ذات الخطأ الفادح الذي ارتكبته امريكا في افغانستان في ثمانينيات القرن المنصرم في تصنيع القاعدة لتكون السم الزعاف للجيش الاحمر الغازي ، فاذا بها تتحول الى سم مهلك لامريكا وحلفائها فيما بعد ، كررته اليوم في سوريا عندما قامت بتصنيع "داعش" و "النصرة" ليكونا السم الزعاف للنظام في سوريا ، فاذا بالتنظيمين الارهابيين يتحولان الى سم مهلك لامريكا وحلفائها.
رغم ان بعض المحللين يعتقدون ان امريكا لم تخطء في انتاجها للقاعدة و "داعش" و "النصرة" وان النتيجة النهائية لممارسات هذه المجموعات تصب من الالف الى الياء في صالح امريكا واسرائيل والغرب ، رغم الاضرار الجانبية التي تتعرض لها امريكا على يد هذه التنظيمات التكفيرية المتطرفة ، كما حصل عندما اقدمت "داعش" على اعدام صحفيين امريكيين بسبب الغارات التي شنتها امريكا على بعض اهداف "داعش" في العراق.
ويشكك هؤلاء المحللون في نوايا امريكا المعلنه بشأن الحرب على "داعش" ، ويعتقدون ان امريكا ما كانت لتعلن هذه الحرب ، الا بعد استشعارها بالخطر الذي يهدد المصالح الامريكية في المنطقة وفي مقدمتها النفط وحياة الامريكيين في العراق ، او لذر الرماد في عيون الراي العام في امريكا وخارجها الذي استفز بسبب جرايم "داعش" الوحشية ، وليس كما تدعي امريكا حرصها على امن العراق وشعوب المنطقة ، ويمكن تفهم شكوك هؤلاء المحللين ، من خلال مايلي:
-مازالت امريكا تفرق بين "داعش" في العراق وبين "داعش" في سوريا رغم ان "داعش" هو تنظيم واحد ويعمل تحت قيادة موحدة.
-رفض امريكا محاربة "داعش" في سوريا، رغم ان الصحفيين الامريكيين ذبحتهما "داعش" هناك.
-رفض امريكا ضم الحكومة السورية الى الائتلاف الذي تنوي تشكيله ضد "داعش".
-دعوة امريكا للسعودية وقطر والاردن للانضمام الى الائتلاف المناهض ل"داعش" رغم ان هذه الدول من الدول الرئيسية الداعمة ل"داعش".
-تاكيد اوباما انه لا يمتلك لحد الان استراتيجية لمواجهة "داعش".
-التأخير المريب في الرد الامريكي على "داعش" في العراق.
-الغارات الامريكية ضد "داعش" في العراق لم تكن بحجم الجرائم التي ارتكبتها "داعش" في العراق ، وجاءت خجولة الى الحد الذي اثارة حفيظة الاخرين.
كل هذه الادلة وغيرها الكثير تؤكد ان امريكا لم تستنفد بعض كل اغراضها من "داعش" ، لذلك تحاول ان تظهر بمظهر من يريد محاربة "داعش" عبر الغارات الجوية التي تشنها طائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة ضد هذا التنظيم في العراق ، رغم ان الجميع يعرف ان هذه الغارات لاتغير شيئا من موازين القوى على الارض ، فهي استراتيجية جربتها امريكا في افغانستان واليمن والصومال ، ولاقت فشلا ذريعا هناك.
[email protected]
أضف تعليق