تعكس الحملة الشرسة التي يشنها السياسيون اليمينيون الإسرائيليون ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) والتي زادت حدتها خلال الأيام القليلة الماضية حقيقة بدأ يشعر بها الكثيرون وهي أن إسرائيل باتت تعتبر الرجل خطرا علي وجودها، ويجب أن يختفي من المشهد السياسي تماما ولو بتصفيته جسديا بعدما فشلت عملية اغتياله معنويا والتي مارسها الإعلام الإسرائيلي ضد الرئيس الفلسطيني منذ سنوات طويلة وساعدته فيها بعض وسائل الإعلام العربية مثل قناة الجزيرة القطرية.
وقد وصل الغضب الإسرائيلي من أبومازن والرغبة في إخفائه من الوجود أقصاه بعد الكلمة التي ألقاها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي وطالب فيها بمحاسبة إسرائيل علي جرائمها ضد الفلسطينيين في غزة خلال العدوان الأخير حيث تسابق الساسة الإسرائيليون في مهاجمة الرجل ووصفه بأنه إرهابي ولايصلح لأن يكون شريكا في السلام واتهموه بأنه لايريد أن يقدم تنازلات من أجل التوصل لتسوية سلمية وأنه حليف لحركة حماس .
وأكثر شيء يقلق إسرائيل من أبومازن هو ان العالم الخارجي لايصدق رواياتها بشأنه فالرجل هو مهندس اتفاق اوسلو للسلام التي أفسدها نيتانياهو شخصيا بتحريضه علي رابين حتي جري اغتياله كما أن الرئيس الفلسطيني الحالي هو أكثر الزعماء الفلسطينيين بل والعرب إيمانا بانه لاحل للصراع العربي الإسرائيلي إلا علي مائدة المفاوضات وانه تحمل كثيرا للدفاع عن هذا المبدأ ولكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هي من أفشل جميع مفاوضات السلام السابقة فكانت سببا رئيسيا في زيادة حدة العنف والتطرف في المنطقة .
ورغم ان لجوء إسرائيل لمسألة محاصرة أبومازن في المقاطعة برام الله وتسميمه كما فعلت مع الزعيم الراحل ياسر عرفات مستبعد لأن العالم يعرف جيدا فكر الرئيس الفلسطيني إلا أن العقل التآمري لليمين الإسرائيلي لن يعجز عن إيجاد وسيلة.
[email protected]
أضف تعليق