هناك مثل عامي عربي يقول: " اللي بجرب المجرب عقلو مخرب". ويبدو أن عقول جنرالات إسرائيل ورئيس حكومتها نتنياهو، هي بالفعل عقول خربانة لأنهم شنوا حربين ضد غزة، ولم يحققوا أي إنجاز عسكري، والشيء الوحيد فقط الذي حققوه في الحربين السابقتين وفي هذه الحرب، هي قتل الأطفال والنساء والمسنين وتدمير المباني السكنية والمساجد والمدارس وحتى المزارع والمواشي والدواجن، وبذلك لم يسلم من قصفهم الجوي والبري لا البشر ولا الشجر ولا الحجر.
غزة ومقاومتها انتصرت على نتنياهو وجنرالاته وجيش اسرائيل المصنف رابع أقوى جيش في العالم، وإسرائيل خرجت من غزة منهزمة عسكريا ومعنويا تجر خيبتها وراءها، هي والانظمة العربية التي صمتت على قتل أطفال غزة، والتي سكتت على مشاهد القصف الاسرائيلي الفظيعة.
أربعة أسابيع من القتال خاضها أبطال غزة ضد جيش مدجج بكل انواع الأسلحة الحديثة الفتاكة، مقاتلوا غزة برهنوا للعالم أجمع، أن الارادة والمعنويات القوية والايمان بالله والوطن والتضحية من أجله، كانت سلاحهم في الذود عن غزة وقطاعها، وهؤلاء المقاتلون الغزيون الذين لا يملكون طائرات مقاتلة، ولا دبابات ولا نظام قبة حديدية ولا سفن حربية، أذهلوا العالم بصمودهم وانتصارهم.
الانظمة العربية التي تواطأت مع إسرائيل والتي كانت تنتظر بفارغ الصبر استسلام المقاومة، عليها أن تحفظ درس انتصار غزة وتخزنه في ذاكرتها (إذا كان لديها ذاكرة)، حتى لا تراهن على حكومات إسرائيل، ولا تراهن على الجيش الاسرائيلي وجنرالاته، الذين انسحبوا من محيط غزة بسرعة البرق في أول فرصة سنحت لهم، وبذلك برهن مقاتلوا غزة مجددا على فشل الادعاء بأن الجيش الاسرائيلي لا يهزم.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ترى أن اكتشاف الجيش الإسرائيلي لشبكة الأنفاق الحمساوية المتطورة بعد هجومه البري على غزة، هو دليل واضح على فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي العسكري، الذي يعتبر أحد الأجهزة الأمنية الأكثر تقدماً على مستوى العالم. حتى أن أحد المحللين الأمريكيين وصف هذا الفشل بأنه الأكبر الذي تواجهه إسرائيل منذ سنوات، وأن استخدام الأنفاق لشن هجمات على إسرائيل يعتبر مؤشرا على تطور جديد في تكتيكات حماس العسكرية.
المجلة الأمريكية نفسها، اعترفت بأن الجيش الاسرائيلي الذي شن عدوانا وحشيا على غزة لوقف صواريخ المقاومة على تل أبيب وغيرها من المدن والمستوطنات الاسرائيلية، والتي أدت إلى قتل أعداد من الجنود الاسرائيليين، واجه تحديا أكبر من صواريخ حماس في تلك الحرب، وهو الأنفاق.
الجيش الاسرائيلي الذي يدعي قادته ويتشدقون باتباعهم التهج الأخلاقي في الحرب، اتضح كذبهم وادعائهم، لأن طائراتهم الحربية وصواريخهم الحديثة وأسلحتهم الفتاكة الأخرى، لم تقصف سوى المدارس، ولم تدمر سوى المباني السكنية، واستهدفوا الأطفال والنساء، وفشلوا فشلاً ذريعا في مس أي من قادة المقاومة.
كل الاحترام لأهل غزة وأبطالها، لأنهم رفعوا رأس العربي عاليا في كل مكان، وكل الاحترام للمقاومين البواسل في غزة، لأنهم برهنوا مرة ثالثة وسيظلوا يبرهنون مستقبلاً، على أن غزة هاشم تستطيع دحر المعتدي الغاشم.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ما اشطزنا نحن العرب نحول النكبات الى انتصارات