استفزني قبل أيام توفيق عكاشة وقد طلبت من (العم) جوجل التعرف على عكاشة هذا، فجاءت المعلومات التي تفيد بأنه سياسي مصري يشغل منصب رئيس مجلس إدارة قناة "الفراعين" وهو يحمل لقب الدكتور وأحد مؤسسي حزب مصر القومي وأصبح نائب عن دائرة "نبروه" بعد فوزه في انتخابات مجلس الشعب المصري 2010 كأحد أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي.وقد عنون صفحته على "الفيس بوك" ب "أسد الأعلام"؟!!
وهكذا فهو شخصية بارزة في المجتمع المصري، أمر محزن ويثير الاستغراب أن تصل الصهيونية وتحتل أيضا عقول شريحة من المواطنين في العالم العربي، يفترض أن تكون مثقفة فعلًا ومخلصة، والحقيقة هي أني لم استوعب أسلوب هذا الشخص الذي لا يليق بمن يحمل لقب الدكتور، إذ يفترض ممن يحمل هذا اللقب أن يتحلى بالتروي والتحليل المنطقي بعيدًا عن الهوجائية والتعميم.
عكاشة هذا هاج وماج في قناته؟ قال: "الدماء التي تسيل على ارض غزة من المسبب؟" ثم يصرخ متسائلًا: " "إسرائيل.. هي التي بدأت بإطلاق النيران أم هم قاموا بخطف ثلاثة من الإسرائيليين".
وكان علية أن يقول ثلاثة من المستوطنين وأتذكر تلك الطفلة البريئة من أبناء المستوطنين التي سألت والدها ببراءة الطفولة بشكل استنكاري:
"لماذا نسكن هنا يا أبي؟"
ثم أن المبادر إلى أعمال العنف هو من يتحكم بمقدرات الأخر.. من شرد..هدم.. اقتلع.. سلب الأخر، طبعا نحن هنا لا نبرر الجريمة بل نقول أن هؤلاء الفتية وقعوا ضحية مفرزات الاحتلال وندرك بان العنف يولد العنف، نحن ندعو إلى السلام العادل الذي له مستحقاته المعروفة والتي يتصدرها حق كل شعب في تقرير مصيره، هذا علما بأنه تسربت منذ اللحظة الأولى معلومات تفيد بان المستوطنين الثلاث قتلوا على خلفية جنائية، وقد استغلت إسرائيل الحدث لتستثمر الحدث لضرب التوافق الوطني الفلسطيني، ولله أعلم.
وأتذكر أيضا مقابلة تلفزيونية أجراها التلفزيون الإسرائيلي نفسه مع أحد علماء النفس ممن استوطنوا في الأراضي المحتلة قال:
" طبيعي أن يكون رد فعل الفلسطينيين هكذا، فلا يمكن أن نحرق محاصيلهم ونقلع زيتونهم ونسرق ثرواتهم الطبيعية وننسف بيوتهم بدون رد فعل"
وعندما سألته المذيعة باستغراب عن تفهمه لما يقومون به قال:
"أنا هنا لا أخون أمانتي العلمية"
فهل تستوعب يا (دكتور)؟ حتى المستوطن الذي أباح لنفسه سلب أملاك الآخرين لم يسمح لنفسه أن يخون أمانته العلمية؟!! ثم كم ستقتل إسرائيل مقابل كل قتيل لها؟ كم عربي يساوي إسرائيلي واحد؟ ألم يختطفوا الفتى محمد أبو خضير ويأخذوا بثأرهم بشكل وحشي لا مثيل له..لقد سكبوا النفط في فمه وحرقوه من الداخل والخارج؟!! وكان عليك بدلًا من أن تدافع عن المغتصبين أن تطالب بهدم بيوت ممن قتلوا الفتى " محمد" إذا هدمت بيوت الفلسطينيين الذين قتلوا المستوطنين.. كان عليك أن تطالب بهدم الجدار العنصري الفاصل الذي بنته إسرائيل بينها وبين دولة الشعب الفلسطيني العتيدة لتسجن بداخله شعبا بأكمله؟!! كان عليك أن تدافع عن الأماكن المقدسة التي ينتهك الاحتلال حرمتها يوميًا، لقد حرقوا المسجد الأقصى في السابق واليوم يقوضون أساساته.. وكانوا قد سيطروا على حائط البراق مسرى الرسول (ص) مدعين بأنه الحائط المتبقي من هيكل سليمان المزعوم وسط صمت وذل عربي وإسلامي، ومن الذي يتصدى لكل ذلك؟ أوليس الشعب الفلسطيني.. هل ستنزل حضرتك من مكتبك وتحضر إلى فلسطين لتدفع قسطك في الدفاع عن كرامتك الدينية والقومية المهدورة.. لقد تغطرست إسرائيل غطرسة مكعبة إذا صح التعبير وبنت الجدار ليس على حدودها وإنما في الأراضي الفلسطينية كما يحلو لها، وقد صدق" بن غريون " أول رئيس وزراء إسرائيلي عندما كتب في كتابه " يوميات الحرب":
"أننا بعد سلسلة من الانتصارات ستنمو فينا الغطرسة ونصبح أوقح شعب على وجه الكرة الأرضية".
