يحقُّ لهذي العواصمِ يا سيدي أن تُسامِح!!
يحقُّ لها أن تواريَ أشلاءَ بيتي وقلبي
وأن تتكاثرَ مثل الدَّواجن في كلِّ يوم
وأن تنحني وتكيلَ لقاتِلنا في الإذاعاتِ
كلَّ المدائحْ!!
يحقُّ لها أن تنامَ مساءً.. تنامَ نهاراً
وأن تتقدَّم.. أن تتراجعَ
ـ يا سيدي ـ
فالدماءُ مصالحْ!!
يحقُّ لها أن تُهيلَ الغموضَ على نارِ جُرحيَ.. والجرحُ واضحْ
وأن تستعيرَ المؤذِّن والشيخَ
والثورجيَّ الضليعَ المنيعَ
المدافعَ عن كلِّ شيء وفي دمُنا متسامح!!
يحقُّ لها أن تبررَ قتليْ
وأن تزرعَ النشراتِ الطويلةَ بالنّابحاتِ الجميلاتِ
ـ يا سيدي ـ والنَّوابحْ
يحقُّ لها أن تورايَ هذا العذابَ
الذي يعبر النهرَ متشحاً بدماءِ الصبايا
وأن تفرشَ الأفقَ للطائراتِ
وأن تجدَ العذرَ للبارجاتِ
يحقُّ لها أن تؤسسَ أرضاً بغير شعوبٍ
وأن تخدعَ الأنبياءَ
وتُفْتيَ: مَن جهَّزَ الغزوَ غازٍ
ومنْ حالفَ الكفر صالحْ!!
يحقُّ لها أن تسير إلى قاعةِ المؤتمرْ
على كتفيها غبارُ الحروبِ
وعيِّنةٌ من لحومِ البشرْ
يحقُّ لها أن (تزومَ) بهذي العباءاتِ
ـ يا سيدي ـ كالجوارحْ!!
وأن تتذكَّرَ أشلاءنا، هكذا، بانبساطٍ
وتدعو الضحايا لتعديلِ ميتَتِهِم في المذابحْ
فالبيانُ الختاميُّ سوف يحددُ
معنى العلاقة بين القتيلِ وقاتلهِ
والقتيلِ وأشلائهِ
في زمان التضامنِ
أعني التّصالحِ
أعني: الفضائحْ
يحق لها أن ترمِّمَ هذا الخرابَ
وأن تتصافحَ أن تتلاقحَ
أن تتسامحَ
لكننا أبداً لن نُسامحْ

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]