- يُعاب علينا إنْ استخدمنا ألقاباً من نوع القيصر لقائد تاريخي يحقق نصراً معجزة في وجه مئة دولة وأكثر، لأنه يجب أن نختار تعابيرنا بما لا يضعنا خارج المعسكر المنضبط بمعايير الغرب الديمقراطية، وإلا صرنا دعاة ديكتاتورية، القياصرة هم قادة امبراطوريات صنعوا المجد والعزة لأممهم وبلادهم، وكثير من الرؤساء المنتخبين لولاية واحدة جلبوا العار والخزي لبلادهم وأممهم، فمن أهمّ في تاريخ روسيا ألكسندر الثاني أم بوريس يلتسين؟
- القيادات التاريخية لشعوب تخوض حروب التحرير الوطنية والاستقلال قد يكرّسها صندوق الاقتراع للضرورة الدستورية لكنه لا يصنعها، فالسيد حسن نصرالله لم يخرج قائداً من صندوق الاقتراع، ولا الزعيم الفيتنامي الذي أذلّ الإمبراطورية الأميركية هوشي منه أخرجه قانون انتخاب، هؤلاء القادة والزعماء في لحظات تاريخية من حياة بلادهم وأممهم وشعوبهم يخرجون من صفوف الشعب وفقاً لعملية انتخاب طبيعية تفرض نفسها في ميادين المواجهة، وساحات القتال، ولما يُتاح لشعوبهم الاستفتاء ينالون أرقاماً قياسية، في حجم التأييد الشعبي، كما أظهرت شوارع بيروت التي امتلأت بالسوريين الزاحفين إلى سفارة بلادهم يوم الانتخاب.
- الرئيس بشار الأسد قيصر الشرق، وليست مهابة الاحتفال وإبهار الرونق الذي رافق دخول الرئيس الأسد هي العبرة، فكم من سجاد أحمر يُفرش لملك أو أمير تابعين أذلاء لدول تقرّر مستقبل بلادهم ويتلقون أوامرهم من ضابط استخبارات أجنبي صغير، الرونق هنا يستمدّ قيمته من تزاوجه مع المعاني العميقة للمكانة القيادية الصانعة للتاريخ التي احتلها الرئيس الأسد بثباته وصموده وقتاله ونصره، بعد ثلاث سنوات من حرب شاركت فيها مئة دولة تضمّ أقوى دول العالم والمنطقة، وكلفت مئة مليار دولار، وسخرت لها مئة فضائية ومئة فتوى.
- شرق جديد يولد مع نصر الأسد، هو شرق المقاومة، وليس الذي بشّرت به غونداليسا رايس عام 2006، الشرق الإسرائيلي السعودي يندحر، والشرق المقاوم يولد، وفي الإنجازين بصمة الأسد، فالبوصلة تبقى فلسطين، التي وافق على منحها لإقامة الكيان الغاصب على أرضها ملك سعودي، ويتمتع كلّ يوم بذبحها ملك سعودي، وتآمر على المقاومة التي هزمت غاصبيها ملك سعودي، وملك سعودي أيضاً هو الذي وجد المال والسلاح اللذين لم يجدهما لنصرة فلسطين عندما كان المطلوب تدمير الدولة العربية الوحيدة التي أخلص رئيسها وجيشها لفلسطين، ولأنّ البوصلة فلسطين فقتال «إسرائيل» ودحر احتلالها همّ دائم، وزمن الانتصارات بشارة لا تهاون مع من يحاول المساس بها، فلا بديل عن النصر إلا النصر، وزمن الهزائم قد ولى، وفلسطين ستنتصر شاء من شاء وأبى من أبى.
- سرّ سورية وسحرها وسرّ الشرق وسحره، بمنظومة القيَم التي تمنحهما أسباب الثبات ومصادر القوة، وهي منظومة تنمو وتزهر عبر جينات الشعوب التي تتوارث عبر تاريخها العريق معاني الكرامة والنخوة والعزة، كما معاني التشارك والتعاون والتآزر والتآخي، وتتمسّك بالأرض التي تراكمت فيها دماء أجيال وأجيال ذادت عن الحياض في وجه الغزوات.
- قيصر الشرق يدخل بخطوات الأسد إلى العرين ويعلن نصره.
[email protected]
أضف تعليق