قُرى الجولان العربي السّوري المحتل:مجدل شمس،مسعدة وعين قنية ،زحفت بجماهيرها الى بلدة بقعاثا الاْبيّة ،يوم الجمعة الماضي ،إحتفاء بفوز الرئيس السّوري الدكتور بشّار الاْسد بولاية رئاسيّة ثالثة ،بعد اْن منحه الشعب السوري المجاهد اْغلبيّة اْصواته ،والثّقة المطلقة ،لا غبار عليها ،رغم المؤامرات ،المكائد ،التّدخل والعدوان المسلّح،من قبل دول ومجموعات تخريبيّة تكفيريّة ،عربية وغربية ،سرّاً وعلناً،للنيل من كرامة سورية الاْبيّة البطلة .
مسيرة حاشدة طافت شوارع بقعاثا،خلال ساعة كاملة ،تتقدّمها الاْعلام السورية الخفّاقة ،الخيول العربيةالاّصيلة ،المحنجلة والدّهماء الضّامرة ،التي رقصتْ هي وفرسانها ،على اْنغام الطّبول والدّفوف ومكبّرات الصّوت التي غنّتْ وهتفت للرئيس بشّار ،الله محيّي الجيش، الله وسورية وْبشّار ، إحنا رجالك يا بشّار ! رجال ونساء ،شيب وشباب ،يتقدّمهم شيوخ الجولان من قراه الاْربع ،عمامات بيضاء ،قامات شامخة ،نفوس اْبيّة ،زغاريد وهتافات ،النّساء اْخذن مواقعهنّ اْمام البيوت ،الاْرصفة ،فوق الشرفات والسّطوح ،ليحيّين الاْلوف ونثر الاْرز،الورود الجوريّة ،توزيع الحلويات ، الشّباب يقدّمون القهوة السّادة ،رغم حماس الجماهير واحتشادها ،شُلّت حركة السّير ،اْقفلت المحالّ التّجارية ،يوم عطلة واحتفال شعبي،فرحة عارمة ،رايات خفّاقة ،حداء ،محوربة ،هتافات ،اْهازيج عربية وطنيّة وصلت عنان السّماء،حناجر جُبِلتْ على الشّدو والغناء! ثمّ دخول الى بيت الشعب الكبير الفسيح ،يليق بالاْهل والضّيوف من عرب الدّاخل ،مدرّجات مكتضّة من الجهات الاْربع ،الشّرفات والشّوارع غصّت بهذا الزّحف البشري الهائل ،يوم انتصار الحقّ على الباطل ،يوم قال الشّعب السّوري ،نعم لبشّار حامي الوطن والدّيار،دقيقة صمت على اْرواح الشّهداء الاْبرار ،قراءة الفاتحة على الاْرواح الطّاهرة التي خضّبت بدمائها الزّكيّة تراب الوطن المعطاء ،النشيد الوطني السوري :حماة الدّيار عليكم سلام ... ،مهرجان خطابي ضخم ،كلمات وطنيّة في الصّميم ،خطباء اْوفياء للوطن والعروبة ،الشكر للشعب والدّول الصديقة :روسيا ،إيران ،الصين ،كوريا الشمالية، المقاومة اللبنانية وزعيمها السيد حسن نصر الله ،نشوة النّصر ،اْطفال صغار اْبرياء ،يتجوّلون بين الجماهير مع الاْعلام السّوريّة ،علم مركزي طوله عشرات الاْمتار ،وعرضه اْمتار معدودة ،يحمله الفرسان والغلمان ،لا فراغ بين كلمة خطيب وآخر ،تعلو الزغاريد ،الاْلعاب النّارية والمفرقعات ،إنّه يوم عيد سورية ،يوم سحقت ودحضت المؤامرات ،لتطلقها صرخة مدوّية عالية : نحن هنا ! الوطن لنا ! سورية لنا !لن يبقى في الواد سوى حصاه ،فوز الرئيس عبد الفتاح السّيسي في اْرض الكنانة ،مصر العروبة ،وفوز الاْسد في سورية الممانعة والمقاومة ،والعقبى لفوز رئيس لبناني شامخ القامة يدعم المقاومة ،لنعود الى عام 1958 وإعلان الوحدة بين القطرين الشقيقين ،بقيادة الرئيسين الخالدين :جمال عبد الناصر وشكري القوّتلي !إجماع شامل تام :نعم للوطن ! نعم لسورية ! نعم لبشّار !لا للتدخّل الاْجنبي العميل !لا لقتل الاْبرياء! لا للتكفير ! لا للتهجير ! هذا هو لسان حال كافّة الخطباء ،والتّصفيق الحاد بين كل مفصل خطابي وآخر ! الاْطفال الصّغار يطوفون بين الجماهير للتحيّة والتّبشير بمستقبل زاهر وإعمار من جديد،وعودة للنشيد الوطني السوري :حماة الدّيار عليكم سلام ،كلمات الشاعر خليل مردم بك ،اْلحان الموسيقارمحمد فليفل 1938 ،الكلّ وقوفاُ إحتراماً وإجلالاً للعلَم :
