يستضيف مستشفى "زيف" في مدينة صفد الحكومي مؤتمراً طبيا دولياً يشارك فيه مدراء مراكز جراحة العظام في الولايات المتحدة الأمريكية منهم "الكولونيل فلمينغ" المسؤول عن قسم العظام للمصابين من أفغانستان والعراق، وطبيب الأسطول البحري البريطاني، ومدراء اقسام المعالجة الفيزيائية، إلى جانب عشرات الأطباء والممرضين والمعالجين من إسرائيل.
ويتناول المؤتمر الرعاية الطبية المهنية في قسم العظام والطرق والأساليب الطبية التي اعتمدها مركز الجراحة العظمية والعلاج الفيزيائي في إسرائيل وعلى وجه التحديد في مستشفى صفد في علاج الجرحى والمصابين السورين الذين عولجوا في إسرائيل منذ العام 2012 ولغاية اليوم، ووصل عددهم حوالي 320 جريح سوري بينهم أطفال ونساء وشباب في مختلف الأعمار .
زيف قدم ابتكارات ونجاحات في مجال زراعة العظام
ويترأس المؤتمر د. الكسندر لرنر الخبير المشهور دولياً ،ومدير مركز جراحة العظام في مستشفى صفد. الذي يقول " ان المستشفى قدم ابتكارات جديدة في علاج المصابين منها استعادة أطراف ممزقة من الجسم حتى في ظروف شبه كاملة للجزء الممزق ،وإحياء أجسام مفقودة في الجسم من خلال عمليات زراعة معقدة جدا، وتركيب أعضاء جديدة لمصابين أصبحوا بفضلها يتمتعون بحياة طبيعية بنسب عالية جداً قياسا إلى الإصابات التي أصيبوا بها خلال هذه الحرب في سوريا . الخبرة والكفاءة المهنية للأطباء الإسرائيليون مألوفة وتحظى بشعبية كبيرة بين الجراحيين العالميين والغرض من هذا المؤتمر هو نقل التجربة الى الزملاء في جميع أنحاء العالم ، وتبادل الخبرات والتجارب في علاج جرحى الحروب والكوارث والحوادث حيث يشارك معنا ايضاً أطباء عسكريين من القوات المسلحة الأمريكية والألمانية والنمساوية واللاتفية والفرنسية والروسية، وسيعرضون أمام المؤتمر علاجات وطرق جديدة متقدمة في المعالجة الفيزيائية والصدمات النفسية واستخدام المواد الحديثة والعلاجات للشفاء من خلال استخدام الخلايا الجذعية وزرع بدائل عظمية للمصاب، ستساهم في إحداث تغيرات جوهرية في طرق المعالجة العظمية لمصابي الحوادث والحروب .
طبي - سياسي
وأضاف د. لرنر " سيرافق المؤتمر طاقم كبير من مختلف الإدارات الطبية مثل الأخصائيين الاجتماعيين والمعالجين وسيعملون على نقل تجربتنا بدء من غرفة الطوارئ ومركز الصدمات النفسية حتى غرفة العمليات وإعادة التأهيل في الأقسام ومراكز العلاج وهناك ورش عمل في قسم جراحة العظام البلاستيكية والوسائل المستخدمة لعلاج المصابين وتدريب الأطباء الشباب الجدد, إن الطب والخدمات الطبية في إسرائيل تتمتع بمستوى وسمعة عالمية متقدمة في الانجاز والتدريب والعلاج، حيث تمتلك إسرائيل اعلى نسبة مئوية في العالم من الأطباء قياسا لعدد السكان، ويحمل المئات منهم أسماء عالمية كمحاضرين في كليات الطب والمشافي وخبراء مداومين في المحافل والمؤتمرات الطبية الدولية، وتتميز إسرائيل بمؤسسات ومراكز البحث العلمي والتعليم العالي الذي حقق شهرة عالمية، ومتقدمة ومتميزة عالميا بمستوى الخدمات الطبية، إلا إن الطبيعية العنصرية التوسعية للنظام السياسي القائم في إسرائيل المرتكز على الاحتلال والاستيطان والتوسع والحرب ونكران الأخر وإلغاءه، يفقدها كل قيمة إنسانية أو أخلاقية، رغم كل انجازاتها وابتكاراتها وتقدمها التكنولوجي والاقتصادي والطبي والعلمي والعسكري، التي حققت جزءً كبيرا منها بفضل ضريبة الدم العربي في الصراع القومي والوطني مع المشروع الصهيوني في المنطقة، وما قدمته وتقدمه تجاه الجرحى والمصابين السورين فهو في الخطاب الإعلامي والتسويقي يأتي ضمن الخدمات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل "لمواطني دولة عدو" دمرتها حروب أولادها، ووجدوا الأمل والدفء والأمان في "العدو الاسرائيلي.... وهم في الخطاب "الممانع والمقاوم "مجرد خونة وعملاء تكفيرين وارهابيين "...لكنهم في الخطاب الإنساني" ضحايا هذا الصراع وهذه الحرب المجنونة القذرة التي يخوضها نظام سياسي طائفي عنصري ضد أبناء شعبه دون رحمة... جعلتهم هم ايضاً يدفعون ضريبة دمهم في الانجازات والنجاحات الإسرائيلية العالمية، وانتصارات هذا النظام في البقاء حاكماً على بقايا وطن وحامياً اميناً لمشاريع إقليمية لا تقل قذارة عن حربه ضد شعبه.
[email protected]
أضف تعليق