العنصرية الاسرائيلية الان في قمتها . وفي القمة ، لا تحتاج العنصرية الى تبرير أي خطوة او اجراء فاشي يقوم به جيش الاحتلال في منطقة الخليل . يبقى المأزق الاسرائيلي ان قمته تتأكل ، فيبدأ بالبحث عن خطاب فلسطيني مساند . خطاب يجرد الفلسطيني من حقه في التصدي والمقاومة . خطاب من القاع فلسطيني يُشكل ارضية خصبة لقمة العنصرية الاسرائيلية.

المسألة ليست معقدة ، المطلوب فقط اسطوانة تكرر خطاب الهزيمة الفلسطيني . كل ما لا يجلب الامن والغذاء يضر شعبنا . لهذا مثلا ، تحتاج اسرائيل الى ثلاثة خطابات متكررة لابو مازن خلال ثلاثة ايام يدين فيها عملية خطف مستوطنين ما زالت تقف خلفها علامة سؤال كبيرة ، معتبرا ان العملية تضر بمصالح شعبنا .

والعنصرية كأي قضية غير عادلة ، لا تتأذى من الحياد . بل وتتفاجئ احيانا من حجمه . لقد نجحت معظم التيارات السياسية في الايام الاولى لعملية الخطف ( مرة اخرى، العملية ما زالت غامضة) بعملية كم افواه ذاتية ، تتحرك بين السكوت على عملية اجتاح الضفة ، الى ادانة خطف المستوطنين ، دون ان تقاتل من اجل اعادة الامور الى نصابها ووضع الاحتلال وجرائمه في مركز الحدث .

وفيما كانت النشوة الاسرائيلية في قمتها ، خرجت حنين زعبي عن المتداول في الاعلام الاسرائيلي لتعلن ان الاحتلال وجرائمهم هم الارهاب . لقد فاجئت زعبي العنصري الاسرائيلي، بينما كان هو يلهو في مفاجئته من الصمت العربي والفلسطيني المُخجل . لهذا انطلقت مذبحة اعلامية بحق زعبي .

للأسف ، استمر صمت بعض الفاعلين في الساحة السياسية اذاء الحملة التحريضية على زعبي ، العنصرية الاسرائيلة مستمرة في نهش الاخضر واليابس . تعتقل وتقتل خارج الخط الاخضر ، اما داخله فتُقمع وتُسكت من يخرج عن الرواية الاسرائيلية .

الجيد ان الحياد الفلسطيني لم يعد ينطلي على الجيل الشاب على الاقل ، وخير دليل هو اقامة جمعة غضب نهاية الاسبوع الحالي ، وهو اعتبره استمرارا لثورة رام الله بحق سلطتها الخانعة . ان التصدي الجبار لشبابنا ، هو اعادة الامور الى سياقها :

كل حديث في السياسة لا يضع الاحتلال في مركز الحدث هو حديث ساقط اخلاقيا .كل حديث عن امهات ثلاثة مستوطنين ، ينسى الامهات الفلسطينيات الذين يبكون ابناؤهم في السجون ، هو حديث غير انساني .كل حديث عن خطف مستوطنين، لا يذكر اجرام المستوطنات وعدم شرعيتها ، هو حديث يُجرد الفلسطيني من حقه .

المطلوب الان من لجنة المتابعة ومركباتها الالتفاف حول الشباب الثوري وخياراته . هذا الخيار الوحيد للخروج من حالة الحياد .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]