احتفلت جامعة القدس مساء أمس الجمعة بتخريج الفوج الثالث والثلاثون فــــــوج صاحـــب السمو أميـــر دولة الكــويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه للعام الأكاديمي 2013/2014 والذي سيقام على يومين متتاليين مبتدأ بتخريج طلبة كليات الطب البشري- طب الاسنان- نجاد زعني للهندسة- العلوم والتكنولوجيا- المهن الصحية- الصيدلة والحقوق وذلك في حرم الجامعة الرئيس في بلدة أبو ديس وبحضور رئيس مجلس أمناء جامعة القدس أحمد قريع "أبو العلاء"، والقائم بأعمال رئيس جامعة القدس د. عماد أبو كشك، ونواب الرئيس وأعضاء من مجلس الامناء وعمداء الكليات ولفيف من أعضاء الهيئتان التدريسية والاكاديمية والهيئة الادارية وأهالي وذوي الطلبة الخريجين والخريجات.
وفي كلمته افتتح رئيس مجلس أمناء الجامعة أحمد قريع "أبو العلاء" كلمته ليوجهها للخريجين قائلا:" نلتقي اليوم لاقتناص لحظة فرح حقيقية، وكأننا نشعل شمعة وسط عتمة هذا الليل الفلسطيني الطويل، لنستمد منها قبساً من الامل والتفاؤل، ولنستلهم من فيضها قسطاً من العزم والثقة بمستقبل فلسطين وشعبها، الذي يواصل ملحمة الصمود على هذه الارض الطيبة، ويراكم من خطواته على طريق التمكين والجدارة، فتحية لكم جميعاً، تحية الوطن العظيم، لأبنائه الذين حملوه في عقولهم وقلوبهم، ووضعوه في حدقات عيونهم، وناضلوا من اجل استقلاله وحريته جيلاً بعد جيل، تحية الفخر والاعتزاز لكم أيها الخريجون، وأنتم تحملون لواء العلم، والمعرفة لتظل راية فلسطين خفاقة في السماء، رغم القهر والظلم والعدوان، فالقدس عاصمتنا الأبدية، تتعرض اليوم لعمليات التهويد والاسرلة لتغيير معالمها الحضارية والثقافية والتاريخية والدينية، ويتعرض أهلها لعمليات الاقتلاع والتهجير، ومقدساتها للانتهاك، ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والدينية للاغلاق، وبيوتها للهدم، وشبابها للسجن والاعتقال، ومعالمها للتزوير، القدس هذه ستظل عربية إسلامية، وحقوقنا فيها لن تضيع ولن يفرط بها أحد، ومقدساتها ستبقى إسلامية ومسيحية مهما بلغ الظلم والعدوان بصمود أهلها ودفاعهم عنها، والقدس هذه تنادي بأعلى الصوت كل العرب والمسلمين في العالم: "القدس في خطر والاقصى يناديكم"
وقال قريع للخريجين :"أنتم بناة الغد، فبإيمانكم ونضالكم سترسخون الوجود المقدسي والفلسطيني المتميز، ليبقى نابضا بالوطنية والمسؤولية، وبعلمكم وبتفوقكم وتميزكم ستكتبون السطور المضيئة في تاريخ مدينتنا المقدسة وفلسطيننا الخالدة ، وبعملكم الدؤوب ستحققون في ارض الرسالات السماوية أمنيات أبنائها. واعلموا أن العلم والتعليم لبنة اساسية في حياة الفلسطينيين، وأن اكتساب المعرفة هو السلاح الأقوى والعون والزاد، في معركة الوجود والحرية وتعزيز الصمود، على درب تحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية الاستقلال، بما في ذلك اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف إن شاء الله".
وثمن أبو العلاء دور كل من ينتسبون الى جامعة القدس، في جميع هيئاتها الأكاديمية والإدارية والخدماتية، وخص بالذكر أ.د. سري نسيبة، رئيس الجامعة الذي سينضم الى صفوف هيئتها التدريسية في نهاية هذا العام الاكاديمي، بعد أن أمضى عقدين من حياته في قيادة مسيرة بناء الجامعة و توحيدها، وتطويرها كمؤسسة مقدسية وطنية رغم الشدائد والصعاب الكثيرة، وواكب أسرتها تكبر بازدياد أعداد طلبتها و هيئاتها الأكاديمية والإدارية رغم شح الموارد، وتابع برامجها وأبحاثها وإنجازاتها وخدماتها تتقدم و تتميز رغم التحديات، ومبانيها وهي تتوسع و تنتشر وتعلو معانقة السماء رغم كل المشاق، وها هو اليوم يسلم الأمانة للاستمرار والتقدم في مسيرة الجامعة لمن ارتأينا فيه اهلاً لها، حريصاً على مصلحة وتميز الجامعة، والقدرة على اتخاذ القرار والحكم على الأمور، ل د.عماد أبو كشك، الذي نبارك وندعو له بالتوفيق في خدمة هذا الصرح وخدمة هذا الوطن العزيز.
