لا شك أن كأس العالم في نسخته الأخيرة والتي أقيمت على الأراضي البرازيلية كان ناجحا بكل المقاييس ، مونديال عرف غزارة في الأهداف واقعية في اللعب حنكة في الاحتراف نموذجا في التنظيم . ولأن لكل شيء بداية ونهاية ، فمونديال البرازيل كان في متناول الألمان ، منتخب الألمان هذا وطيلة مباريات البطولة ظهر بوجه يوحي بأنه قد جاء بهدف معناقة الكأس العالمية الرابعة في تاريخه ، فلقد كشر عن أنيابه منذ مباراته الاولى بخماسية في مرمى البرتغال .

الواقعية فاللعب والصرامة التكتيكية والهجومات المرتدة والنزعة الجرمانية كلها عوامل ساهمت في تتويج منتخب هتلر بكأس عالمية تتمناها وتطمح لها كل دول العالم . تتويج يعزى لكفاءة ودهاء المدرب لوف وطاقمه التقني ، وكذلك لمسؤولي الكرة بألمانيا الذين جددو الثقة في لوف رغم الخسارات المتوالية لمجموعة من الألقاب التي كانت في متناول منتخب المانشافت .

تركيز لاعبي المانيا على رقعة الميدان شبيه بتمركز جنود حرب العصابات ، يهاجمون ويدافعون كتلة واحدة بحارسهم بمدافعيهم بلاعبي الوسط والهجوم ، يتمظهر لك وان هناك من يتحكم في تحركاتهم في استقبالهم وتوزيعم للكرة يتكلمون بينهم لا بالكلام ولا حتى بالإشارة بل بلغة اخرى لا يتقنها إلا من هم بقميص الجرمان ، منتخب منسجم لأقصى الدرجات يمتص حماسه وانسجامه بحب الوطن والجمهور وبحب تاريخ المانيا والموت في سبيل الرفع من شأنه .

منتخب المانيا قهر شعب البرازيل بسباعية للتاريخ ، وأبكى من خلالها الصغار والكبار والشيوخ والنساء دمر رغبة كل برازيلي حالم بفرحة مارة ، وافقدهم صوابهم فخرجوا ليكسرون ممتلكاتهم ويشتمون بني جلدتهم ، لقد مزق الالمان عرش كرة البرازيل بكل ما تحمله الكلمة من معنى . وهي حقيقة مرة نام واستيقظ عليها وطن البرازيل ، فحقيقة الدفاع عن الوطن باسم الكرة والرياضة ليست بالسهلة على أي نوع من البشر بل هي سهلة وفقط على من تدرس لهم في حجرات الدرس وقاعات الرياضة في المنزل بين الأشجار في الشارع على سطح البحر في المدرجات...... فحقيقة ، روح الانتصار والقدوة في المواطنة والتفاني في العطاء تضرب بشعب الالمان لا لضخامة جسمهم وزرقة اعينهم وشقرة وجوههم بل لتفانيهم في الدفاع عن راية وطنهم .

وأخيرا تتويج ألمانيا على حساب الأرجنتين جاء مستحقا وكان نتيجة حتمية ومستحقة لمنتخب ترشح وبقوة منذ الوهلة الأولى. منتخب زرع الرعب في جميع ملاعب البرازيل ، ورفع راية ألمانيا خفاقة في ملعب الماراكانا ليشاهد العالم كله المانيا بطلة للمرة الرابعة في تاريخها .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]