عُرفت الفنانة رنين بشارات – اسكندر من خلال أدوارها المسرحية، ولمع نجمها، حين ارتدت لبس المرأة البسيطة، أو الفكاهية، التي تشبه الكثير من نساء مجتمعنا، تنتقد المجتمع والمحيط القريب منا، بأسلوب يمسنا لكن يضحكنا بالوقت ذاته.
رنين بشارات، تلك الشابة التي طورت موهبتها الفنية من خلال الدراسة الأكاديمية في جامعة حيفا، درست وتعلمت واشتغلت كي تحقق ذاتها، ونجحت في ذلك.
تحدت خشبة المسرح وانطلقت منذ عام 2000 حتى اليوم، لتصبح واحدة من الفنانات المحليات الرائدات في عالم المسرح، لتحصد نجاح ما بعده نجاح، في هذا اللقاء نتعرف أكثر على شخصية الفنانة رنين بشارات- اسكندر.
تصوير: وسام رستُم
الفن بالنسبة لك؟
رنين بدأت حديثها عن معني الفن لها لتقول أنه: حياة، وحُب، وشغف، وكُل شيء..
أول مرة طلعت على المسرح
كانت المرة الأولى التي وقفت فيها رنين أمام الجمهور، خلال مخيم أبناء الكادحين، حين كانت بالمرحلة الابتدائية، وكبرتْ معها الموهبة، وكان لها مُشاركات أثناء فعاليات المدرسة، والفعاليات الجماهيرية.
وأكدت خلال حديثها، أنه كان يغمرها شعور بالسعادة في كل مرة كانت تطل من خلاله على الجمهور، فرغم صغر سنها إلا أنها لم تكن تشعر برهبة المسرح والوقوف أمام الجمهور، مؤكدةَ: " في سحر بجذبني لهذا العالم".
من المدرسة للجامعة.. ودراسة الفن عذاب...
لم تكتف رنين بموهبتها، فقامت بصقلها أكاديميًا، وقبل الدخول إلى الجامعة، تتلمذت على يد الفنان عاصم زعبي، الذي دعم موهبتها، وتدربت عنده خلال امتحانات القبول للجامعة وفترة أداء التجارب " أوديشين".
وقالت رنين، أنها كانت تعمل وتتعلم في الوقت ذاته، وعن دراسة الفنون المسرحية قالت: " عذاااب"! مُشيرة إلى أن عالم المسرح مفعم بالمشاعر ويتطلب طاقات من الطلاب.
(رنين بشارات- اسكندر، خلال عرض حوض النعنع)
الخجل، ورهبة المسرح... والتمثيل أمام الأهل..
وردًا على سؤالنا عن الخجل من الجمهور قالت رنين: " لا أذكر أني خجلت يومًا من أداء مشهد تمثيلي أمام أي شخص، لقد كسرت هذا الحاجز من " زمـــان"، لكن في بداية التمثل كنت أخجل من الوقوف أمام والدي، في البدايات لم أجد دعم وتقبل للفكرة من قبل والدي، لكن مع الوقت " هضم الفكرة"، وتقبل الموضوع، وأصبح متابع لأعمالي، ومن رواد العروض المسرحية والفن بشكل عام، دخولي إلى هذا المجال واحترافي المهني فيه، كان محفزًا بالنسبة لوالدي للاهتمام بالمسرح بشكل عام.
مستوى الفـن المسـرحي في البـلاد
وعن مستوى الفن المسرحي في البلاد قالت رنين:" الإجابة سلبي- لكن، لا نستطيع أن نشمل جميع العروض، يوجد الكثير من العروض المسرحية الجديدة، وترتقي إلى المستوى العالمي، فن هادف ومع تقنيات متطورة.
وتابعت: " قصدتُ بالسلبية، عن بعض مسرحيات الهواة، وهي غير هادفة، وغير مهنية، ولا ترتقي لمستوى الفن الراقي، وهُم قلة". مؤكدةً، أن الكفة الراجحة للفن الراقي والهادف، الذي هو في تطور مُستمر.
حلمي أطير خارج الإطار المحلي..
ورنين، مثل غيرها من الفنانين المحليين- فنانو الداخل الفلسطيني، لديهم حلم الوصول إلى عالم الفن في الدول العربية، والمُشاركة في الدراما السورية والمصرية، وأكدت أتمنى المُشاركة في مسرحيات عربية، أحب ثقافة المسرح، ( عروض ستاند أب كوميدي، دراما وغيره)، لقد قمت بعرض مسرحي " ستاند أب كوميدي" في الأردن من خلال مهرجان الحكايات في مسرح البلد، خلال عام 2009، كانت تجربة من العُمر، كما وصفت رنين، وخاصة أنها خلال المهرجان تعرفت على فنانين من مصر، المغرب، وسوريا والأردن طبعًا.
أنا وزوجي والفــــن..
