حل بساحتنا ضيف كريم , وموسم عظيم , سيكون ميدان نتنافس فيه , ومضمار يتسابق فيه الصالحون ومجالا لتهذيب النفوس وتزكية القلوب.
انه شهر رمضان , شهر الصيام والقيام والجود والقران , نصوم نهاره فرضاً ونقوم ليلة تطوعاً, نتقرب فيه الى الله بالطاعات والقربات.
تفتح فيه ابواب الجنان , وتغلق فيه ابواب النيران وتصفد فيه الشياطين , تضاعف الحسانات وتغفر السيئات, وتعتق الرقاب من النيران.
بشر النبي صلى الله عليه بالقول :"من صامه ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".
وقال رب العزة تبارك وتعالى في الحديث القدسي : “كل عمل ابن ادم له , الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف , الا الصوم فانه لي وانا اجزي به , يدع شهوته وطعامه من اجلي , للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فمه اطيب عند الله من ريح المسك" رواه البخاري ومسلم.
ويوصينا الحبيب المصطفى بالحفاظ على هيبة الصيام ويقول صلى الله عليه وسلم: "اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث , ولا يصخب فان سابه احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم " رواه البخاري ومسلم.
نحن بحاجة ان ندرك ان لحظات رمضان ودقائقه وساعاته وايامه ولياليه فرصة لا ينبغي لمن يرجو الله تعالى ويطمع في مغفرته وجنته ان يفوتها فمن المؤسف ان نجد بعض الصائمين يتفننون في مضيعة الوقت وهم يعتبرون الصيام مجرد عبئ يتمنون ان يمر سريعا وما فقهوا ان الخير كل الخير في رمضان.
ومن الناس من يصوم ولا يناله من صيامه الا الجوع والعطش لانهم لم يتورعوا عن غيبة ولم يتنزهوا عن نميمة , يغضبون ويخاصمون ويشتمون.
رمضان يا اهلنا شهر الصيام وليس شهر الطعام , وهو مضمار للتنافس في الطاعات والقربات وقراءة القران وصلاة القيام والسعي لتفطير الصائمين واخراج الزكاة.
ورمضان فرصة ثمينة للإقلاع عن الذنوب والمعاصي ولله در القائل:
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهر الصيام
لقد اضلك شهر الصوم بعدهما
فلا تسيره ايضاً شهر عصيان
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين اهل وجيران واخوان
فيا اهلنا مبارك عليكم هذا الشهر سائلين المولى عز وجل ان يديم نعمة وامنه علينا وعلى المسلمين في ربوع الدنيا.
*مسؤول الحركة الاسلامية في النقب
[email protected]
أضف تعليق