وأضاف قريع: "تستمد جامعة القدس رسالتها من وجودها المقدسي، ضاربة جذورها في اعماق التاريخ، وتعايش الرسالات السماوية، بقيمها السمحة التي إتخذتها قبلة لها، فغدت جامعتنا حاضنة فكرية ثقافية سياسية، تستنشق من عبق تاريخ المدينة المقدسة رصانتها، وتستلهم من أحجار مدينتها مقامها وأصالتها وعروبتها، فأخذت على عاتقها النهوض بالمجتمع الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة، من خلال تقديم البرامج التعليمية والمجتمعية والثقافية البناءة؛ جامعة القدس، صرح علمي شامخ، وموئل للعلم والمعرفة ومصنع وطني، اكسبها طابعاً شمولياً نهضوياً لم يقتصر على تخريج حملة الشهادات فقط، بل كانت الرائدة في تخريج القاده والمفكريين والسياسيين والإعلاميين، حيث وضعت جل اهتمامها في صالح قضية الوطن والدفاع عن مكتسباته الوطنية، وكانت الرائدة في احتضان كليات ومراكز ومعاهد متخصصة، في المجالات البحثية والعلمية والعلوم الانسانية، تخلد بها تاريخاً ناصعاً لطالما حاول المحتل طمسه، فاليوم، وزغاريد الفرح تبشر بمستقبل زاهر لخريجي الفوج الثالث والثلاثين فوج صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي لا يسعني إلا أن أتقدم بعميق الشكر والامتنان له ولدولة الكويت الشقيقة، وشعبها الكريم، ولدعمهم المتواصل لفلسطين وشعبها، وللقدس وجامعتها، هذا الدعم الذي تمثل في كافة المجالات ولجامعة القدس التي لن تنسى ان الدعم الكويتي هو الذي وضع اللبنة الأولى لجامعة القدس، بجهود المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح السالم الصباح، هذا الدعم الذي ما زال مستمراً متواصلاً مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وتقدم قريع في ختام كلمته بجزيل الشكر والتقدير إلى رئيس جامعة الكويت، سعادة الأستاذ الدكتور عبد اللطيف البدر، على تشجيعه لمسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات العربية وفي فلسطين خاصة، هذا الدعم الذي تجسد أخيراً في دعم جامعة القدس بتقديم ما يزيد عن 1440 مجلة علمية هامة في مختلف التخصصات.
الدور الكبير الذي لعبته دور الكويت الشقيقة
وفي كلمته أكد القائم بأعمال رئيس جامعة القدس د. عماد أبو كشك في كلمته على الدور الكبير الذي لعبته دور الكويت الشقيقة في إنجاب وولادة المؤسسة الاكاديمية الرائدة بكل المقاييس قائلا:" ولدت شامخة ومازالت وستبقى شامخة رغم كل التحديات بمكانتها ودورها، وهذه الجامعة التي ولدت من رحم المعهد العربي الكويتي في فلسطين وبالتحديد في القدس الشريف والذي تأسس مجلس أمناءه في عام 1958 وكان وقتها صاحب السمو الأمير صباح الاحمد الجابر الصباح رئيسه الفخري، ونقولها بإسم القدس جامعة وعاصمة وبإسم الشعب الفلسطيني أنه لولا الأيادي البيضاء لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر وشعب الكويت الحبيب المعطاء لما كان لهذا الصرح الأكاديمي العملاق الذي نعتز ونفتخر به ان يرى النور، فكل الشكر والتقدير للكويت أميرًا وحكومة وشعبًا".
