كثيرًا ما تقرأون في وسائل الإعلام المختلفة عن شخص توفي بظروف تراجيدية، ويُقصد بالظروف التراجيدية "الإنتحار" وهو مصطلح شاع إستعماله مؤخرًا بعد أن أوصى أخصاء الطب النفسي بذلك، حتى لا تتفشى الظاهرة اولا، وحتى يتم تسهيل الأمر على ذوي المنتحر ثانيًا.

يُصادف يوم الأربعاء القادم "اليوم العالمي لمكافحة الإنتحار" وبالتزامن مع هذا المناسبة تحدثنا إلى  الأخصائي النفسي الدكتور جمال دقدوقي من كفر كنا.


 ظاهرة الانتحار تتعلق بالمناخ 

 د.دقدوقي تحدث في البداية عن ظاهرة الانتحار بشكل عام في العالم إذ قال : الانتحار ظاهرة قديمة منتشرة في العالم منذ بدء التاريخ، منذ زمن هابيل وقابيل. ارتبطت ظاهرة الانتحار بالمناخ الجغرافي حيث قيل أن نسبة الانتحار أعلى في الأماكن الباردة، فمثلا في أوروبا وخاصة الدول الاسكندنافية تنتشر هذه الظاهرة أكثر بكثير من افريقيا. لا توجد هنالك نسب محددة ومعينة للانتحار ولكن مثلا هنالك أبحاث تشير بأنه في مدينة لندن كل نصف ساعة هنالك حالة انتحار.

وعن الوضع في إسرائيل قال: في اسرائيل هنالك 500 حالة أنتحار سنويًا، وعند النساء الظاهرة أقوى من الرجال. يعتبر الانتحار في اسرائيل سبب الموت الثاني للشباب بعد حوادث الطرق. يجب التنويه أن هنالك حالات انتحار عديدة تحصل ولا يتم الاعلان أنها كانت انتحارًا، بل يعلن أن الحديث يدور عن وفاة عادية، وذلك بحكم الأديان والعرف الاجتماعي حيث تخجل العائلات وتفضل أن تعلن بأن الوفاة طبيعية، وهذه الأمور تحصل في المجتمع العربي وفي المجتمع اليهودي وبشكل خاص لدى خادمي الجيش.

وحول المجتمع العربي : حالات الانتحار في المجتمع العربي لا يمكن اعتبارها بأنها مبالغ بها، هنالك بعض الحالات ولكن بشكل عام النسب بازدياد، والفئة الأكثر خطورة هي من جيل 16-24 عامًا، وهو جيل المراهقة، الذي يدخل به الشاب لضغوطات نفسية اثر الخلافات مع الأهل والمجتمع وأمور أخرى.

أسباب الإنتحار 

وأكل د.جمال دقدوقي: بشكل عام، أسباب الانتحار مختلفة، منها الاجتماعية أو النفسية المتعلقة بالأمور العاطفية وغيرها أو المادية أو الصحية حتى، ونحن نعالج الكثير من الحالات لأشخاص حاولوا الانتحار ونؤكد أن محاولة الانتحار هي حالة نفسية يمكن علاجها، وننصح الجميع وبشكل خاص أبناء الجيل الشاب أن يتوجهوا إما لمختص أو لشخص قريب والحديث معه قبيل التفكير بالانتحار، فوصول الشخص إلى قرار الانتحار حالة يمكن علاجها والخروج منها بسلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]