عندما يقول هذا (الدكتور) أن الفلسطينيين قاموا بالخطف كي يستفزوا إسرائيل كي تضرب المدنيين يفتح عينيه منتشيًا، متناسيًا أو جاهلًا ما تقوم به إسرائيل من قيود ومنع سكان غزة حتى من صيد الأسماك من شواطئهم، ومتناسيًا أو جاهلًا إن إسرائيل لا تسمح للسكان في غزة الاستيراد والتصدير.. متناسيًا أو جاهلًا بان إسرائيل تسيطر على الماء والفضاء والغذاء والكهرباء و.. و
(الدكتور) هذا يبرر تفشيه بسكان غزة متهمًا حماس بأنها كانت شريكة للإخوان في قتل ضباط وجنود مصريين واقتحامها للسجون مع "الإخوان"؟, متناسيًا دور وزير الداخلية المصرية في عهد الخديوي حسني مبارك في فبركة الأحداث والاعتداء على كنيسة للأقباط كي يستدعي الغرب لإنقاذ رئيسه، إلى أن يقول: "
غزة مين.. ونيله مين.. بلا غزة.. بلا نيله..بلا هباب"
ثم يكرر:
" غزة أيه.. نيله ايه.. بلا غزة.. بلا نيلة.. بلا هباب".
وهكذا يبرر هذا (التوفيق) المذابح التي تجري لأهالي غزة، ورحمة الله على توفيق الحكيم، فيبدو أن توفيق هذا الزمن الرديء خارج من كهف الحكيم لتوه. كيف يمكن أن يكون دكتورًا وصحفيًا وسياسيًا ويعاني من الأمية المطلقة؟!! وشرفاء من الشعب اليهودي ك "جدعون ليفي" يصرخون في وجه حكام إسرائيل قائلين"
لقد توغلتم في ارتكاب الجرائم ".. فنانون يهود يعلنون بأنهم يخجلون من دولتهم كونها ترتكب جرائم فاشية.. وكانت مذيعة إسرائيلية تعمل في التلفزيون قد أجهشت بالبكاء في بث حي ومباشر وهي تشاهد هول الجرائم
عجب ولله عجب!! من أي طينة أنت؟ هل أنت إنسان أم تتستر في هيكل إنسان؟!!
ويرفع الحذاء في وجه المبادرات لوقف الحرب الإجرامية.. عائلات تُباد عن بكرة أبيها، ما هذه السوقية التي لا تليق إلا برجال العالم السفلي.. لا بل أن هذا (التوفيق) بتبريره للقتل الجماعي قد تخطى حدود الفاشية ووصل حد النازية ويجب أن يقدم للمحكمة الدولية كمجرم حرب أسوة بحكام إسرائيل والذي منهم من لا يجرؤ على التجول في دول العالم.
ويلوم وزير الدفاع المصري والرئيس السيسي بسبب إرسالهم شحنات غذائية لأهل غزة وهو أقل ما يمكن أن يعملوه، فتقول له مذيعته: "الشعب كله معك يا دكتور".. والله كله معاك.. كل شعب مصر وراك يا دكتور.
