يطل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام، كما الأعوام الأخيرة، متزامنًا مع أكثر الفترات حرارة في العام، وأكثر الأيام طولا، ويزيد هذا بطبيعة الحال من مشقة الصيام، فالعطش يتضاعف والتعب أيضًا، وعلى المسلم أن يتحمل هذه الظروف.
حول هذا الموضوع، هل يستطيع الشخص أن يفطر في حال أشق عليه الحر، كان لنا حديث مع إمام مسجد قرية أم الغنم، الشيخ نمر سلفيتي والذي قال : هذا العام رمضان يأتينا في الصيف والحرارة جدًا مرتفعة، وقد أفتى أهل العلم أن الصائم في رمضان إذا خشي هلاكاً بما يلحقه من العطش بسبب شدة الحر وجب عليه الإفطار، لأنّ حفظ النفس والمنافع واجب، وقد قاس العلماء من كانت هذه صفته على الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما. وأما إن كان الصوم في شدة الحر يشق عليه مشقة عادية فلا يجوز له الإفطار، لأن الصوم لا بد أن يكون معه مشقة في الغالب، ويمكنه أن يخفف عنه شدة العطش بالتبرد بالماء ونحو ذلك .
تدريب الصغار على الصوم
وحول الأطفال الصغار وصيامهم قال الشيخ : الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصيام، ولكن يدرب عليه بالأخص إذا قرب من البلوغ ، حتى إذا بلغ سهل عليه الصيام ، بخلاف ما إذا ترك حتى يبلغ ، فإنه يجد منه صعوبة ومشقة . وقد ثبت أن الصحابة كانوا يأمرون أولادهم بصوم يوم عاشوراء لمَّا أُمروا بصيامه قالوا : فإذا قال : أريد الطعام ، أعطيناه اللعبة من العابه يتسلى بها حتى تغرب الشمس .
ووجه الشيخ بعض النصائح للصائمين وقال : أنصح الصائم في رمضان على الحرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة له وتقويم لأعماله ومراجعة وتصحيح لحياته. كما ادعوه للحرص على المحافظة على صلاة التراويح جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة . وادعوه للحذر من الإسراف في المال وغيره فالإسراف محرم ويقلل من حظه في الصدقات التي يؤجر عليها . وارجو من كل صائم عقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما اعتاد عليه فيه ، وأن يعتبر بمضي الزمان وتتابع الأحوال على انقضاء العمر، ويجعل هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل . أن يعود لسانه على دوام الذكر ، وأنه عند شعوره بالجوع أن يذكر أنه ضعيف ولا يستغني عن الطعام وغيره من نعم الله. أن ينتهز فرصة هذا الشهر للامتناع الدائم عن تعاطي مالا ينفعه بل يضره. وأن يذكر فيه أن العمل أمانة فيحاسب نفسه هل أداءه كما ينبغي. أن يحرص على أن يفطر صائما فيصير له مثل أجره. كما ادعو كل مسلم في رمضان أن يحرص على الاستزادة من معرفة تفسير القرآن - وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - والسيرة العطرة - وعلوم الدين . فطلب العلم عبادة. كما ادعوه لمحاسبة نفسه في جميع أموره : المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينه وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديه - الاهتمام بأمور إخوانه - عدم صرف شيء مما ولي عليه لفائدة نفسه - استجابته وفرحه بالنصح - الحذر من الرياء - حبه لأخيه ما يحب لنفسه - سعيه بالإصلاح - عدم غيبة إخوانه - تلاوة القرآن وتدبر معانيه - الخشوع عند سماعه.
[email protected]
أضف تعليق