أقيم في عمّان، يومي الجمعة والسبت الماضيين، الخامس والسادس عشر من آب/ أغسطس الجاري، اللقاء الإقليمي الثاني، التي تنظمه "حملة – المركز العربي لتطوير الاعلام الاجتماعي" الفلسطيني، تحت عنوان "الحقوق والحريات الرقمية"، بمشاركة مجموعة من المؤسسات العربية العاملة في مجال الاعلام الاجتماعي.
اللقاء الذي أقيم للمرة الثانية في مقر مؤسسة "حبر" في عمّان، شارك به كلّ من المؤسسات؛ "مؤسسة التعبير الرقمي – أضف" من مصر، "مؤسسة سميكس" من لبنان، مؤسسة "تعبير" من تونس وراديو "سوريالي" من سوريا، وللمرة الثانية أيضاً، أقيم اللقاء بدعم من "هيئة خدمات الأصدقاء الأمريكية – الكويكرز".
وصل المشاركون/ ات إلى عمّان من العواصم المتعددة مساء الخميس، وعند صباح يوم الجمعة، انتقلت الحافلة من الفندق باتجاه مقر مؤسسة "حبر" في جبل عمّان. واحتوى اللقاء الأول، الذي أداره، عضو مركز "حملة" الفلسطيني، والخبير في مجال "الحقوق والحريات الرقمية"، حنّا قريطم، على حلقات ما بين المداخلات النظرية، المحاضرة التفاعلية والنقاشات، حول ثلاثة محاور أساسية؛ الأول هو استعراض للعمق عن ماهية "المواطن/ة الرقمي"، "مفهوم المواطنة الرقمية"، "حقوق الإنسان الرقمية"، "الحريات الرقمية"، أما الثاني فتطرق إلى "انتهاكات السلطات، الأنظمة والشركات" لحقوق المواطن الرقمية، وذلك عبر استعراض عام للموضوع ومن ثم استعراض لكلّ مؤسسة وبلد عن حقائق وقصص لانتهاكات الأنظمة والشركات لحقوق المواطن الرقمية، وبشكل خاص منذ بداية الثورات والحراكات في العالم العربي.
أم المحور الثالث، فكان قد ارتكز على الهدف الأساسي من هذا اللقاء، وهو استمرار العمل على الحملة الإلكترونية، الإعلامية والاجتماعية العربية الإقليمية بموضوع "الحقوق والحريات الرقمي"، امتداداً للقاء المؤسسات الأول، الذي أقيم في شهر آذار/ مارس الماضي في عمّان، بمشاركة نفس المؤسسات. وكنقطة انطلاق أساسية لشكل الحملة النهائي، تم استعراض بعض نماذج الحملات الإلكترونية الاجتماعية التي أقيمت، خاصة في العالم العربي حول الموضوع، لمنع تكرار التجارب وكذلك لاكتساب الخبرات منها.
في اليوم الثاني للقاء، ارتكز عمل المشاركين/ات ومؤسساتهم على الخروج بورقة واحدة، على شكل مشروع موّحد، يضم كافة محاور بناء حملة إلكترونية، من تحديد موضوع الحملة، الخلفية، أهدافها، جمهور هدفها، نتائجها المرجوة، نشاطاتها الإلكترونية وكذلك التي ستنفذ على أرض الواقع في دول المؤسسات المشاركة وبالإضافة إلى المعيقات والعواقب التي ستواجه التطبيق الكامل للمشروع، والتي تمحورت بالأساس حول جانب المالي من جهة والبُعد الجغرافي من جهة أخرى، بما في ذلك الحدود والحواجز التي فُرضت على هذه المنطقة.
في حديث مع منسقة المشروع، رشا حلوة، من "حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي"، قالت: "توجهنا الأساسي منذ البداية هو الارتكاز على كلّ الاجتهادات والأبحاث والحملات التي قُدمت في موضوع الحقوق والحريات الرقمية، كقاعدة أساسية لنا بتقديم هذه المواد القائمة إلى جمهور هدفنا بشكل مبسط أكثر، إبداعي، وقريب من قصص الناس وتجاربها. هذا التوجه نابع من مبدأ ضرورة معرفة أساليب الحماية الفردية في ظلّ كل الانتهاكات التي تُمارس ضد الإنسان، بما فيها الانتهاكات الرقمية، من الاستعمار، الأنظمة السياسية من جهة والشركات أيضاً".
من الجدير بالذكر، أن المؤسسات المشاركة في هذا المشروع، أقرت على ضرورة تجنيد الموارد، لضمان الحد الأدنى من التكاليف، إلا أنها أجمعت على ضرورة تنفيذ المشروع بشكل كامل، وحسب إمكانيات المؤسسات، وإن كانت هنالك صعوبة في تجنيد موارده، وذلك من منطلق إيمان بأهمية موضوع "الحقوق والحريات الرقمية"، وأهمية نشره بأسلوب مبسط وسهل وشبابي لأكبر عدد ممكن من مستخدمي الاعلام الاجتماعي في العالم العربي. يُشار أيضاً، أن المجموعة أقرت على تطبيق الحملة عند بداية العام المقبل.
يذكر أن "حملة- المركز العربي لتطوير الأعلام الاجتماعي" هي مركز مدنيّ فلسطينيّ مهنيّ للإعلام الاجتماعيّ، متخصّص في بناء وإدارة الحملات الإعلامية المدنيّة المؤثّرة وتدريب الكوادر المهنيّة في مجال الإعلام والتسويق الاجتماعيّ والسياسيّ، ينطلق مركز "حملة" من أنّ حملات رفع الوعي ومناصرة القضايا هي من أهم أدوات الشعوب والمجموعات المقهورة والمهمّشة لبناء وعي وخطاب مشترك لتغيير الواقع ولمواجهة مختلف التحديات ولتعزيز القيم المجتمعيّة والسياسيّة.
[email protected]
أضف تعليق