كل مخلوق على وجه البسيطة بغضّ النظر عن عمله ومكانته، مُعرض وغير معصوم عن الخطأ، وليس ذلك أي عيب، ولكن العيب والعار تعمد غياب روح الرجوع إلى الواقع، والحقيقة والتهرب من الاعتراف بالخطأ قد يزيل أكثر من نصف الخطأ ويخفف من الأضرار الناجمة ،ويخفف من تعقيد مجرى وسير الأمور، ناهيك عن الاستفادة من أخطاء الماضي والقدرة على التنبه للخطأ الذي يحتاج إلى يقظة ومهارة.

يفتقر وللأسف، مجتمعنا لثقافة الاعتذار، والاعتراف بالخطأ التي تعتبر قيمه إنسانيه وأخلاقيه من الدرجة الأولى، وعلينا العمل على غرسها وتعميقها في المجتمع .

إن ظاهرة عدم الاعتراف بالخطأ ظاهره سلبيه وخطيرة، يعاني ويتذمر منها المجتمع، وقد تصل ذروتها عندما نحاول إيجاد مبرر وإثارة جدل، والتمسك بالموقف الخاطئ وخاصّة عندما يكون من قبل قادة المجتمع الذين يشغلون مراكز مرموقة ويديرون مؤسسات ذات صلاحية، واتخاذ القرارات المصيرية، بحيث يكون الضرر اكبر وينعكس سلبيًا على مصلحة المجتمع، بينما الخطأ على المستوى الفردي قد يمس أولا وأخيرا بصاحبه .

إن الاعتراف بالخطأ لا يكون نابع من ضعف، بل من مصدر قوّة وثقة بالنفس بعكس الاعتقاد السائد فإذا كان الإنسان صريح مع نفسه ومع الآخرين تزداد ثقة الناس واحترامه وتقديره له والإنسان المؤمن والمتزن الذي يخاف الله يرجع إلى العفو، والاعتراف بالحق والخطأ وقد يساعده على الاستمرار وتحرير الذات والنفس .

ومما يثير الدّهشة، أن هناك من يتهرب من معرفة الأسباب التي تدفعه إلى الخطأ، وعدم تقيدنا للحلول وتقبل النصيحة والاستمرار بالخطأ غير أبهين نتائجه السلبية على صاحبه خاصة والمجتمع عامة. وباعتقادي أن للتربية والثقافة وسلوكنا الاجتماعي وكبريائنا دور كبير ومباشر.

ذكر القرأن الكريم الكثير عن ثقافة الاعتذار ، وهناك عشرات الآيات اذكر منها : " كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون" .

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]