حُماةَ الدّيار عليكم سلام اْبَتْ اْنْ تَذِلَّ النّفوس الكرام
عرينُ العروبة بيتٌ حرام وعرشُ الشّموس حِمى لا يُضام
ربوع الشآم بروجُ العَلا تُحاكي السّماء بعالي السّنا
فاْرض زَهَتْ بالشّموس الوِضا سماءٌ لَعَمْرُكَ اْو كالسّما
رفيقُ الاْماني وخفقُ الفؤاد على عَلَمٍ ضمّ شمل البلاد
اْما فيه مِن كلّ عين سواد ومن دم كلّ شهيد مِداد
نفوسٌ اْباةٌ وماضٍ مجيد وروحُ الاْضاحي رقيبٌ عتيد
فَمِنّا الوليدُ وَمِنّا الرّشيد فَلِم لا نسود، وَلِم لا نشيد
عريف الاحتفال الاستاذ حسن فخر الدّين ،بصوته الإذاعي الجهوري المجلجل عالياً ،كاّنّه خُلق وجُبِل لهذه المناسبات ،يشدّد ويحرّم على كل من يبرح المكان قبل تناول طعام العشاء ،على شرف الدّكتور الرئيس واْهل بقعاثا الكرام ،مناسف عربية جولانية ،وليمة تليق بالمقام والضّيوف ،يتجنّد البقاعثة لخدمة وتعزيب ضيوفهم الكرام ،اْمانة الله يحصل مجابرة ،الاْكل على قدر المحبة والوطن والرئيس ،تشعر اْنّك في عرس حقيقي ،اْجواء الفرح والغبطة على وجوه الجميع ،شيوخ طاعنون في السّن ،معمّمون بالعمامات البيضاء ،رمز الطّهر ،النّقاء والوفاء للوطن المفدّى ،تعتقد لوهلة اْن انتهى الاحتفال والضّيافة ، واذا بهم يدعون الجميع للنقليّة والتّحلاية على شرف عريس الوطن ،مائدة طويلة عريضة حَوَتْ من كلّ خيرات الجولان العربي السوري الاْشم :الكرز الجولاني باْنواعه ومذاقاته ، التّفاح والكمّثرى ،العنب والنّكترينا ،فواكه مميّزة لهذه البقعة السّماوية ،الحلويات الجولانية بعراقتها ومذاقاتها الخاصّة :الكنافة ،البقلاوة ،الغريّبة ،الهريسة ،المعمول،زنود السّتّ ،الشطائر ،الفطائر وكافّة اْنواع المعجّنات ،كلّها صناعات محلّيّة وطنية ،وحدة اقتصاديّة ،تعاون ،تآلف واشتراكية،وتعاونوا على البِرّ والتّقوى ،رزق العرب مشترك ،حلقات الدّبكة ،الرّقص ،الغناء والهتاف ،تصافح الجميع ،تعرف الجميع ،وجوه محلّيّة انيسة ماْلوفة من مختلف القرى،اْصدقاء ومعارف من عرب الدّاخل ،من كفرقاسم والمثلث ،مروراً بحيفا والناصرة وقراهما ،اللجنة الشّعبية للتضامن مع سورية،جليل اْعلى واْسفل ،شرقي وغربي ،كلّهم اْتوا للمشاركة في العرس ،المهرجان ،المسيرة والاحتفال ،ليفقشوا آلاف الاْبصال في عيون الشّامتين ،المتآمرين ،الحاسدين ،المارقين ،الحاقدين ،الماْجورين والعملاء! تعود بك الذّاكرة مجدّداً الى اْيام العزّة والكرامة مع الجمهورية العربية المتّحدة بإقليمَيها الشمالي والجنوبي ،وفي زيارة تفقّديّة للرئيس المغفور له جمال عبد الناصر للإقليم الشمالي،يطلب الرئيس من الباشا سلطان الاْطرش ،بشكل ودّيّ واْخوي :لا داعي لتكبّدك مشاق السّفر لاستقبالي في الشّام ،اْنا سآتي الى السويداء عاصمة جبل العرب للسلام على قائد الثورة العربيّة السورية الكبرى ،الآلاف يحتشدون على جانبي الطريق لاستقبال الرئيس،يهتفون عالياً في الطريق الى الجبل : يا جمال ! يا جمال ! بدنا عيش حتى نعيش! وحين دخل مشارف جبل العرب ،تغيّرت لهجة ولغة الهتاف:يا جمال ! يا جمال !