لا شك أن الاسباب الاقتصادية او الفقر هي من اهم الاسباب في المجتمع، أي كان، التي تؤدي الى تفشي العنف داخل العائلة، اضف إلى ذلك، المستوى التعليمي والوعي الإدراكي للزوجين ومدى قدرتهما على التحاور والتفاهم منعًا للخلافات.
وفي حين أن الأسباب للخلافات بين الزوجين متعددة، فأن النتيجة واحدة، تشقق العائلة وتفككها والضحية بكل الأحوال هم الأطفال.
في حالات معينة يبقى الأطفال تحت وصاية الأم أو الأب، لكن في حالات أخرى يتم تحويل الأطفال إلى عائلة حاضنة. والعائلة الحاضنة هي بمثابة بيت بديل للطفل، احيانا مؤقت واحيانا دائم، يتعلق بحالة الطفل وعائلته البيولوجية، ويتم ترتيبها بعد البحث في لجنة مهنية مختصة من قبل قسم الشؤون الإجتماعية في بلدة الطفل.
تهدف العائلة الحاضنة الى توفير الجو الأسري للولد مع تأمين جميع احتياجاته .مقابل ذلك تتلقى العائلة راتبا شهريا تحدده وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية .
في هذا السياق كان لمراسل موقع "بكرا" حديث مع العامل الاجتماعي فؤاد مهنا من قرية البقيعة والذي يعمل اكثر من 16 عاما على تربية الاطفال ضحية مشاكل العائلة وغيرها.
رسالة سامية وانسانية !
مهنا قال لـ "بكرا": منذ 16 عاما نربي أنا وزوجتي اطفالا وصلوا إلينا من عائلات تفككت إجتماعيًا، حيث نكون لهم عائلة بديلة دافئة للعائلة البيولوجية التي تحطمت لسبب او اخر. يمكن القول أن معظم الاولاد الذين يتم ادراجهم في عائلات حاضنة هم بالأساس من عائلات فقيرة وأوضاعها الاجتماعية صعبة .
ويضيف: يصل الأطفال لدينا عن طريق الشؤون الاجتماعية حيث يتم اخراج الطفل من بيته وخلق تفاهم معين مع ذويه حتى يصل إلينا. رغم الحالة التي يعيش بها الطفل إلا أن العائلة البيولوجية للطفل تبدي معارضتها عادة للتبني، ليس من السهل ان تتنازل وتوافق على ترتيب اولادها في اطار عائلات حاضنة، في هذه الحالات هناك موظف يدعى مأمور الشؤون يتوجه للمحكمة لاصدار قرار ترتيب الطفل في عائلة حاضنة .
ويكمل: عندما يصل الطفل إلينا يكون عادةً بحالة نفسية سيئة، نواجه الرفض من قبله، ومع مرور الأيام يتقبلنا. نعمل مع الطفل على بناء شخصيته وعلى مساعدته في الإندماج في المجتمع، نرشده إلى مستقبله ونشكل له مناره يستعين بها للتقدم.
مجتمعنا غير متقبل للتبني
وعن مجتمعنا العربي ومدى تقبله لمسألة العائلات الحاضنة قال: يلاحظ نقص في الاقبال على احتضان الاطفال في ضائقة في مجتمعنا العربي. الدوافع التي دفعتني إلى هذا العمل هي الإنسانية، فأنا كلي أمل أن يعيش أطفالنا بخير وسلام وبعيدًا عن دائرة العنف المتفشي في مجتمعنا العربي، فهذا العنف يطال كل منا.
وفيما يتعلق بشروط الانضمام للعائلات الحاضنة قال: يجب ان يكون لهذه العائلات القدرة على رعاية وتربية اطفال واحداث يعانون من اوضاع اجتماعية صعبة. إلى ذلك، على الزوجين أن يكونا دون سن الـ50 عامًا وقد أنهيا عشر سنوات دراسية على الاقل ومتمكنان من القراءة والكتابة باللغة العربية .
وأضاف: يطلب أيضًا من العائلة الحاضنة تقريرا صحيا وطبيا واقتصاديا، حيث يشدد على أن يكون دخل ثابت لأحد الزوجين وأن يكونا على استعداد للاشتراك في دورة تاهيل كعائلة حاضنة .
[email protected]
أضف تعليق