ما حدث في القاهرة كارثة بكل المقاييس. كارثة إنسانية وأخلاقية ومجتمعية وحقوقية. أن يتم اغتصاب فتاة بذلك الشكل البشع الذي تم تناقله على الانترنيت، والاعتداء عليها جسديا ونفسيا إلى هذا الحد، هو قمة الحيوانية والهمجية.

لمن فاته الخبر، فقد تعرضت فتاة مصرية في قلب ميدان التحرير لاغتصاب جماعي من طرف المئات من الأشخاص قاموا بتعريتها تماما والاعتداء عليها بشكل شنيع، تسبب لها في كدمات وإصابات بليغة في كامل جسدها، بلغت حتى رَحِمها. كيف يمكن أن تصل الحيوانية والهمجية هذا المستوى من الانحطاط ومن البشاعة اللاموصوفة؟

الأخطر والأوسخ والأبشع من كل هذا، أن تأتي علينا كائنات غريبة لا أعتقد شخصيا أنها تستحق الانتماء للإنسانية، لتبرر هذه الجريمة الشنيعة: وماذا كانت تفعل وسط الحشد وهي تعرف أنه سيكون مليئا بالشباب؟ وماذا كانت تلبس يا ترى لكي تستفزهم إلى هذا الحد؟

هناك أشياء ومواقف لا يمكننا حتى محاولة تفهمها، لأنها تنحدر إلى أسوأ المستويات. مهما كانت ملابس الفتاة الناجية من هذا الاعتداء الوحشي الشنيع، فلا شيء، لاشيء يبرر الذي حدث في قلب القاهرة. لا شيء يبرر المعاناة الجسدية والنفسية التي تعرضت لها تلك الفتاة والتي، بالتأكيد، سترافقها زمنا.

كيف يمكن أن تُنتهك حرمة شخص بهذا الشكل المنحط والبشع والقذر واللاإنساني، وأن نتهمه بأنه ساهم بشكل ما، في ما تعرض له.

ثم، الكثيرون وصفوا ما حدث بأنه تحرش جماعي. وكلنا نعرف الحمولة التبسيطية لكلمة تحرش، حتى لو كان جماعيا. لا سادتي. ما حصل أكبر من التحرش وأكبر وأفظع حتى من الاغتصاب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]