لم يتوقع أحد المرضى أن غسيلا بسيطا يجريه في أذنيه يؤدي إلى عاهة مستديمة وعطل في سمعه يصل الى 30% من الاعاقة الجسدية. هذا ما حصل لمواطن من منطقة حيفا يبلغ الـ60 من عمره، بعدما أجرت له إحدى الممرضات في أحد صناديق المرضى غسيلا عاديا لأذنيه. وفي أعقاب ذلك تقدم المواطن المذكور بدعوى قضائية لمحكمة الصلح في حيفا مطالبا بالتعويضات التي يستحقها، بواسطة المحامي سامي أبو وردة المختص في قضايا الاهمال الطبي والأضرار الجسدية.
التهاب خارجي
يقول المواطن المذكور في ادعائه أنه عانى في الأشهر الأخيرة الماضية من التهاب خارجي في أذنيه، وقام بزيارة طبيبة أنف، أذن وحنجرة وكذلك طبيبة العائلة وتمت معالجته بواسطة الحبوب والمضادات الحيوية. ويواصل المصاب أنه في أعقاب استمرار الآلام ، عاد لزيارة الطبيبة المختصة التي حولته لاجراء "غسيل أذنين"، وخلال عملية الغسيل التي أجرتها ممرضة، شعر بدوار شديد وأخبر به الطبيبة التي لم تجر أي فحص له، واكتفت بتعيين مراجعة عادية له بعد عدة أيام.
دوار شديد
وقبل حلول يوم المراجعة وأثناء تواجد المدعي في عمله، شعر بدوار شديد وتم نقله في سيارة اسعاف مكثف الى مستشفى "بني تسيون" في حيفا، وهناك تمت معالجته في قسم الأنف وأجريت له عملية بهدف ادخال أنبوب تهوية لأذنه. ونظرا لعدم تحسن السمع لديه أجريت له عملية ثانية، وهنا بدأ يشعر بتدهور في قوة السمع عنده، طنين دائم وموجات دوار وتقيؤ.
الخبير الطبي
وجاء في شهادة الخبير الطبي الدكتور فرديس ميلو المرفقة بالدعوى، أن غسيل الأذن الذي يتم عبر رشاش كبير، يمكن أن يؤدي الى تعقيدات مختلفة والتي تشمل تلوثا، دوارا، ثقب جلدة الطبلة، تدهورا مؤقتا أو دائما في السمع. ويضيف الخبير الطبي أنه يمنع على مستشفيات معينة اجراء الغسيل المذكور، لأنه ذكر في الأدبيات الطبية أن هذا النوع من الغسيل يجب أن يقوم به طبيب مختص وصاحب خبرة وليس بواسطة ممرضة بالمرة.
ويقدر الخبير الطبي أنه تم ثقب جلدة طبلة المصاب، كما يقدر بأن اعاقته الجسدية تصل الى 30% بعد العلاج الذي حصل عليه. وطالب المحامي سامي أبو وردة هيئة المحكمة أن تحدد مبلغ التعويض الذي يستحقه المصاب جراء الاهمال الطبي والضرر اللذين لحقا به، هذا ولم تصدر المحكمة قرارها في القضية بعد.
[email protected]
أضف تعليق