وأضاف د. أبو كشك :" أسمينا الفوج الثلاث والثلاثون على اسم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تكريما وتقديرا لمبادرته الخيرة ورعايته الكريمة لهذه المؤسسة الكاديمية العملاقة، جامعة القدس ومعهدها العربي الذي ما زال رابضا على اراضها ويقوم بدوره الذي أؤسس من أجله كجزء اصيل زمكمل لهذه الجامعة التي لا تستقيم ولا تكتمل رسالتها الا بهذا التكامل بينهما؛ فصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح هذا القائد والزعيم الكبير الذي هو للكويت وشعبها وأبا وقائدا وزعيما واميرا ولفلسطين واهلها وللقدس ولجامعتها محبا وداعما وراعيا وكانت القدس وفلسطين في عقله ووجدانه على الدوام، ففي غمرة الاحداث التي حلت بفلسطين بدء النكبة و انتهاء النكسة ومما رافقهما من تشريد وتهجير قامت الكويت بتشكيل مجلس امناء المعهد العربي الكويتي في فلسطين بهدف رعاية أبناء الشهداء واللاجئين المعوزين والمتشردين والمتردين في وهدة العوز، رعاية تؤهلهم لان يكونوا مواطنين صالحين نافعين، وهنا نحن اليوم نفتخر بتخريج الثلاث والثلاثين فوج صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت- حفظه الله ورعاه المؤسس والرئيس الفخري الاول للمعهد العربي وراعي هذا الصرح الاكاديمي العملاق- جامعة القدس، وبهذا المجال فإن جامعة القدس تتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت ولدولة الكويت وشعبها المعطاء الكريم على ما قدموا ويقدمون لمؤسسات القدس وعلى رأسها جامعة القدس".
وأكد د. أبو كشك على دور جامعة القدس في المدينة المقدسة كونها المؤسسة الرائدة علميا واكاديميا ووطنيا ونضاليا الراسخة جذورها في قلب القدس وتعزز صمود اهلها في وجه كل محاولات الطمس والتهويد والمصادرة والاقتلاع وتحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية وتخرج اجيالا قادرة على تحمل الصعاب ومواجهة التحديات.
ووجه أبو كشك كلمته للخريجين قائلا :"انتم ممثلي لهذه الجامعة اينما كنتم رسل اوفياء وابناء احباء نبارك لكم في حفلكم فأنتم من سهر وبذل من اجل ان يروكم في هذا اليوم وانتم تتخرجون من الجامعة لتبدؤا مشواركم في بناء وطنكم، فأنتم انفسكم تحملون اسما تعجز الاجيال وتتشرف البشر والحجر بحمله هو انكم خريجي جامعة تقع في أطهر ارض في المعمورة، ارض الرسالات السماوية الثلاث وهي القدس التي احتضنتكم طوال سنوات دراستكم شربتم مائها واستنشقتم هوائها وحزنتم لحزنها، فانتم اليوم تحملون اسمى رسالة هي الحفاظ على القدس ومؤسساتها من التهويد والاهمال انتم اليوم سفراء لهذه المدينة وجامعتها، فكونوا على قدر هذه الامانة كما عهدناكم اوفياء لقضيتكم وللمدينة التي احتضنتكم ولجامعة القدس التي عشقتكم وعشقتموها".
يا من كنتم لنا في غربتنا اهلا
القت كلمة الخريجين الخريجة عُريب سيفي محمد شايب من كلية طب الأسنان قائلة:" هنا وقد حلقت بنا الاماني الى عنان السماء ونلنا ما تمنينا على جسور ما كانت من الفولاذ او الطين, بل هي سواعد ذلك الرجل العظيم وزنود تلك المرأة الشامخة الى آبائنا وأمهاتنا يا من غمرتمونا بسعادة وشاركتمونا لحظات التعب لتنزل على جباهنا رمقا من نور، لقد أوصلتمونا الى علياء طموحنا، اليوم وبكل ما ملكنا في قلوبنا وجوارحنا نشكركم ونثني بالشكر الجزيل
واضافت الخريجة السيفي مخاطبة أستاذتها :"يا من كنتم لنا في غربتنا اهلا وفي ظلماتنا نورا يضيء الدرب، يا من كنتم لنا خير عون وخير دليل، انتم علماؤنا الذين جعلتم من وجع الاحلام حقيقة اليكم حروفا معطرة بالامتنان والخجل من سادتكم، نشكر جهدكم وذاتكم المعطاءة على ما غرستم فينا من قيم واخلاق وجد ومثابرة وعلم فنحن شموع المستقبل ونحن ثمرة يقطفها وطن انتم غرستم اشجاره".
وفي نهاية الحفل تسلم الطلبة شهادات تخرجهم وتخلل الحفل عروضا فنية لفرقة اصايل للفن الشعبي.
[email protected]
أضف تعليق