بدنا سلاح حتى نشدّد الكفاح !استغرب عبد الناصر هذا التغيّر المفاجئ في الهتاف ! ساْل مرافقه عبد الحميد السّرّاج:ما سبب هذا التغير ومن يقف خلفه؟قال السّرّاج :الهتاف الاْوّل للاْخوة العربان ،لديهم ضنك عيش وقلّة ،اْمّا طالبو السلاح ؟فهؤلاء هم بنو معروف ثوّار الاْمّة العربية !فقال عبد النّاصر جملته الماْثورة :اذا تعرّض الوطن للخطر ،فالاّْوائل سرعان ما ينزحون ويهاجرون! اْمّا طالبو السلاح ،فهم الوطنيّون الحقيقيّون الذين يدافعون عن حياض الوطن ،ببسالة وشجاعة ،لا ينزحون ولا يرحلون ،مهما تعرّضوا لمخاطر وقسوة !
وتعود بك الذاكرة مرة اْخرى الى اْغاني الوحدة إيّاها ،واْنت تنظر الى جماهير الجولان ،تمثل اْمام ناظِرَيْكَ اْغنية محمد قنديل :اْنا واقف فوق الاْهرام وقدّامي بساتين الشّام:
وحدة ما يغلبها غلاّب /تباركها وحدة اْحباب /توصّلنا مِ الباب للباب /ولا حايل ما بين الاثنين/ /ولا مانع ما بين الاثنين/ ولا حاجز ما بين الاثنين/اْنا واقف فوق الاْهرام وقدّامي بساتين الشّام/اْشاهدها واْهالي كرام /يقولولي قرّب يا زين/ يقولولي مرحى يا زين /يقولولي اْهلاً يا زين /اْراضينا من هذا الجيل/يرويها بردى والنّيل /وفي قلبي من شوقي عليل/ما يرويني غير النّهرين/ ما يرضيني غير النهرين/ما يكفيني غير النهرين /اْحبّانا والإيد في الإيد /إتوحّدنا في عهد جديد/إرادتنا الله يريد /وْسبحانو وحّد قلبين .
وفجاْة تمثل اْمامك حقيقة وليس سراباً اْغنية نجاح سلام :بدّي عريس اْسمر عربي شرط/شرط من المتّحدة طلبي شرط /بدّي خدودو تفاح شامي/بدّي شفايفو فستق حلبي شرط/ يا مين يلبيلي طلبي شرط !
لن تنسى فريد الاْطرش ومارده العربي ،شعر حسين السّيّد ، القائل بصدق :
المارد العربي في العالم العربي/وطنو في كلّ مكان في دجلة في عمّان /في مصر في لبنان والمغرب العربي/في الحرّيّة في الوطنيّة مهما بتبعدنا المسافات /جرح الواحد يوجع ميّة ،جرح الميّة يصيب اْلوفات/يلّلي خلقت شباب المارد وعي وثورة بكلّ نضال /كبر المارد وصبح قائد يحمي شعوب ويصون اْجيال /عاش القائد عاش المارد والإثنين صنعك يا جمال !
هذا هو لسان حال الجولان العربي السّوري المحتل ،الاْسلاك الشّائكة ،فرض القانون الاسرائيلي ،انتهاك الحرّيات وسلب الاْرض ،لن يردعه عن الانتماء للوطن السوري الجريح ،وسيضمّد جراحه ،لتشرق عليه شمس الحرّيّة من جديد،عهد جديد به تجديد وَتَحَدّ اْكيد،تغيير وتصحيح على درب النّضال وكنس فلول العدوان والمتآمرين ،بهمّة وعزيمة ونشاط !لإعادة إعمار الوطن من جديد !سواعد من بلادي تحقّق المستحيلا ،ولا ترضى للخلود بديلا ! وعلى وقع اْغنية :لنا النّصر والموت للمعتدين ! وتحيّة إكبار وإجلال لاْبطال الجولان الشّجعان !
[email protected]
أضف تعليق