من المخجل والمحزن والمؤسف أن يدخل أنصار الإخوان وخصومهم فى وصلات ردح لا تتوقف بشأن علاقة الطرفين بإسرائيل، ومن كان أكثر إفادة للعدو من الآخر؟!.

قبل أن ندخل فى التفاصيل المخجلة نذكر أنه يحق لإسرائيل أن تفرح وتعيش أسعد لحظاتها، لأنها وبينما تعربد صواريخها فى كل سماوات المنطقة، وتمارس أقصى حالات البلطجة والعدوان ضد الأشقاء الفلسطينيين فى غزة، فإننا ننشغل نحن بمن الذى تحالف معها أكثر ومن الذى صمد وقاوم.

الخبر المحزن لنا جميعا أننا ــ مصريين وعربا ــ قصرنا فى حق مواجهة إسرائيل، التى ما كان لها أن تستمر وتتعملق لولا انقسامنا وتشرذمنا.

للموضوعية الانقسام العربى سابق على وصول الإخوان للحكم ولاحق على خروجهم منه، لكن وللموضوعية أيضا فإنه على الإخوان أن يقرأوا التاريخ جيدا خصوصا القريب لكى يتوقفوا عند «المعارك الصبيانية» التى يقودونها على مواقع التواصل الاجتماعى واحيانا فى بيانات رسمية.

على هذه المواقع تسمع استنكارا إخوانيا ومن بعض «المراهقين سياسيا» لأن الجيش المصرى والجيوش العربية لم تتحرك لنصرة الاشقاء فى غزة ضد العدوان الصهيونى.

هؤلاء ينسون أن نفس العدوان الإسرائيلى تكرر بحذافيره ضد قطاع غزة عندما كانت تحكمها حماس فى نوفمر 2012 وعندما كان الرئيس الإخوانى محمد مرسى يترأس مصر، وكان أحد مناصبه أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولم نسمع أنه أصدر أمرا بتحريك الجيش لتأديب «أحفاد القردة والخنازير» كما كان يحلو له ان يقول عندما كان نائبا فى مجلس الشعب فى عهد حسنى مبارك.

الذى حدث على أرض الواقع أن مرسى هنأ بيريز بعيد احتلال فلسطين وطلب من الأجهزة الأمنية المصرية ان تتصل وتتواصل مع العدو الصهيونى فى الترتيب لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.

مرسى فعل ذلك لأنه أدرك الحقائق على أرض الواقع، والأهم ان منابر إخوانية كثيرة تباهت بالنجاح الدبلوماسى البارز لمرسى.

وننسى انه فى اليوم التالى لوقف النار أى يوم 21 نوفمبر 2012 أصدر محمد مرسى الإعلان الدستورى الكارثى، دون أن تتحدث أمريكا وأوروبا عمليا عن انتهاك القانون والتدخل فى عمل القضاء.

وحتى لا يبدو الأمر وكأنه انتقاد للاخوان فإن الذى فعله مرسى فى الوساطة مع إسرائيل فعله مبارك مرارا من قبل، والمؤكد أن السيسى سيحاول ان يفعله فى الأيام المقبلة، والسبب ان موازين القوة الراهنة للأسف الشديد ليست فى صالحنا.

الأفضل لأنصار الإخوان ــ قبل ان يطالبوا الجيش المصرى بالتحرك ــ ان يطالبوا حماس وبقية فصائل المقاومة ان يتوحدوا معا اولًا، وأن يقولوا للإرهابيين الذين يدعمونهم فى سيناء أنهم يوجهون بنادقهم فى الاتجاه الخطأ، وبدلا من محاربتهم الجيش المصرى عليهم العبور من الانفاق السرية فى رفح والعودة لغزة ومن هناك يقاتلون العدو الحقيقى وهو إسرائيل.

لو أن أنصار الإخوان وحماس اقنعوا اصدقاءهم فى سيناء بهذه المسألة البسيطة لربما أسدوا أفضل خدمة للأمة الإسلامية بأكملها. عليهم ان يقولوا للإرهابيين: حاربوا الصهاينة فإذا قتلوكم فأنتم شهداء، وإذا تغلبتم عليهم فسوف تعود فلسطين لنا، وبعدها يمكنكم ان تفكروا فى غزو مصر وإقامة الخلافة الإسلامية.

مأساة كبرى ان نعاير بعضنا البعض، ويفرح بعضنا لاستشهاد أعضاء فى حماس على يد الاحتلال.

لن نتمكن من هزيمة إسرائيل ومشروعها الاستيطانى العنصرى إلا بعد ان نخلص عقولنا من كثير من الخرافات والأوهام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]