَودة والتحرير .
معاً على الدرب
محمد كناعنة – أبو أسعد
عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البَلد
09 /10 / 2014
[email protected]
أضف تعليق