اشعر بوجع كلما احصيته تبعثرت الارقام وازدادت الوقائع، فاجد معادلات الضرب والقوة في الصدارة. وللأسف الشديد، انا ما زلت على قدر بسيط من العلم، وخاصةً علم المعادلات الرياضية. من ضيق الحال وصغر الامل وحجم الخيبات المتراكمة، لم اعد اجد معادلة او وسيلة للتعبير عن الوضع القائم في الفترة الحالية. فتراني اترنح بين آهاتي الهزيلة وصراخي اليائس على ما قد جرى وعلى ما يجري وعلى ما سوف يجري، واجري للبحث عن منديل مُقدس يَليق بمسح دموعي المالحة. دموع باتت تُعرف بلونها الاسود، الممزوج بصور ابرياء فارقوا الحياة، واطفال ظُلموا مِن مَن في الحياة وشيوخ خُطت مآسي الحياة على وجوهم النبيلة.
ولدتُ على هذه الارض، قطعة صغيرة من كوكب كبير، تَعجُ بحضاراتِ كثيرة وعادات متنوعه، جميعها تنحصر تحت مظلة الخوف وبين حدود الامل الضعيفة. فمنذ نشأتي وانا اتعلم مِنْ سكان هذه القطعة الصغيرة، ان الحياة عليها بدون حربْ امرٌ صعب، وان اللون الاحمر هو لون الدم، واللون الابيض هو لون الكفن، واللون البني هو لون التراب واللون الرمادي هو لون الدخان، وان سالت عن النور تجد ان له مفهومان اما نور وجه الشهيد او نور انفجار، مازج نار الدمار.
اذكر يوماً من طفولتي حينها كنت بسن الخامسة، ذهبت الى المدرسة وبحوزتي معلومة جديدة تعلمتها من والدتي، وعند دخولي الصف توجهتُ لمعلمتي بسؤالي المقصود "شو لون البحر؟"، ولا انكر يومها ان خبث الطفولة لإثبات "ذكائي" المفبرك، كان وراء سؤالي. ولا انسى اجابة المعلمة السريعة عندها "لون البحر ازرق"، وكيف تسللت ابتسامتي على وجنتاي، فها انا اعرف ما لا تعرف! وهمست بسري " هههه مسكينة ما بتعرف انه ما في للمي لون!". اليوم بعد مرور سنوات كثيرة وترسخ الخوف في حوض افكاري بعمق، فهمت ان معلمتي كانت تعرف جيدا ان لا لون للماء. لكن رؤيتها المستمرة لصورة السماء المنعكسة كلما نظرت الى البحر، تسببت في ذاك الخطأ البسيط. وما انْ انتبهت معلمتي لإجابتها الخاطئة حتى قامت بتصحيحها على الفور.
اليوم تروقني قدرت المعلمة بتلك اللحظة على تصحيح الخطأ وفهم تأثير الانعكاس، وأبحث عن طريقة استطيع ان اصحح بها انعكاسات الحرب الهرمة، التي رافقتني منذ الصغر بصورتها الشابة وللآن لم تظهر عليها علامات الكبر وسن اليأس.
اكتفي بهذا القدر من الحزن لهذا المقال، وانصح جميع الفتيات وخاصةً الفتيات المقبلات على الزواج عند انتهاء هذا الشهر الكريم، باستعمال كريم الدماء لتفتيح البشرة. يوضع يومياً على البشرة بشكل دائم، تحديداً في ساعة الافطار، ومن اجل ضمان النتيجة والحصول على بشرة شابة ومشرقة ينصح بغسل الوجه بدموع الثكالى والايتام والارامل. لتتأكدي من صدق هذا المنتج وامانته انظري الى وجه الحرب ابنة ال 66 عاماً واكثر، ما زال مشرقاً ومليئاً بالحيوية.
[email protected]
أضف تعليق