تلح عليَّ الرغبة في الصمت، أصمت، إكسر قلمك، انك لنْ تصلّح الكون أبداً، سيجهل قومك مقصدك، سيمزقون صورتك، سيتهمونك في عقيدتك أحياناً وفي وطنيتك أحياناً اخرى، كن كباقي أصحابك، امسك العصا من المنتصف، حاول أن ترضي الجميع، ما الذي ستربحه من كشف الحقيقة؟! هل تظن ان الحياة مثل الحدوتة التي نقصها على الصغار؟! في الحدوتة يدور الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، وفي النهاية ينتصر الخير وتعلو راية الحق، ولكن الدنيا غير ذلك، الخير لا ينتصر دائماً وراية الباطل تعلو كثيراً، ولكن يهزني "فعل امر" يصدر من أعماقي هو "أكتب، أكتب" الكتابة تسبق القراءة، ولولاها ما قال القرآن الكريم لنا "إقرأ"، يبدأ الانسان طريق المعرفة بقراءة الكتب ثم يرتقي فيقرأ الناس ثم يرتقي فيقرأ الحياة ثم يرتقي فيقرأ الموت، ولكي نقرأ يجب أن نكتب.
ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو ان هناك الكثيرين من اعضاء الروتاري الذين يجهلون اهدافه البعيدة ولا يدرون في أي مؤسسة هم موجودون.
الحكومة العالمية الروتاريّة:
في عام 1903 عقد ثيودور هرتسل مؤتمراً للصهيونية دعا فيه الى محاربة الأديان لصالح المخططات الصهيونية وذلك باتخاذ الوسائل الآتية:
الاكثار من إنشاء الجمعيات التي تتفق مع الماسونية في الهدف وان اختلفت في الاسماء.
حصر الاديان فقط بدور العبادة (المسيحية- الاسلام) تمهيداً للقضاء عليها.
مباركة دخولها الماسون بين رجال الاديان الاخرى (غير اليهودية) وتأسيس الجمعيات الدينية للتأثير على هذه الاديان بغية القضاء عليها. لذا برزت بعض الجماعات والتنظيمات التي تسعى لتحقيق ذات الاهداف (جمعية الدونمة- والاتحاد والترقي- أندية الليونز- منظمة اليوجا- الاشتراكية العلمية- الاتحاد اليهودي العام- منظمة بلوتو الماسونية- فرسان مالطة- عبدة الشيطان الخ) ولكن ان أهم وأخطر ما تولد عن دعوة هرتسل والماسونيه الصهيونيه العالمية إن لم يكن اخطرها جميعاً هي الحكومه العالمية الروتاريَّة.
نشأة الروتاري:
في 23/2/1905 وهو تاريخ معاصر للعام الذي أذيعت فيه "بروتوكولات حكماء صهيون" وتنفيذاً لدعوة هرتسل في موتمر سنه 1903م بالاكثار من إنشاء الجمعيات التي تتفق مع الماسونية في الهدف، وان اختلفت في الاسماء, تأسس أول نادي روتاري في العالم بمدينة شيكاغو، معقل الصهيونية في العالم بولاية أللينوي بالولايات المتحدة، برئاسة المحامي بول هاريس. وعاونه في ذلك ثلاثة من زملائه اليهود الامريكيين هم: 1. سيلفر شيل- تاجر فحم 2. جوستاف لوهر- مهندس تعدين 3. حيرام شوري- تاجر وخياط. ويزعم الروتاريون ان بول هاريس وجد نفسه عندما يتناول غذاءه بمفرده كل يوم في عمله ينتابه إحساس عميق بالوحدة، ورأى ان جيرانه في الاعمال الاخرى يتناول كل منهم غذاءه وحيداً أيضاً، فاقترح عليهم ان يلتقوا جميعاً كل يوم في ضيافة أحدهم بصفة دوريّة لتأكيد صلات الود والمحبّة بينهم، ومن هنا نشأت فكرة تأسيس نادي الروتاري.
وهذا قول ساذج لا يوافق عليه أغلب الباحثين لأنه لا يتفق والاهداف البعيدة والخطيرة من وراء تأسيس الروتاري، وان المسألة أكبر من ذلك بكثير.
فقد قامت هذه الاندية الجديدة علانية بديلاً عن الماسونية السريّة التي افتضح أمرها حتى لا تثير الشبهة وتتظاهر بانها تهدف الى تنمية الخدمات التي يمكن للأعضاء تقديمها للآخرين في اطار المجتمع المحلي والدولي والتظاهر بالعمل الانساني من أجل تحسين الصلات بين مختلف الطوائف، والتظاهر بانها تحصر نشاطها في المسائل الانسانية والثقافية والاجتماعية بعيداً عن الدين والسياسة.
وقد تم تفسير كلمة روتاري على أنها تعني "التناوب"، أو "الدور" لأن الاعضاء يتناوبون الاجتماعات والزيارات، والحقيقة الخفية انها تعني البديل عن الماسونية التي انكشف أمرها بعد المؤتمر الصهيوني في بازل بسويسرا عام 1897 ونشر بروتوكولات حكماء صهيون السريّة.
