تلقيت رسالتين عبر الايميل، إحداهما من صديق صحفي كويتي رفيع المستوى، يعتذر لي فيها كصحفي وطني ملتزم بعروبته وبقضايا امته، عن موقف بلاده من الحرب على غزة، ويشرح لي فيها، كيف أن وزيراً كويتيا منع كبار موظفي وزارته من متابعة أخبار الحرب على غزة في مكاتبهم. والرسالة الأخرى وصلتني من صديق إعلامي كبير في القاهرة، عبر لي فيها عن استنكاره وإدانته الشديدة لموقف الرئيس المصري الجنرال السيسي، من حرب الابادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
موقف الوزير الكويتي لم يكن مفاجأة بالنسبة لي، فالحكومات الكويتية كلها ومنذ حوالي 25 سنة كانت مواقفها سلبية بشأن الموضوع الفلسطيني، رغم أن الفلسطيني ومنذ سنوات الستينات كانت له بصمة كبيرة جدا في بناء الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاص، وهو الذي ساهم أيضاً بشكل كبير في تثقيف أجيال كويتية وتعليمهم الأبجدية العربية، وهو الذي أدار لهم مؤسساتهم، وساهم في النهوض بها اقتصاديا وعمرانيا، وها هو الفلسطيني يكافأ من وزراء حاقدين بنكران الجميل بدل شكره عليه. ومشكلة الفلسطيني ليست مع الكويت فقط، بل مع أنظمة عربية أخرى، يوجد للفلسطيني فضل عليها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا.
نجم كرة القدم العالمية كريستيانو رونالدو برهن قولاً وفعلاً، على وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني بشكل عام، وسكان قطاع غزة بشكل خاص. فقد أعلن كبير نجوم نادي مدريد عن تبرعه بمبلغ مليون ونصف المليون يورو لدعم مدارس الأطفال في قطاع غزة، وهذا الموقف من رونالدو، يعتبر موقفا إنسانيا رائعا في عالم صانعي الخير وعالم أصحاب المباديء المخلصين للقضية الفلسطينية.
موقف رونالدو تجاه الفلسطينيين لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق له أن ارتدى الكوفية الفلسطينية قبل عامين، حينما كان لاعباً في نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، وكان سروره بارتداء الكوفية الفلسطينية، قد أثار غضب وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي شنت حملة واسعة ضده، لكنه لم يأبه لانتقاد وهجمة الاعلام الصهيوني، ولم يغير ذلك من موقفه تجاه فلسطين وأطفالها.
موقف رونالدو، يستحق التقدير الكبير، ورد الجميل بالجميل من القادة العرب بشكل عام ومن قيادة السلطة الفلسطينية بشكل خاص، لكن ما نعيشه هو العكس تماما، فلا الأنظمة العربية تحركت لشكر رونالدو على موقفه كداعم للقضية العربية الرئيسية، ولا الرئيس الفلسطيني عباس، تحرك ولو بكلمة شكر لنجم عالمي أجنبي مهنته الرياضة وليس السياسة، تبرع بمليون ونصف المليون يورو لأطفال غزة. ألا يستأهل رونالدو دعوة خاصة من رئيس السلطة الفلسطينية وتكريمه بأعلى الأوسمة؟
نجم كرة القدم رونالدو، شعر ولمس ما يعانيه أطفال غزة من أعما إجرامية وممارسات بشعة وقمع وظلم، فتحرك بدافع هذا الاحساس لفعل شيء ما لغزة وأطفالها، لكن غالبية القادة العرب على ما يبدو، لا شعور ولا إحساس حتى ولا كرامة لديهم، ولذلك لم نسمع لهم صوتا، وحسبي الله ونعم الوكيل بهكذا قادة.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
حسبي الله ونعم الوكيل ... ويل للعرب من شر قد اقترب
مقال رائع استاذ احمد يعطيك ألف عافية مبروك الوظيفة بتستاهل استاذ