خلال جولة لجنة الداخلية في الكنيست في انحاء متفرقة من شرق القدس قبل ايام، وذلك على خلفية المواجهات التي تشهدها المدينة منذ خطف وقتل شهيد الفجر محمد ابو خضير في الثاني من شهر تموز الماضي، وتتواصل هذه الايام ايضاَ، قال عضو اللجنة " موشيه فيغلين" الذي يقتحم الاقصى ويدنسه بشكل مستمر تحت حماية الشرطة الاسرائيلية، لقائد شرطة القدس " يوسي بيريينتي" ان ما يجري في المدينة عبارة عن "انتفاضة " الا ان قائد الشرطة حاول تجميل الوضع، قائلا "تلقينا خلال شهر اب الماضي الضربات من اليمين ومن اليسار بسبب مقتل ابو خضير وشهر رمضان وعملية" الجرف الصامد" وواجهنا كل ليلة حوالي 30 نقطة احتكاك، لكن هذه الايام تشهد انخفاضا هاما وانا متفائل بعودتنا قريبا للحالة الطبيعية"، هذا ما صرح به " بريينتي" الذي يشغل منصبه منذ حوالي العامين فقط(اب 2012) قائدا للشرطة في القدس، ويعتبر شخصية مقربة ايضاً من وزير الامن الداخلي" يتسحاك اهرونوفيتش" الذي اصر وبقوة على رفض وقف اطلاق النار على غزة الشهر الماضي، علما ان "بيريينتي" شغل منصب السكرتير الامني للوزير لفترة طويلة.
• معطيات من داخل الشرطة الاسرائيلية
فمن اين يأتي" بيريينتي" بتطميناته هذه؟؟! تعالوا معنا في هذه الجولة القصيرة لننقل معطيات من داخل الشرطة الاسرائيلية حول ما حدث في القدس من 2.7 حتى 31.8:
عدد المعتقلين على خلفية ما يسمى" الاخلال بالنظام العام" |
عدد البالغين |
عدد القاصرين |
عدد لوائح الاتهام |
633 معتقلا |
460 |
173 |
190 |
علما ان 92% من المعتقلين هم" مسلمون"(بحسب تقرير الشرطة)وهو ما يعكس كيفية رؤية الشرطة لطبيعة الصراع في المدينة المقدسة، صراع ديني.
72% من المعتقلين قاصرون
وتشدد الشرطة على ان هناك علاقة بين النسبة العالية من القاصرين المسلمين الذين تم اعتقالهم على خلفية" الاخلال بالنظام العام" من جهة ،وتقوية القيادة الشابة وتجنيد النشطاء بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي من جهة اخرى، بحسب ما جاء في تقرير داخلي للشرطة!
ان قائد الشرطة الذي اشتهر في حينه، وذاع صيته، عندما شغل منصب رئيس وحدة المخابرات والتحريات في لواء الجنوب بقتل حارس اثيوبي تحصّن داخل شقة، وفي محاولة للسيطرة عليه اطلق بريينتي( مخالفا تعليمات قائد اللواء) واخر 13 عيارا ناريا على الحارس واردياه قتيلا، يقوم هذا "البريينتي" بإصدار تعليمات صارمة منذ تسلمه منصبه وبشكل خاص في السنة الاخيرة، ضد المصلين في الاقصى، ويحاول تطبيق مخطط الحكومة الاسرائيلية بحسب توصيات تقرير "لجنة تسور" بخصوص المسجد الأقصى، والتي وسّعت من صلاحياته، وبموجب هذه الصلاحيات يفرض المزيد من التضييقات والتشديدات على المصلين والوافدين وعمّار المسجد الأقصى، ويلاحق المصلين ويشن حملات إبعاد بحقهم، بالتزامن مع فرض مزيد من الاقتحامات وتسهيلها للمستوطنين والجماعات اليهودية....ومؤخرا منع النساء من الوصول للاقصى للصلاة.
في المقابل، ولكي يكتمل المشهد الترويعي، تقدم دولة اسرائيل لوائح اتهام ضد من شاركوا باحداث "شغب" وخرق الهدوء والقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والاعتداء على ممتلكات الدولة منها تخريب القطار الخفيف( رمز المدينة الموحدة والتعايش بحسب اعتقاداتهم) والذي يخترق المدينة من الجنوب الى الشمال عبر شعفاط وبين حنينا، بدفع غرامات خيالية تصل الى مليون شيكل بهدف تفريغ القدس من العرب، بطرق عدة منها اضطرارهم لبيع اراضيهم وبيوتهم لتسديد المبالغ المطلوبة.
ناهيك الى استمرار المداهمات للبيوت والتعرض للقتل...كل ذلك بهدف الترويع والتخويف وتفريغ المدينة، لكن هيهات!
• اطلاق نار بدم بارد!
هذه صورة الوضع في القدس منذ خطف وحرق الفتى محمد ابو خضير حياً في الثاني من تموز الماضي مرورا باستشهاد محمد نايف جعابيص(23 عاماً) من جبل المكبر، سائق الجرافة، بوابل من الرصاص من قبل الشرطة الاسرائيلية وعناصر مصلحة السجون في الرابع من شهر اب الماضي الى استشهاد الفتى محمد عبد المجيد سنقرط 16 عاماً من وادي الجوز ايضاً برصاص الشرطة الاسرائيلية في السابع من الشهر الجاري، منفذين بذلك قرارات عليا كان قد سبق ونفذها قائدهم في الماضي: اطلاق نار بدم بارد...
ولا حاجة لذكر احداث اخرى كانت الشرطة وافرادها ضالعين فيها ولعل تعرض طارق ابو خضير ابن عم الشهيد ابو خضير للضرب المبرح اشد دليل على ذلك ولقيت اهتماما لافتا كونه يحمل الجنسية الامريكية ايضاً، اما الضحايا الاخرون "المنسيون "فلا يبقى لهم سوى الصلاة والدعاء والصمود".
وفي هذا السياق كتب الباحث بشؤون القدس، اليهودي" نداف شرجاي" "بعد قتل شهيد الفجر ظهرت جليا" جغرافية الموت" حيث يتقلص يوما بعد يوم عدد اليهود والعرب الذين يجتازون حدود احيائهم باتجاه أحياء الطرف الآخر، و"الاختلاط" الكبير بين اليهود والعرب، والذي لم نسمع عنه كثيرا في الأيام الاعتيادية، يشهد تراجعا"!.
في ظل ما ذكر انفاً وفي ظل ما تشهده المدينة الصامدة، القدس، من انتهاكات مبرمجة من قبل السلطات الاسرائيلية، يستمر نضال المقدسيين الذين يواجهون هذه السياسات بطرق واساليب عشوائية غير منتظمة، وغير موجهة، على ما يبدو، بانتظار من يقودها الى بر الأمان، والانتقال الى مرحلة جديدة من النضال، وهذه المرة على المستوى السياسي الدبلوماسي لا سيما بعد المداولات السرية التي كثُر الحديث عنها مؤخراً واُعلن عنها القليل بشأن اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وذلك حتى لا يروح نضال مئات المقدسيين المعتقلين والمتهمين والموقوفين وعائلات الشهداء ابو خضبر وجعابيص وسنقرط ادراج الرياح!!! فهل من قائد كهذا؟!!
[email protected]
أضف تعليق