وهنا أقول لهذه المذيعة. ولله انك نغنوشه وقرقوشه بتنشربي مع المي العكرة، هكذا يتجني عكاشة على الشعب المصري الشريف الذي أعلن بان:
"القضية الفلسطينية هي أمن مصري قومي ولا يجب ربطها بالخلافات مع حركة حماس"
وهنا بودي أن أقدم دروس سياسية وأخلاقية أولية للسيد عكاشة، لا أريد أن أقول أنه مختل عقليًا ولكني أذكره بل أعلمه بان إسرائيل ترفض السلام وتقوم بتخريب كل المبادرات لأنها تعتقد وكما أوصاهم منظرهم الأول " هرتسل":
" إذا لم يكن هناك عدو للشعب اليهودي فيجب خلق هذا العدو حتى يتكتل شعبنا لان السلام من شأنه أن يخلق حرب أهلية بيننا"
وأعلمه بان رئيس وزراء سابق هو "اسحاق شامير" قال:
"إن الحدود الحالية تكفي الجيل الحالي وعلينا أن نعمل من أجل الأجيال القادمة"
وقد كشف الجنرال"اهرون ياريف"عن المخطط المعد لتهجير عرب اسرائيل وها هو" نتن يا هو " يطلب من السيد " محمود عباس" أن يعترف بان(إسرائيل) دول الشعب اليهودي.
واعلمه بان الحركة الصهيونية لا تتورع عن قتل اليهود في سبيل مصالحها وقد ساعد الزعيم المبائي السابق" ابراهم كاسترز" النازية في قتل اليهود في هنغاريا كي تدفع ما تبقى منهم إلى الهجرة إلى فلسطين.
واعلمه بان الحركة الصهيونية نسفت كنيس "مسعود شمطوف" اليهودي في بغداد على المصلين اليهود وقتلت عدد منهم من أجل نفس الهدف.
وقد نسفت مركبة محملة بالأطفال اليهود كي تبرر هجومها على الأردن.
واعلمه بان الطائرات الإسرائيلية شنت هجومًها على مدرسة" بحر البقر" في وطنه مصر الحبيبة وقتلت 30 طفلًا وأصابت أكثر من 50 طفلًا.
واعلمه بان إسرائيل تبغي توسيع حدودها كما هو مشار في العلم الذي يرفرف في بعض العواصم العربية - من النيل (الذي طلبت قبل مدة قصيرة بحصة من مياهه) إلى الفرات –
على فكرة قبل مدة أرادت إحدى قرى لبنان أن تضخ المياه من جدول ينبع ويمر في أراضيها فهددت إسرائيل لبنان بالحرب لان هذه المياه وفقًا لغطرستها يجب أن تسير إلى أراضيها.
وقد حاولت أن تمنع أهالي الجولان السوري المحتل، من استغلال الأمطار والجداول التي تمر في أراضيهم لان المياه التي تمطر في أراضي الشعوب خلها الله سبحانه وتعالى لشعبه المختار ويجب أن نسير في اتجاه بحيرة طبريا، وكان الحصار ولكن الصمود الأسطوري لأهالي الجولان أفشل أطماع المحتلين، فبالله عليك كيف تدافع عن دولة تقول لك بصريح العبارة باني أبغي احتلال أراضيك وطردك من وطنك؟ لقد ذكرني "أسد الإعلام" هذا، بنعجة جبران خليل جبران التي قالت للجزار عندما أراد أن يذبحها:
" احترس يا سيدي من أن تجرح أصبعك"
وأخيرًا أسأل السيد عكاشة: كيف تدافع عن الدولة الوحيدة في العالم التي لم تقر دستورها الذي يشير إلى حدودها؟!! وهل تعلم بأنها ستحقق كل أهدافها في ظل تواجد أمثالك، ولعلك تدرك بان اسرائيل قسمت ( الاقلية ) العربية في الداخل إلى ملل ونحل كي تستثمرها, وقد نجحت إلى حد ما , وكانت النتيجة بان الشرائح التي خدمتها ظُلِمَت أكثر من الشرائح التي قاومتها, خاصة في مجال مصادرة الأراضي والميزانيات المستحقة للسلطات المحلية.
وأعلمك بان إسرائيل قد تغتالك بعد انتهاء مهمتك فهي تغتال العلماء العرب في أوروبا، وتغتال الأغبياء العرب الذين يعومون في شبر ماء.
هذه وجبة تثقيفية أقدمها لك ولأمثالك مجانًا وأنت بحاجة ماسة لها.. فقد فتحت عيونك على أمور كثيرة لم تعرفها..أمل أن تستفيد منها.. راجع التاريخ قبل أن تفتح فمك.
[email protected]
أضف تعليق