هناك... يرقدون أخوات وصديقات لنا، هنالك.. يمارسون الحياة, ويشعرون بكلّ صلاةٍ وصلاة، وبكلّ كلمة وكلمة نتفوّه بها من أجلهم أثناء زياراتنا لهم!
نعم عزيزتي..
أنت هناك وهذا ليس نهاية المطاف, وإن كنت عبرتَ من مرحلة إلى مرحلة, ومن عالم إلى عالم، فلا زلتِ تسكنين بحيائك بقلوبنا وضمائرنا.
عزيزتنا نهيل
مضت أيام صعبة وكئيبة على رحيلك عن عائلتك الصغيرة والكبيرة ، وعلى كل من عرفك من قريب أو بعيد، إذ لمسك وأحبّ الإنسانة والطيبة العفيفة والمرشدة الكشفية المناضلة الشّريفة، المعطاءة ، المحبة والكريمة جميع من عرفك يعرف جيدا ، أنّ أكثر ما يمكن أن يسعدك هو متابعة مشوارك الإنساني، ولا يسع الجميع في يافا وخاصة في النادي الأرثوذكسي والكنيسة الارثوذكسية إلاّ أن يعترف لك ولكلّ من يعرفك ويجهلك، أنك كنت لنا السّند والمعين، والملاك الحارس الذي رافق كلّ أعمالنا التطوعيّة والإنسانية، بحقّ كلّ محتاج وفقير ومريض!
ها أنت الآن بمعية الشّهداء والقديسين، تمدّينا بالقوة والمحبة والتضحية والإيمان والإصرار!
نعم يا أم نيقولاس
لا تزال بسمتك تلازمهم، ولا زال صوتك وضحكتك يرافقان مسامعنا، من خلال كافة الانشطة والفعاليات التطوعية والإنسانية العديدة، التي يقوم بها الكشاف اليافي دون أن يفكر مرتين!
نعم أيتها الحبيبة ، أنّ هذا هو أكثر شيء يمكن أن يسعدك!
نعم ايتها الراقدة بسلام بالسماء السابعة وبأحضان ام النور
كثير من الشهادات المُحِبّة والصادقة بحقك، لا زالت دفينة نفوس عامرة بذكراكِ, فأنت حية بأعمالك وبحبّ الناس لك، ومن كان مثل نهيل وبهذا الفؤاد لا يُنسى أبدا، فليُطوّب تذكارُك إلى أبد الأبد!
يا ام نيقولاس... أنهي رسالتي إليك بهذه الكلمات :
جفت دموع الأهل وما جف اشتياقهم لك
مؤقت مؤقت رحيلك مؤقت
هكذا اخبرتهم السماء
وأكد لهم كل من هناك
هذا ايمانهم وذا رجائهم
أنك لازلت معهم بشفافيتك
بابتسامتك ورونقك
تغدقين الحب والخير
وتسكبين فيهم الايمان والشموخ
جلل مصابهم جلل
الان انت بأحضان أم النور
تقرئين آيات الحب المقاومة الوحدة الوطنية
تضيئين الشموع
تصلي لهم بخشوع
يا نهيل يا نهيل
اختارك الله لتشاركيه بالملكوت
فالملائكة لا تعيش طويلا على أرضنا البلهاء
يتعبها الظلم يمزقها ويكويها
قلبك النقي الطاهر غادرهم لسابع سماء
لتفيضي فيهم باستمرار
كل صباح ومساء
ويرددون بإيمان لنا شفيعة في السماء
تدعى نهيل تدعى نهيل
لها الورد والبخور والانحناء
فليكن ذكرك مقدس
فليكن ذكرك مقدس
[email protected]
أضف تعليق