ورنين، هي فنانة متزوجة من الفنان والمخرج جورج اسكندر، تعرفا على بعضهما خلال عمل مسرحي " المحلل" لفتحي رضوان عام 2007، وأثناء التدريبات للعرض المسرحي ولدت شُعلة الحُب والإعجاب بينهما، وعُرضت المسرحية حينها في مسرح الميدان، من إخراج إيهاب سلامة، وشارك في التمثيل الفنان حنا شماس، وأثمر هذا الزواج عن ولادة هاني، الذي تعتبره رنين، مصدر إلهامها والناقد والداعم الأول لها رغم صغر سنه، إلا أنه يبدي رأيه لها، وهي تحب أن تأخذ برأيه.
وقالت رنين، أن المسرح والفن يجمعهم، ونستعين برأي بعضنا البعض، ونناقش بعض النصوص ونقوم بتعديلها سوية، كما ويقوم بمرافقتها ببعض مسرحياتها وعروضها، وهو داعم لها على طول الطريق.
صورة لرنين تجمعها مع زوجها المخرج والممثل جورج اسكندر وابنها هاني- تصوير وسام رستُم
شخصــية أم مُنـــى...
كانت شخصية مُنى هي نقلة فنية وانكشاف أوسع للفنانة رنين بشارات أمام الجمهور، هذه الشخصية الكوميدية، التي تتشابه ظروفها مع الكثير من نساء المجتمع، ولدت شخصية " أم مُنــى" في مسرحية " شُــكرًا" للكاتب عامر حليحل ورازي نجار.
وشخصية أم مُنى كما أشارت رنين، تتحدث عن امرأة في الأربعين من عمرها، متزوجة، تنتقد عادات مجتمعنا العربي، وهي " ستيرا" أي بشكل فكاهي، وهادفة بنفس الوقت، وقد لاقت المسرحية نجاحًا واسعًا حيث تم عرضها خلال العام 2005.
ومنذ ذلك الحين، بدأت ترافقني شخصية " أم مُنى" التي كانت بمثابة ورقة عبور للدخول إلى قلوب الجماهير، وهي محطة فنية مهمة بالنسبة لي، ومع نجاح شخصية أم منى بدأت أعمل على تغيير نصوص، مواكبة للظروف التي نعيشها، ولقضايا مهمة في مجتمعنا سواء على المستوى المحلي والعالمي، التي تمسنا كمجتمع، ونبدي اهتمامًا لها.
مشاركات وجوائـــــز...
لرنين العديد من الأعمال والمُشاركات الفنية، يُذكر منها مسرحة " حوض النعنع" مع فرقة سلمى، حيث جسدت دور " أم عاصي"، وهي مسرحية تدمج بين التمثيل والغناء.
ومسرحية " مش دافعين" من إخراج الفنان أيمن نحاس، ومسرحية الملك لير مع الفنان لُطف نويصر- مسرح الحنين، في دور ابنته الكُبرى، وجسدت دور الجميلة في مسرحية " العاجزون"، والخطابة في مسرحية البخيل، ومسرحية ليلى الحمراء والأرنب، بالإضافة إلى العديد من عروض " ستاند أب كوميدي" بشخصية أم مُنى.
كما وشاركت في العديد من المهرجانات الكوميدية خارج البلاد، من بينها الأردن.
ونالت الفنانة رنين بشارات خلال عام 2005، جائزة أفضل ممثلة في مهرجان عكا " الآخر"، عن دور جميلة في مسرحية " العاجزون".
مجتمعنا وتقديره للفن..
وردًا على سؤالنا قالت: " بدون شك أنه يوجد نظرة مغلوطة عن كل شيء يتعلق بمجال الفن. وتابعت: " أنا جدًا سعيدة أنه بدأ يولد تغيير بمفهوم ونظرة المجتمع بكل ما يتعلق العروض المسرحية، سواء إذا كان في مجال العروض المسرحية أو الغنائية".
وأضافت: " مجتمعنا يفتقر إلى ثقافة إقبال الجمهور إلى الأعمال المسرحية، ودعم الفن بشكل عام، يجب العمل على تشجيع الجمهور لمواكبة وريادة الأعمال الفنية بشكل عام".
الفن ما بطعمي خبز..
وردًا على سؤالنا لها، حول وضع الفنان وإذا كان " الفن بطعمي خبز" ردتْ: " آآآه، يا وجع قلبي"، مع ابتسامة حزينة، وأتممت قولها " المسرح بطعمي خبز حاف"، مُشيرة، أن من مشاكل الفنانين الجدية أنه من الصعب أن يعتاش فقط من المسرح لوحده، وأقول ذلك بوجع قلب شديد، لأن المسرح لا يوفر حياة اقتصادية جيدة للفنانين، وهذا يعود لعدة أسباب، واحدة منها عدم الإقبال الجماهيري الغفير على الأعمال المسرحية بشكل عام ، كون المسرح ليس من أولويات مجتمعنا الذي يعاني بالأساس من وضع اقتصادي سيء".
