تمكن طاقم من الباحثين الإسرائيليين من كشف أسرار جهاز مقاومة ومناعة الجراثيم للمضادات الحيوية ("الأنتي بيوتيكا")،ويتعلق هذا الاكتشاف بالتوقيت الثابت المنتظم لتناول الأدوية المضادة!

وكان الدافع لهذا البحث ما لاحظه الخبراء والعلماء من أن الجراثيم قد طورت جهاز مناعة ومقاومة للكثير من المضادات.وقد تابع خبراء من الجامعة العبرية بالقدس وباحثون أمريكيون مسار "نشوء وارتقاء" الجراثيم التي تعرضت للتركيز العالي للمضادات الحيوية،وتبين لهم أن هذه الجراثيم قد صمدت وطورت قدرة على البقاء بفضل تحولات وراثية،تعززت بمرور الزمن،ومكنت الجراثيم من تطوير ما يوصف بأنه "جهاز توقيت"،يؤخر أو يعيق بداية نموها وتطورها لمدة معينة،مما يزيد من قدرتها على مقاومة الأدوية المضادة لها.

ثلاث ساعات يومياً

وعلى ضوء النتائج،طور الباحثون نموذجاً حسابياً (رياضياً) أوصلهم إلى الاعتقاد الراسخ بأن إعطاء المضادات الحيوية بوتيرة ثابتة يمكن الجراثيم من "توقع" انتظار موعد إعطاء الدواء المضاد"وتأجيل" نموها (نمو الجراثيم) للمدة التي تحتاجها للبقاء والصمود.

وفي إطار البحث قام الخبراء بتعريض فئة من الجراثيم للمضادات الحيوية لمدة ثلاث ساعات يومياً،وتبين بعد عشرة أيام أن هذه الجراثيم تتبع "تكتيكاً جديداً" للمقاومة والصمود والبقاء،اكتسبتها من المواعيد الثابتة لتعرضها للمضادات،وقد طورت هذه القدرة بعد أيام معدودات من تعرضها (الثابت) للأدوية المضادة،حيث تضمن البحث فترات ثابتة لإعطاء المضادات:كل ثلاث ساعات،وتبين أن كل فئة من الجراثيم "تأقلمت وتعودت" على المواعيد،وعرفت كيف تتعايش معها لتطور "تكتيكاً".

وبناء على هذه النتائج،سيكون بمقدور العلماء تحسين وتطوير الأدوية والعلاجات المضادة،عن طريق تغيير وتيرة إعطاء هذه الأدوية،والكميات والمواعيد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]