صدرت رواية "بطعم الجمر" للأديب أسعد الأسعد عام 2014 عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، وتقع في 142 صفحة من الحجم المتوسط.
عنوان الرواية: تحمل الرواية عنوان"بطعم الجمر" فهل للجمر طعم؟ وهل نتذوق الجمر أم أنّنا نحسّ حرارته؟ ويبدو أنّ أديبنا أراد القول بأنّ المنغرس في أرضه في وطن أثقلته بساطير المحتلين كالقابض على الجمر.
الاهداء: يهدي أديبنا روايته هذه "الى رباب التي سكنت زوايا ذاكرتي، وزيد الذي حمل بعض ملامحي، وما برحت تفاصيله تلاحقني أينما رحلت"ص5. وهذا اعتراف من الكاتب يؤكد فيه أنّ زيدا هو الكاتب نفسه، وإن كان مطعّما بخيال خصب جميل. وواضح لمن قرأ روايات أسعد الأسعد السابقة أنّ هذه الرواية هي امتداد لرواياته السابقة التي ابتدأها برواية"ليل البنفسج" التي صدرت في العام 1989. طبعا باستثناء رواية "الطريق الى سمرقند" فموضوعها مختلف. وشخوص الرواية هم أنفسهم شخوص الروايات السابقة، بل ان بعض الأحداث جرى تكرارها أيضا، وهذا يؤكد من جديد مقولة "أنّ الكاتب قد يكتب شيئا من سيرته الذاتية في كتاباته."
مضمون الرّواية: يرتكز موضوع الرّواية على عودة أحد المبعدين الفلسطينيّين "زيد" الى أرض الوطن، بناء على اتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل في أيلول 1993. ولكنه يُصدم بأنّه لم يعد الى وطن محرّر، فالاحتلال لا يزال قائما، وعذابات الشعب الفلسطينيّ تزداد يوما بعد يوم، بل إن الأمور ازدادت تعقيدا، وأن الصّراع يمتدّ من جيل الى جيل. فمثلا سالم بن زيد الذي كان طفلا عندما أبعدوا والده عن أرض الوطن، أصبح هو الآخر مطاردا من المحتلين.
البناء الروائي: استطاع الكاتب أن يطرح فكرته بلغة انسيابية لا ينقصها عنصر التشويق، وقد طوّر الحدث الرئيس بطريقة منطقية، وهو عودة زيد إلى رام الله، من القاهرة مرورا بقطاع غزة، ومكابداته في عبور النقطة الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وكذلك في عبوره معبر بيت حانون"ايرز"شمال قطاع غزة وهو في طريقه الى رام الله، وكذلك تسلّله الى مدينة القدس لزيارة زوجته المريضة بالسرطان في مستشفى هداسا عين كارم، وأثناء علاجها بالكيماوي في مستشفى أوغستا فكتوريا "المطلع" في القدس العربية المحتلة، ساعده في ذلك معرفته الدّقيقة للمنطقة بقراها ومخيماتها ووديانها وجبالها، وهذا التسلّل لم يكن بعيدا عن عيون الأمن الاسرائيلي. لكنّهم كانوا يغضون النظر عن بعض حالات التسلّل. وقد جاء طَرْح الكاتب لقضية التسلل الى القدس ليبيّن كيف أنّ القدس العربيّة جوهرة الأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب حزيران 1967 وعاصمة الدولة الفلسطينيّة العتيدة، قد حوصرت بشكل تام بعد اتفاقات أوسلو، وأحيطت بمعابر هي أشبه ما تكون بمعابر حدودية بين الدّول المتجاورة والمتحاربة.
ملاحظة: يبدو أنّ الكاتب قد تعجلّ في دفع الرواية الى الطباعة قبل تدقيقها، فقد ورد فيها عدد من الأخطاء اللغوية والاملائية والنحوية التي كان يمكن تلافيها لو تمت مراجعتها قبل الطباعة.
[email protected]
أضف تعليق