ربما اعتاد الطلاب الجامعيون العرب في صفد على النهج العُنصري المصوب عليهم من قبل المواطنين اليهود في المدينة ولكن هذا النهج العُنصري سُرعان ما تحول إلى التحريض بقتلهم، بالتزامن مع إعلان مقتل المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل.
الموت للعرب
فقبل ثلاثة أيام فوجئت طالبة حين دخلتْ إلى مسكنها بورقة تم إدخالها لشقتها من تحت فتحة الباب، مكتوب عليها " الموت للعرب" وقامت الشابة بالتوجه إلى الشُرطة وتسجيل الحادثة عند الشُرطة وتقديم شكوى.
وعقب هذه الحادثة، حادثة أخرى، حين قام أحد سكان صفد بالتحريض بضرب والاعتداء على الطلاب وكل من هو عربي في صفد، وعلى إثره قام الطلاب بتقديم شكوى ضد هذا الشاب، الذي حسب ما أفادنا المحامي المتدرب عنان مزلبط- وهو خريج كلية صفد- أنه تمديد اعتقاله لمدة أربع أيام.
المحامي عنان مزلبط
وتابع المحامي مزلبط، أن التحريض على الطلاب والعرب في صفد بدأ بالتوسع أكثر فأكثر، إذ قامت مجموعة من الفتية المراهقين برمي الحجارة وشتم طالبتين خلال توجههما لشراء بعض الحاجيات من الحانوت في صفد، بعد الإفطار، والتفوه بعبارات " الموت للعرب" الأمر الذي أفزع الشابتان.
وبحسب ما أفادنا به مزلبط، أن إحدى الطالبتين قدمتْ شكوى للشُرطة بعدما قام بتشجيعها على ذلك. وقال ان الطالبة المشتكية قدمت طلباً للشُرطة عبر رسالة مفادها تعزيز الحراسة على مساكن الطلبة، وتكثيف دوريات الشُرطة، حيث تكون حراسة دائمة على مداخل سكن الطلبة لحمايتهم من أي تهجم..
كما تحدث المحامي مزلبط عن مجموعة من الطلاب العرب في صفد، توجهوا إليه لتقديم طلب باسمهم للجامعة بتغيير ساعات دراسة مساق اللغة الإنجليزية، الذي سيبدأ خلال شهر آب المقبل.
شتائم وقذف بالحجارة.. وعبارات الموت للعرب!
وفي حديثٍ مع إحدى الطالبتين اللتين تعرضتا للهجوم من قبل الشبان العنصريين في صفد، قالت الطالبة عرين خلايلة- من سخنين وهي طالبة تمريض في سنتها الدراسية الثانية في كلية صفد انه عند الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الاثنين الماضي (30.6) وبعد الإفطار كانت تتنزه هي وزميلتها بالقرب من الحديقة العامة في صفد، للتخفيف عن نفسهما من ضغط الامتحانات،ولكونها فتاة محجبة، كان من السهل تمييزها كطالبة عربية، وقامت مجموعة من الشبان اليهود بالتقرب باتجاههما ورمي بعض العبارات النابية والشتائم بحقهما، وقذفهما بالحجارة، وبالكاد نجحتا بالفرار منهم.
تقديم شكوى
وبعد ذلك توجهت إلى صديقها المحامي المتدرب عنان مزلبط الذي شجعها على تقديم دعوى بحقهما لشُرطة صفد، للحد من ظاهرة العنصرية المتفشية في صفد.
وفي اليوم التالي، قدمتْ الشكوى ضد الشبان في مركز الشُرطة، التي لم تتفاعل مع قضية الفتاتين بشكل جيد، وبعد تقديم إفادتها، طلب منها المحقق العودة إلى السكن، لكنها شعرتْ بالخوف من نظرات اليهود المتواجدين في مركز الشُرطة التي كانت تبث لها الحقد، وخشية من التعرض للضرب من جديد، فطلبت الحماية والأمان من الشُرطة، كحق لها متهمة إياهم بالعنصرية- حسب قولها.
واتصلت الشُرطة بدورها بالكلية وطلبت من الإدارة نصب كاميرات مراقبة عالية التقنية، وتكثيف دوريات شرطة بالأماكن القريبة من سكن الطلاب العرب، إذ وعدتْ الشُرطة أن تكون دوريتان في اليوم من الساعة 4:00 وحتى الساعة 8:30 لحراسة السكن.
لا اشعر بالأمان
وأكدتْ الطالبة عرين خلايلة أنها حتى هذه اللحظة لا تشعر بالأمان، وتنتابها نوبات من الخوف.
وردًا على سؤالنا قالت: لا استطيع في الوقت الحالي تغيير كلية، وخاصة أنني أترفع للسنة الدراسية الثالثة، وليس من العدل أن أقوم بتغيير مكان الدراسة، بالإضافة إلى أن تعليم التمريض في كلية صفد، يُعتبر من أنجح الكُليات.
وفي نهاية الحديث مع الطالبة عرين خليلية، توجهتْ من خلال موقع بُـكرا إلى المسؤولين العرب في الكنيست والأحزاب بتقديم الدعوة للطلاب العرب بشكل عام وللطلاب العرب في صفد، ويكونوا سندًا لهم.
وبهذا السياق، أكد المحامي المتدرب عنان مزلبط، أن عضو الكنيست حنين زعبي توجهت له هاتفيًا، وعرضتْ عليه أي مُساعدة يحتاجها الطلاب في صفد، وسيكون هذا الدعم على صعيد الأحزاب العربية الثلاثة.
[email protected]
أضف تعليق