القرار الوطني الوحدوي بمواصلة النشاطات التضامنية مع الأسرى الأبطال، بل وتصعيدها رغم ما أشيع عن تعليقهم لإضرابهم عن الطعام، هو خطوة حاسمة بالاتجاه الصحيح، ولا يمكن أن يندرج، كما يدعي البعض، تحت خانة التحرك العاطفي بعيدا عن التطورات الواقعية.
غدا الجمعة، نحن ذاهبون وبكل القوة لرفع صوتنا إلى جانب الأسرى، في المظاهرة التي دعت إليها لجنة المتابعة والأطر الشبابية والشعبية الناشطة.. ذاهبون لنقول أننا لسنا "روبوتات" لا نعمل إلا بردود فعل على ممارسات الاحتلال: يجتاح المناطق المحتلة، يختطف المئات، يقتل ستة شبان، فنرفع صورهم على الفيسبوك ونشتم الاحتلال، فيعلن جيشه عن إيقاف العملية العسكرية فنعود إلى المونديال وكأن شيئا لم يكن.
بمجرد شيوع خبر تعليق الإضراب، كان هنالك من دعا فورا إلى تراجعنا الطوعي عن نشاطاتنا الاحتجاجية، وأما حكومة اليمين فقد اهتمت بأن توضح بشكل قاطع: لن نجمد عملية تشريع قانون الإطعام القسري للأسرى المضربين عن الطعام!
وهنا يجب أن نقولها بشكل أوضح من الواضح: وقفتنا مع الأسرى هي أولا وقبل كل شيء وقفة مع الذات، فصرختنا قد لا تصلهم لكن وصولها إلى مسامعنا هام جدا علنا نستعيد الثقة بأنفسنا، بقدرتنا عل استعادة الشارع وفرض الخطاب الوطني عليه بعدما بدا وكأن ثقافة الاستهلاك قد كنسته ولم تبق فيه متسعا إلا لمراثون البحث عن لقمة العيش!
نقول أننا مع الأسرى، ليس فقط في إضرابهم، إنما بالنضال المبدئي ضد عمليات القرصنة المسماة زورا وبهتانا بالاعتقالات الإدارية، ونقول هذا أيضا دون أن نغفل عن المطلب الأساس بالحرية للأسرى الفلسطينيين السياسيين عامة.
ونحن نرفع عيوننا نحو الأسرى، علينا أن نتساءل: ما هو السر لكل هذا التقدير؟ وكيف يأسروننا دون أن نعرفهم، دون أن نعرف إلى أي الفصائل ينتمون، وإن عرفنا ما اهتممنا. أي سحر هو ذلك؟ وهنا علينا أن نجيب بصراحة وصدق مع الذات: يأسروننا لأنهم أبطال حقيقيون، لأنهم حولوا أمعاءهم بنادق، لكن هذا ليس كل شيء فهم آخر من وما تبقى لنا في زمن انهيار القادة الحقيقيين، ولعل تصريحات أبي مازن الانهزامية المتكررة، أكثر ما يعكس أزمة القيادة التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني، وكأن الأسرى جاءوا ليقولوا لنا: بوسعكم أن تفرحوا للمصالحة وانهاء الانقسام البغيض، بوسعكم أن تفرحوا للانجازات الدبلوماسية الفلسطينية ولكن ممنوع أن تنسوا أن المعركة الأساس على الأرض وفي الشارع، فلننزل إلى الشارع، غدا الجمعة.. اليوم وكل يوم!
[email protected]
أضف تعليق