قد ينسى البعض العناية بأسنانه في شهر رمضان المبارك رغم أهميّة العناية بها خلال الصّوم للمحافظة على صحّتها وقوّتها ..والحفاظ على رائحة فم منتعشة , حيث يتوجّب تنظيف الأسنان واللّثة جيّدًا بعد السّحور وبعد الإفطار لتجنّب مشاكل التّسوّس...نظرًا للنّظام الغذائي في رمضان والّذي يؤثّر على صحّة الفمّ واللّثة ...فيكثر النّاس من تناول الحلوى والمشروبات الغازيّة والسّكريّة الّتي يجب تجنّبها أو التّقليل منها , والاستعاضة بدلًا منها بما يحافظ على صحّة الفم والأسنان واللّثة ...بحيث نحرص على تناول الكثير من الخضروات والفواكه ....كما علينا المحافظة على لون الأسنان بتنظيف الأسنان بعد تناول الحلوى أو القهوة والشّاي أو مشروبات تحتوي على اصباغ طعام ....وأن نكون معتدلين في تناولنا لهذه المشروبات , إضافة لذلك فإنّ التّدخين من الأعداء الرّئيسيّين للأسنان واللّثة , فعليه يجب التّخفيف منه وانتهاز هذا الشّهر الكريم للإقلاع عن هذه العادة السيئة.
لا شكّ أنّ السّواك له فوائده المتعدّدة في المحافظة على صحة الفمّ ورائحته ..فهو يحتوي على مواد مطهّرة ومعقّمة أثبتت فاعليتها ووقايتها للفم من الجراثيم والبكتيريا الضّارة ...إضافة إلى أنّه سنّة من سنن الرّسول الّتي يجب اتّباعها ....
بالإضافة لما سبق يمكن اتّباع النّصائح التّالية :
تناول الشّاي الأخضر ....قاتل للجراثيم ويحتوي على مضادات اكسده التي تعود بفائده كبيره على صحة الجسم والفم ولا يحوي مادة ملوّنة , تناول البقدونس والنعناع ...مادة مطهّرة للفم وتمنحه الانتعاش , المضمضة عدة مرات يوميًا وخلال الوضوء لتجنّب الجفاف أثناء الصّوم, تناول الماء بكميّات كافية بعد الإفطار حتّى السّحور والتّقليل من الكافئين بعد الإفطار.
والسّؤال الّذي لا بدّ منه ....ماذا مع الصّيام ؟ وكيف يمكن العناية بالأسنان في هذا الشّهر الكريم ؟ وهل يمكن معالجة الأسنان واللّثة دون التّسبب بالإفطار ؟؟؟
هذه الأسئلة وغيرها يطرحها النّاس على أطبّاء الأسنان وبحقّ ...فالصّيام ركن أساس من جهة ....والعناية بالفم والأسنان واللّثة كجزء من أعضاء الجسم مهمّ وواجب.وعلاج الأسنان المريضة حاجة ضروريّة , وعلاجها مطلوب ليس فقط طبّيّا واجتماعيًا ,وإنّما دينيًا أيضًا لنقي أجسامنا من الأمراض والإهمال.
نحاول ان نجيب على هذه الأسئلة, ونقدَم التوصيات والارشادات للجمهور لوقاية الاسنان والمحافظة عليها.... وننوّه بهذا أنّنا لم نأت لنفتي بغير علم , فلسنا رجال دين , ولكنّنا راجعنا المصادر الدّينيّة المتعلّقة بالأمر واستشرنا رجال دين ..وتوصّلنا معًا إلى الأمور التّالية:
1.يمكن للصّائم استخدام الفرشاة والمعجون بعد السّحور وقبل الإمساك , وكذلك بعد الإفطار.
2. يمكن للصّائم معالجة الأسنان مصحوبًا بالتّخدير ...لأنّ التخدير يتمّ عن طريق الإبرة ويوخز في العضل وليس في الأوعية الدّمويّة للتّغذية (الشّيخ ابن عثيمين –مجالس شهر رمضان ص 70 )
3. قلع الأسنان وسيلان الدّم واستخدام المقادح وماء التّبريد والقيام بعمليّات بسيطة (حشوات, علاجات عصب, تنظيف لثة....)لا يؤدّي إلى الإفطار ...وذلك لأنّ الدّم ليس من مبطلات الصّيام خاصّة أنّ الأمر يدور حول كميّة بسيطة جدًا من المليمترات ...ووجود ماكنات الشّفط الّتي تمنع دخول بعض السّوائل إلى الحلق ....بحيث تشفط كلّ السّوائل حتّى الرّيق.....وإذا وصل منها دون عمد فلا حرج عليه.
4.الأشخاص الّذين يستعملون السّواك ....ننصحهم بقصّ الجزء المستعمل كلّ 24 ساعة ...وذلك للمحافظة على وجود المادّة الفاعلة فيه أثتاء التّنظيف .....ولا بأس باستخدام السّواك أثناء الصّوم شرط لفظ وإخراج ما تفتّت منه في الفمّ.
5.التّخلص من رائحة الفمّ أثناء الصّيام , والّتي تسبّبها تكاثر البكتيريا في الفمّ والّتي تقوم بتحليل بقايا الطّعام الموجودة بين الأسنان , وذلك لطول الفترة بين وجبتي السّحور والإفطار ...وعدم معالجة التهابات اللّثة أو تسوّس الأسنان....وقلّة إفراز اللّعاب أثناء الصّوم , والّذي يؤدّي إلى فقدان دوره الهام في إزالة بقايا الطّعام من فوق اللّسان ومن جوانب الفمّ ...إضافة إلى قلّة الاهتمام بنظافة الفمّ بعد السّحور .
يتمّ التّخلّص من هذه الرّائحة بما أسلفنا من نصائح ...باستخدام الفرشاة والمعجون بعد الإفطار والسّحور ...وخيط الأسنان لإزالة بقايا الطّعام , واستخدام غسول الفمّ ( الغرغرة ) والّتي تساعد على إزالة طبقة البلاك ....واستخدام الفرشاة المخصّصة لكشط وتنظيف سطح اللّسان من بقايا الطّعام والشراب ....وكذلك مراجعة الطّبيب بصفة دوريّة لعلاج أيّة التهابات في اللّثة أو تسوّس الأسنان.
نرجو أن نكون قد أضأنا بعض جوانب تساؤلاتكم ....وأزلنا بعض الغموض والالتباس حول بعض القضايا .....راجين المولى عزّ وجلّ أن يتقبّل صومكم وصلاتكم وقيامكم .
[email protected]
أضف تعليق