استوعب كل الأشياء الشاذة ولا أرى على وجه الأرض مستحيل.. استوعب أن يعاني الحكام من عماء الألوان.. استوعب هروبهم الجبان.. وكل التحاوير وأن تنقلب الحقائق رأسًا على عقب.. أن تتحول الضحية في أعرافهم إلى المجرم.. استوعب جهلهم بما هو قادم وأن يعانوا من سوء التقدير.. أستوعب عدم استخلاصهم للعبر مما حدث مع زملائهم بعد أن انتهت مهماتهم.. أستوعب الغباء..الانحناء.. الركوع جهلهم بما سيؤول إليه المصير.. استوعب عُقَدَهم النفسية.. أستوعب أن يرافق الشعور بالنقص شهيقهم والزفير.. أستوعب هول ما يحدث.. قتل الأطفال بدم قطبي.. سحب الأجنة من داخل الأرحام.. وأن يرش شعبنا ليقتل.. ليباد كالذباب.. كالصراصير.. أستوعب بقر البطون.. فقئ العيون دون أن يكون هناك من مستجيب أو مجير.. استوعب كل الأمور الغريبة.. النزوح.. التشريد.. أن ينام الناس في العراء والحكام مسترخين سعداء على الوساد الوثير.. استوعب الشذوذ.. أيا كان هذا الشذوذ.. زيارات النخب للمواخير.. استوعب الشبق الليلي.. الكرم الحاتمي على الغانيات من المال اليسير.. استوعب الانسياب.. الانزلاق.. السقوط.. أن يعتبر الحكام أن بصاق "نتنياهو" وسابقه "شمير" على وجوههم عبارة عن مكيف هوائي يبعث السعادة في نفوسهم بشكل كبير.
استوعب عمليات ألخصي التي تجرى لهم وأن يُدَجِن البيت الأبيض الحكام كما تُدَجَن البغال والحمير.. استوعب الإهانات التي توجه لهم ليل نهار وأن يبول " نتنياهو" على انف الملك وأنف الرئيس وأنف الأمير.. ولا استغرب إذا طارت الأغنام أو الأبقار أو حتى الفيلة في الفضاء كالعصافير، ولكني لم استوعب.. لم استوعب أبدًا جلوس الحكام على الجمر.. لم استوعب كيف يعانون من الزمهرير وأدبارهم تذوب من السعير؟!!
[email protected]
أضف تعليق