زياده عدد العاملين وانهيال ثقافه الهايتك تساهم في تكون كتله هائله كالتي في تل ابيب , رعنانا, حيفا ويكنعان ومن ثم تؤدي لارتفاع كبير بعدد المتوجهين للتعليم الاكاديمي في الصناعه المتطوره في المجتمع العربي.
في الاونه الاخيره تم نشر تفرير وزير الاقتصاد وقد تضمن توصيات اللجنه التوجيهيه بخصوص زيادة المعروض من العمالة في مجال التكنولوجيا , هذه الصناعه التي تشكل في الواقع محرك نمو الاقتصاد تواجه نقص شديد يتنامى في القوى العامله المؤهله .
هذا تقرير شامل , وكلي أمل ان جزءا على الاقل من التوصيات ستنجز . مع هذا بودي ان اشير الى ان اللجنه تركز على عده انواع من المجتمعات التي لا تقوم بدورها النسبي في صناعة التكنولوجيا الفائقة- بما يتفق مع نسبتها من السكان. التقرير يشمل ايضا الشواذ , وايضا يتطرق ال الفرص المتاحه لادماج طلاب جامعات عرب في هذه الصناعه المتقدمه .
التقرير يظهر انه من جهه واحده في كل سنه يضاف لسوق العمل 7000 وظيفه شاغره لك من جهه اخرى هنالك نقص في عدد الاكادميين ذات الصله ( بحسب معطيات المجلس الثقافي الاعلى ,ففي السنوات الاخيره يتخرج كل سنه 6000 اكاديمي في هذا المجال). من هنا ينتج نقص ل 1000 عامل كل سنه.
يضاف الى ذلك انه فقط خمس الطلاب العرب المتخرجين يتم تشغيلهم واستيعابهم في اماكن العمل .نضيف لهذا حقيقه ان عدد المتخرجين العرب كل سنه هو 400, ومن هنا نجد ان فجوه تنتج بين العرض والطلب قدرها 30%.
التقرير يعرض ايضا عده عوائق تمنع اندماج المجتمع العربي في الهايتك منها عائق اللغه , قله الخبره مقارنه مع المجتمع اليهودي, كونهم يخدمون في الوحدات التكنولوجيه في الجيش , عائق اخر هي قضيه الامن , ثم ايضا الموقع الجغرافي .اللجنه تقترح حلول بواسطه تبني وتوسيع طرق تأهيل قائمه والتي وجدت من تعاون بين الحكومه ومنظمات اجتماعيه مهنيه. وتقترح ايضا تحسين مسار منح المحفزات من الحكومه للعمال.
تقدر الميزانيه المطلوبه لتطبيق البرامج والتقدم تحت شعار " استخراج الامكانات في المجتمع العربي " بما يقارب 24مليون شيكل على مدى ثلاث سنوات . تطبيقها سيأتي بزياده 630 عامل للصناعه. هذه هي الخطوات المهمه في الاتجاه الصحيح لعلاج جميع العوائق التي تقدمنا بها ما عدا عائق المكان الجغرافي .
انا اطلب العمل على نفس الاساس الذي انتهجته اللجنه لايجاد حلول مناسبه للتغلب على العوائق , اسستخدام الاساس ذاته للتغلب على عائق المكان الجغرافي .اولا انا اطلب توسيع التعريف " مكان جغرافي " للتعريف الادق, " غياب الصناعه المتقدمه في مراكز المجتمع العربي".
الاستثناء الوحيد في هذا هي الناصره. فقد اقيم في المدينه مركز صناعي ملائم للصناعه المتقدمه في سنه 2013 , واليوم يتم تشغيل حوالي 500 عامل فيه وفي سائر المدينه (عربا ويهودا, 25% منهم هن نساء) في صناعه التكنولوجيا, مقابل 25 عامل في سنه 2008. ما معناه ان اقامه مركز مناسب, عمل تاهيل, بناء جماعه تقنيه , ادت الى تزايد كبير في عدد المشغَلين , وفي المستقبل وبشكل ملموس، لا عجب انه يمكن تطبيق نموذج مماثل في مدن أخرى.
لنأخذ على سبيل المثال كفر قاسم ففيها منطقه صناعيه تدعى" قلب البلاد" وتقع في منطقه مثاليه في المركز. وهي منطقه معده للتجاره والعمل. وفقط بميزانيات من ملايين الشواقل امكن انعاش النجاح هنا ايضا كما بالناصره وذلك بواسطه تغيير برنامج بناء المدينه وتوفير المحفزات للمبادرين في مجال العقارات وللشركات المشغله في المدن العربيه .هذه كلها تمت بتعاون مع البلديه وقوى محليه. ايضا ابتدأت اعمال تأهيل التي أدت الى تشغيل مئات العاملين والعاملات في الصناعه المتقدمه وخلال فتره قصيره .
وبما ان المجمع الصناعي افيك على مقربه من المكان , وفيه شركات عده للهايتك, فكان من المفضل تطوير الصناعه المتقدمه في مجالات اخرى ايضا هنا في هذا المكان .كما مثلا الدعم التقني , IT وبيو تك. وهكذا فعدا ان الفجوه بين العرض والطلب ستقل وتنتهي سينتج ايضا ما يسمى " أثار مضاعفه" للتطور الاقتصادي في كفر قاسم بواسطه ايجاد اماكن عمل اضافيه في مجالات اخرى متنوعه غير الهايتك مثل الخدمات , الاغذيه , ومن ثم زياده جبايه الضرائب من قبل البلديه .
زياده عدد العاملين وانهيال ثقافه الهايتك تساهم في تكون كتله هائله كالتي في تل ابيب , رعنانا, حيفا ويكنعان ومن ثم تؤدي لارتفاع كبير بعدد المتوجهين للتعليم الاكاديمي في الصناعه المتطوره في المجتمع العربي, وهذا ما ثبت في مجال الطب والصيدله . وهكذا فأن حل لمدى زمني قصير قد يصبح الاساس لحل لأمد بعيد فيما يتعلق بملائمه العرض للطلب.
كتبه مدير التنمية في منظمه تسوفن والذي هدفهه الاندماج الكامل للمجتمع العربي مع صناعة التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل .
[email protected]
أضف تعليق