ولو سلمنا بمعنى كلمة روتاري الحرفي في "التبادل" فهو تبادل المعلومات من خلال اللقاءات الدوريّة المتكررة والمناقشات التي تجري بين الاعضاء، فيرصدها عملاء الماسونية والصهيونية.
ولو ترجمنا كلمة روتاري الى العربية لوجدناها تعني "الدوران" حول نقطة مركزية تدور من حولها الماسونية وهي بناء الهيكل في اورشليم "القدس" (يراجع أيضاً كتاب الماسونية عقدة المولد وعار النهاية).
وعقد الاجتماع الاول وسط جمع كبير من اليهود الماسون وبدأ في استقطاب اعداد جديدة من الماسون وأنشأ نادياً ثانياً للروتاري في سان فرانسيسكو ونادياً ثالثاً في نيويورك ونادياً رابعاً في واشنطن وهي كلها معاقل للماسون في الولايات المتحدة.
وقد أخذت فكرة الروتاري تنتشر وتتوسع بدعوى قوي من المحافل الماسونية العالمية وانضم اليها عدد كبير من الشخصيات العالمية أغلبهم من الماسون والصهاينة طبعاً.
والروتاري يدعو في النهاية لإنشاء حكومة عالمية وهو الهدف للماسونية والصهيونية العالمية (يراجع كتاب القوى الخفية التي تحكم العالم، لجان مينو).
شارة الروتاري:
تمَّ اختيار "شارة" متميزة للروتاري الدولي في عام 1922 يحملها كل عضو روتاري في جميع أنحاء العالم لتسهيل أعماله وتأكيداً لنفوذ الحكومة الروتارية العالمية، وهي عبارة عن "عجلة مُسننة" على شكل "ترس" عليها "24" سناً باللونين الذهبي والازرق، وهما من ألوان اليهود المقدسة، التي تزين بها أسقف اديرتهم وهياكلهم، ومحافلهم، وفي وسطها ثقب على شكل "العين" التي لا تغفل عن بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، حوله "6 قضبان" إشارة الى نجمة إسرائيل السداسية (نجمة داود) وحولها كلمتي (روتاري عالمي).
مؤتمر الروتاري الدولي السنوي:
يعقد مؤتمر الروتاري الدولي السنوي في أول يوليو من كل عام لإنتخاب الرئيس وأعضاء مجلس المديرين للروتاري الدولي (المجلس الحاكم) وغالباً ما تصدر بعد هذه المؤتمرات قرارات إقتصادية وإجتماعية وثقافية خطيرة من بعض الحكومات الخاضعة لسيطرة اعضاء الروتاري لترويج سلعة راكدة أو صناعة متخلفة أو أدوية ضارة بالصحّة أو مشروعات صهيونية مشبوهة أو فاشلة، بقصد خدمة بعض أعضاء الروتاري وخدمة المخططات الماسونية، والاهداف الصهيونية، مثل إنشاء المناطق الحرّة أو إقرار الإعفاءات الضريبية والجمركية والتسهيلات السياسية وتمليك الاراضي والعقارات للأجانب واستيراد الاغذية الفاسدة وإقامة المشروعات الاستهلاكية في الدول النامية......الخ.
الجهاز الحاكم للروتاري:
ينص النظام الاساسي للروتاري الدولي على ان مجلس المديرين (المجلس الحاكم) يتألف من 14 عضواً على ان ينتمي 7 منهم على الاقل لدول مختلفة، ليس من بينها الولايات المتحدة، وقيادة الروتاري الدولي دائماً في يد الماسون والصهاينة، وعلى مدى اكثر من 100 عاماً لم يسمح لغربي مسلم او مسيحي أن يتولى عضوية المجلس الحاكم رغم الانتخاب السنوي والتمثيل الدوري بالتناوب.
فالعضوية في المجلس الحاكم قاصرة على الماسون والصهاينة وحدهم......
المنطقة 245:
تشمل المنطقة 245 أندية مصر والسودان والاردن ولبنان والبحرين وقبرص منطقة واحدة تحمل رقم 245 وشهدت دول هذه المنطقة أحداثاً جساماً في وقت معاصر لإنتشار أندية الروتاري بها، مثل تقسيم قبرص، والحرب الاهلية في السودان وتخريب لبنان ومحاولة إثارة الفتنة الطائفية في مصر وكانت بيروت المركز الرئيسي لهذه المنطقة ويعد تخريب لبنان على أيدي الماسون الصهاينة.
طوابع بريد الروتاري:
وتأكيداً لنفوذ الحكومة العالمية الروتاريّة، يتم الضغط على الحكومات الخاضعة لنفوذ أعضاء الروتاري فيها لإصدار طوابع بريد روتارية في مناسبات خاصّة، لتثبيت شعارات الروتاري على طوابع بريد هذه الدول توزع في جميع أنحاء العالم وتتصدرها علامة النجمة السداسية.
المصادر:
جون.ج.روبنسون. النشأة الدموية- الاسرار المفقودة للماسونية.
وليم جاي كار. أحجار على رقعة الشطرنج.
محمد السادات. الماسونية الصهيونية وتنظيماتها السرية في العالم.
الماسونية عقدة المولد وعار النهاية.
جان مينو. القوى الخفية التي تحكم العالم.
سيتبع هذا المقال سلسلة اخرى من المقالات.
[email protected]
أضف تعليق