مُبــادرة غزل البنــات..
لم تتوقف إبداعات " أم منى" فقط في إطار العروض المسرحية وسكتشات عرض " ستاند أب كوميدي"، وعن هذه المُبادرة والمشروع الذي بنكهة الحلوى قالت: " الفكرة قائمة في خاطرها منذ زمن، وكانت تعمل بشكل فعاليات مصغرة بالمحيط القريب منها، وذلك خلال حفلات توديع العزوبية بشخصية " أم مُنى"، وكانت تعمل خلال الحفلات عرض ستاند أب كوميدي، ساخر، ويتعلق بالحياة الزوجية وتوديع العزوبة".
وتابعت: "خلال جلسة عمل جمعتني بصديقة لي، ماريا دي بينا، فكرنا كيف نقوم بتطوير المشروع ويزداد أكثر فعالية، فطورنا المُبادرة من " ستاند أب- كوميدي"، إلى فعاليات خاصة بالعروس وصديقاتها لتكون سهرة من العُمر، بشكل مفاجأة للعروس.
وبالإضافة إلى فعاليات التي أقوم بها، ترافقني صديقتي ماريا بقراءة كروت التاروت للعروس وصديقاتها، بشكل مُسلي.
وتشمل رزمة الفعاليات، بالإضافة إلى الجانب الفني، حلويات وكيك خاص بالعروس، مزين بأشكال لذيذة.
ونوهت رنين خلال حديثها، أن " غزل البنات" يمكن قراءتها بطريقتين، فيختلف المعنى حين يتغير التشكيل، " غَزّلّ البنات" هي الحلوى التي تأكلها معظم البنات، وخاصة في فترة الطفولة، و" غَزَل البنات" وهو الإطراء للبنات والتغزل بهن وبجمالهن.
الإقبال على غزل البنات.. وتجدد بالأفكار...
وعن الإقبال للمشروع قالت، كان مفاجئًا لها ولزميلتها وكان فوق كل التوقعات، مؤكدة بقولها:" عنجد شعبنا بحب التجديد"، والأمر واضح بسبب الاتصالات الكثيفة وحجز لإقامة حفلات غزل البنات.
ونوهت خلال حديثها، أن الفعاليات بالحفلات دائمًا متجددة، وهي متعلقة باحتياجات العروس وصديقاتها، تراعي ظروف العروس والمحيط القريب منها والمجتمع الذي تسكن فيه.
مشاريع مستقبليــة..
وعن مشاريعها المستقبلية قالت: " قمت بتصوير إعلان تجاري، سيظهر على وسائل الإعلام بالتزامن مع حلول عيد الأضحى، بالإضافة إلى أني أتحضر إلى عرض ستاند أب كوميدي جديد، ودعت قراء موقع بُـكرا لانتظاره والذهاب لحضوره.
أشخاص داعميــن..
وردًا على سؤالنا أشارتْ، أن أهلها وزوجها في المرتبة الأولى من الداعمين، مؤكدة أنها محاطة بأشخاص داعمين، من أفراد العائلة والأصدقاء، مُشيرة أنها تأخذ بنصيحتهم وتستشيرهم في الكثير من الأحيان.
كما وتحدثت عن دور ابنها هاني في اختيار الأدوار معها ودعمه الكبير رغم صغر سنه، معتبرة إياه المشجع الأول.
نصيحة لكل صبية لديها فكرة لمبادرة، أو رغبة في الفن..
وفي نهاية اللقاء، أسدت رنين نصيحة، لكل امرأة أو شابة لديها رغبة في إقامة مُبادرة أو ترغب في التمثيل، أن تعمل من أجل إقامتها وتحقيق رغباتها في النجاح.
وعلى الصعيد الفني، قالت: " أنا أتأمل أن كل الأفكار المسبقة بكل ما يتعلق بالفن وكل الفنون المسرحية تتغير للأفضل، لأن هذا المجال راقي وصعب في نفس الوقت، ويحتاج من الفنان أن يبذل طاقة كبيرة من أجل أن يصل إلى الناس وينجح بينهم.
مُشيرة أن حياة الفنان ليست بالسهلة، سواء على الصعيد المعيشي والاقتصادي، أو على صعيد التحديات وإمكانيات العمل المتوفرة والإنتاج الفني"
واختتمت قولها: كل شاب أو فتاة يرغب بالتسجيل لدراسة المسرح الفني في الجامعة هي على أكبر استعداد لمساعدته وتوجيهه، على الرحب والسعة، فهي على أتم الاستعداد لدعم الطاقات الفنية الموجودة بيننا"
لمتابعة المزيد من مشاريع وفعاليات " غزل البنات" وللاستفسار أيضًا.. زوروا صفحة المشروع على الفيسبوك، وتواصلوا مع رنين.
لزيارة صفحة غزل البنات اضغط هُنــا...
[email protected]
أضف تعليق