المستفيد الأهم مما يحدث اليوم في المنطقة إلي جانب الغرب هي إيران، فالثورة في سوريا أُضعفت بإرادتنا أو رغماً عنا يوم تمزقت المعارضة فوق تمزقها، وتناحرت فيما بينها، وباتت داعش هي الخطر الاستراتيجي وليس المجرم بشار الأسد.
ثورة السنة السلمية في العراق خُطفت في منتصف الطريق من تنظيم الدولة، وتحولت إلي معارك مسلحة وفي الوقت الذي تساند فيه إيران الشيعة في العراق أصبح ظهر أهل السنة مكشوفاً بل اكثر من ذلك بات هناك تحالف دولي لضربهم من جديد!!
قبل أسابيع رفعت إيران علمها على الجزر المتنازع عليها بينها وبين الإمارات دون أن يُحرك أحد ساكناً، بينما وجد الحوثيين في لحظة من خيانة الأنظمة العربية أنفسهم محل تشجيع ودعم لإثارة الفوضى والقلاقل في اليمن، وإدخال اليمن في فوضى عارمة لا تبقي أخضراً ولا يابس لإجهاض الربيع العربي هناك.
وبينما ينشط الشيعة في شرق السعودية وفي البحرين والكويت والإمارات ينشغل قادة هذه الدول بإضعاف مصر وإثارة الفوضى في ليبيا والتخطيط لإجهاض الانتخابات في تونس، حتى بات الواقع العربي ( الرجل العجوز )، ويذكرني حال حكامنا بحكام المسلمين الذين سارعوا لتقديم فروض الطاعة لقائد التتر "هولكو" وهو قادم لحرق بلاد المسلمين، الأمر الذي يعزز إمكانية أن يعيد التاريخ نفسه قريباً، والنار الذي تشعلها أنظمة عربية في المنطقة ستكتوي هي بها عما قريب.
ولماذا نستبعد فرضية وجود اتفاق رزمة يدور تحت الطاولة بين الغرب بقيادة أمريكا، وإيران وحلفائها بزعامة روسيا، اتفاق ينتهي "بسيكسبيكو" جديد اشد فتكاً وتمزيقاً عن التقسيم الذي قادته "فرنسا وبريطانيا" قبل 100 عام، تحتفظ فيه إسرائيل بمكانتها وموقعها وربما تتمدد بعض الشيء في محيطها الإقليمي، وتسيطر فيه بالمقابل إيران على شبه الجزيرة العربية وبذلك يحقق كل طرف حُلمه ومُراده، وتتقسم فيه الدول العربية إلي كنتونات صغيرة ضعيفة مهزومة.
وللتاريخ سأذكر أنه وفي أوج ازدهارها (حوالي ٤٠٠م)، احتلت الامبراطورية الفارسية الأجزاء الشمالية من الجزيرة العربية (العراق، الشام ووصولا حتى مصر)، وسواحل الخليج من الكويت وإقليم البحرين (قطر والبحرين وأجزاء من شمال السعودية حاليا)، مرورا بالامارات وشمال عمان، وللتحكم بالبحر الاحمر احتلت مملكة حمير (اليمن). وليس من المستبعد أن يتكرر هذا المشهد في ضوء الأحداث التي نرى ونتابع.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
مقال ركيك، غير موضوعي وغير مستند على معلومات لها اساس صلب أضف لذلك انّه طائفي بامتياز .