استيقظ قطاع غزة فجراً على أصوات انفجارات متتالية اعادت الى الاذهان حرب 2008 التي باغتت فيها اسرائيل قطاع غزة وانقضّت عليه بدفعات كبيرة من الصواريخ ادّت في حينه لاستشهاد عشرات المواطنين .
اجتماع الكابينيت المصغر والذي استمرّ لأكثر من اربع ساعات متتالية مساء امس والتهديدات التي سبقت الاجتماع من غالبية اعضاء الكنيست الاسرائيلي -اليسار قبل اليمين- أنذرت قطاع غزة بما جرى فجراً .. لكن السؤال الكبير هل ستستمر اسرائيل في عدوانها ام ستكتفي بتلك الرسالة ؟
عودة إلى بداية الحديث حيث عثرت اسرائيل على جثث مستوطنيها الثلاثة في بلدة حلحول في الخليل على بعد عشر دقائق فقط من منطقة عتصيون حيث اعلن الجيش الاسرائيلي عن اختفاء مستوطنيه .
بعيداً عن تحليلات "نظرية المؤامرة" التي يتميز العرب بها فإن إسرائيل تلقت ضربة كبيرة أمنياً واستخباراتياً وفشلت فشلاً ذريعاً في كافة الجهات ادت في النهاية الى اقالة عدد من ضباط الشرطة الاسرائيلية واتوقع ايضا تغييرات في جهازي الشاباك والشين بيت ايضاً .
في الضفة الغربية حركة حماس منهكة وبنك الاهداف الاسرائيلي بما يخص المقاومة "صفر" فالعمل في الضفة لم يكن وليد ما بعد اختفاء المستوطنين بل هو مستمر منذ عملية السور الواقي الاولى ولم تسمح اسرائيل لاي عنصر من حماس او الجهاد باقتناء "شبرية" .. اخترعت اسرائيل بنك اهداف لحركة حماس في الضفة واستغلت كذلك قضية اختفاء المستوطنين لتقوّض ما تبقى من سيطرة السلطة على الاراضي الفلسطينية وبغضون اسبوعين اكملت مهامها وأصبحت الضفة خالية الوفاض من اي هدف اسرائيلي .. فاعتقلت كل قادة حماس وكل اسرى صفقة شاليط واغلقت الجمعيات والمؤسسات الموالية لها ..
اسرائيل لن تمرر قضية المستوطنين مرور الكرام على قطاع غزة الذي انهكته الاوضاع الداخلية اولاً وحربان لم تضمد جراحها حتى اللحظة , العام المنصرم على غزة تضعضعت فيه الاوضاع الى حيث لم تصل سابقاً فحصار اشتّد وازمات داخلية تمتد ولسان حال الناس كما قال زميلي اكرم عطا الله :"لمن نتبع نحن؟"
الهجمة الاسرائيلية الحالية لن يخمدها الا صيد ثمين تبحث عنه اسرائيل وتسريبات مواقع استخبارية اسرائيلية عن محاولة اغتيال اسماعيل هنية كانت جس نبض لردود الداخل الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء .
السيناريوهات القادمة ستكون كالتالي :
* قرار للمقاومة الفلسطينية بالدخول للمواجهة واطلاق كثيف للصواريخ محلية الصنع تجاه البلدات الاسرائيلية المحاذية للقطاع وحينها سيتشكل راي عام داخلي آخر ضد قطاع غزة , وستشعل اسرائيل الاوضاع , في حال استمر اطلاق الصواريخ دون مشاركة حركتي حماس والجهاد رسمياً في المعركة فستُنزع الذرائع عن اسرائيل والأفضل ان يتوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة في المرحلة الحالية .
* قرار اسرائيلي باغتيال شخصية قيادية من المقاومة الفلسطينية سواء في الجهاد او حماس , وهذا يعني الدخول في معركة مفتوحة ستكون جويّة اسرائيلية على غرار 2012 وسترسل المقاومة رسائل شديدة اللهجة بنوعية الصواريخ التي تمتلكها , لو تطورت الاحداث ستكون حربا مجنونة وهو ما لا تريده فصائل المقاومة في غزة في الوقت الحالي على الاقل نظراً للأوضاع الاقليمية التي يمر بها القطاع .
* تقوم اسرائيل باغتيال مقاومين ميدانيين كما فعلت في مخيم الشاطيء وخانيونس قبل يومين ويكون رد فعل المقاومة محدود وتقوم اسرائيل بضرب مناطق فارغة واستهداف مقار حكومية في غزة , وهذا يعني محدودية المواجهة بين المقاومة واسرائيل .
الساعات القادمة ستكون حاسمة وسيحدد مصير شهر رمضان نوعية الحماقة الاسرائيلية ورد فعل المقاومة على ذلك ..
[email protected]
أضف تعليق