تحت هذا العنوان تكتب عميرة هس في "هآرتس"، ان الحرب الرهيبة خلال الصيف لفتت الانتباه الدولي مجددا الى الحصار المفروض على غزة، ولذلك يجب مواصلة الضرب على الحديد الساخن والكتابة عنه المرة تلو الأخرى، حتى يتم اجتثاثه. وتقول هس ان الحصار لا يكمن فقط في منع دخول المواد الخام وخروج المنتجات الزراعية والصناعية وغياب ميناء في قطاع غزة. فالحصار يتمحور اولا، حول حق جميع البشر بحرية الحركة واختيار مكان تعليمهم وسكناهم في بلدهم، والتقاء الاصدقاء والعائلة والبحث عن عمل، والارتياح في نهاية الأسبوع في أي مكان يختاره في وطنه. ولذلك فان هذه هي المركبات الأساسية للحصار التي يجب العمل لإلغائها:
* الاعلان الإسرائيلي عن سكان غزة "كمتواجدين غير قانونيين في الضفة". هذا الاعلان الذي تكشف في عام 2000 عندما طردت اسرائيل او هددت بطرد فلسطينيين من الضفة يحملون هوية قطاع غزة.
* "التصريح الخاص بتواجد سكان غزة في الضفة"، فهو نوع من تصريح السياحة المهووس الذي يتم منحه لمواطنين في بلدهم. وقد صودق عليه في مكتب منسق شؤون الحكومة في المناطق في عام 2007 دون أي اجراء قانوني او نشر مسبق. ويكمن الامر المخجل في هذا التصريح في كون الوزارة الفلسطينية للشؤون المدنية هي التي توجهت الى الادارة المدنية الإسرائيلية وطلبت من إسرائيل اصدار هذا التصريح.
* نظام الاقامة في الضفة الغربية، الصادر عام 2009، والذي تستخدمه اسرائيل لمنع الفلسطينيين المولودين في غزة من الانتقال الى الضفة، الا اذا كانوا يتامى او مرضى مزمنين او مسنين وليس لديهم اقرباء في غزة. والامر غير المضحك ان علاقات الزواج والامومة لا تعتبر من الاسباب التي تبرر الاقامة في الضفة.
* سلب إسرائيل لحق الفلسطينيين بتغيير العنوان في بطاقة الهوية. حسب اتفاق اوسلو يجب على الفلسطينيين تبليغ إسرائيل فقط بتغيير عنوان اقامتهم، ولا تتدخل اسرائيل بتغيير عنوان الاقامة من جنين الى طولكرم مثلا، ولكن منذ 1996 اوضحت، بدون أي تفسير، انها تواصل السيطرة على تغيير العنوان من غزة الى الضفة، ما يعيني ان إسرائيل هي التي تحدد متى ومن تسمح له بتغيير عنوانه.
* الامر الصادر عام 1997 والذي يمنع دخول سكان قطاع غزة الى الضفة عبر جسر اللنبي.
* منع سكان الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بشكل جارف من دخول قطاع غزة عبر معبر ايرز.
* الأمر الذي يمنع سكان القطاع من مغادرته عبر معبر ايرز، باستثناء الفئات المقلصة التالية: البضائع، لاعبوا المنتخب القومي لكرة القدم، المصابون بأمراض يائسة، الاقرباء من الدرجة الأولى للمرضى اليائسين او من يتزوجون او يموتون، او المقربين من السلطة والعملاء.
* امر المنع الجارف لمواطني إسرائيل – العرب واليهود – من دخول قطاع غزة.
وتضيف هس: " ان هذه الاختراعات البيروقراطية كلها تهدف الى تحقيق جوهر واحد وهو الفصل التام لقطاع غزة عن كل العالم وخاصة عن بقية الفلسطينيين. ان حماس تعرف بأنه لن يسمح لنشطائها بدخول الضفة، ولذلك فانها لا تهتم بتفاصيل الحصار المتعلقة بتحركات البشر، وانما تهتم فقط بالبضائع والمواد الخام. اما في حركة فتح، التوأم السيامي لأجهزة الأمن والتي يلتقي رجالها بشكل متواصل مع نظرائهم في إسرائيل، فانهم يعتمدون على المحسوبية التي توفر لرجالهم التصاريح المطلوبة لحرية الحركة، حتى وان كانت محدودة. وليكن واضحا بأنه عندما لا تكون هناك محسوبيات، فان فتح تعتمد على المقولة المكررة: عندما تقوم الدولة سيتم الغاء كل شيء. باختصار، ممثلو الشعب الفلسطيني من حماس وفتح لم يصارعوا من اجل تطبيق حق الفلسطينيين بالحركة. فلتبدؤوا الآن. هذا يعتبر متأخرا، ولكن ليس كثيرا."
[email protected]
أضف تعليق