سؤال:
بناتي التوأم بجيل 4 سنوات. بعد عودتنا من أي مشوار أو أي مشتريات يدخلن فورا عند جدتهن ويخبرنها بكل ما حدث معنا. يعرضن لها المشتريات أمام الجميع. هل هذه تصرفات طبيعية؟ هل مع مضي الوقت سوف تتلاشى أم يجب أن أركز على الموضوع؟ أم ماذا أفعل؟
الجواب:
دافع مشاركة الأهل وخاصة الجدة بأحداث مثيرة تصرف طبيعي ولطيف.
لماذا يشارك الطفل الآخرين بأحداث يومية؟
المشاوير والمشتريات حالة عاطفية مؤثرة تعمل على اثارة الانفعالات. تلك الانفعالات الجميلة تحرك شعور الطفل بالنشوة. تلك النشوة تحتاج لتنفيس لذيذ وهذا ما يحدث مع الطفل وجدته. مشاعر التجارب الجميلة مثير لأحاسيس الطفل الذي يدفعه للبوح الفوري. رد فعل الآخر اللطيف بالخبر -مثل الجدة هنا- يرتاح إليه الطفل. مشاركة الجدة العاطفية بالخبر يستفز الطفل لتكرار سلوك البوح بتجارب مماثلة لاحقة. شعور الطفل الجميل بعد البوح يعمل على استمرار مشاركته العاطفية. حالة البوح تلك تشبه شعور البالغ عند نجاحه بعمل أو عند نيله جائزة. تلك الأحداث تسبب للبالغ المشاعر الممتعة والتي يحتاج مشاركتها مع الغير. إثارة كهذه هي دافع عاطفي يجعل الشخص يشعر بحاجة لنشرها بين مجموعته الاجتماعية المرتبط بها.
هل بالمقدور تدريب الطفل على حفظ السر؟
بالطبع نعم. ردة فعل الآخر تعمل على تدريبه على الاستمرار بالبوح أو بالعكس. كلما أظهرت الجدة عدم اكتراث بالحدث كلما ضعف الدافع للبوح بالحدث. هذا عدا عن تأثير ملاحظات الأهل المستفزة للطفل والتي تجعله يداوم على البوح.
من المعروف بأن كل سلوك يحقق للطفل رغبة سوف يكرره. ملاحظات الأهل السلبية أو الأيجابية تجعل الطفل يتمسك بالبوح. الملاحظات تحقق للطفل رغبته بالاهتمام بما نقل من أخبار. تجاهل الأهل هو علاج تربوي نافع يجعل دافع البوح يخف تدريجيا إلى أن يتلاشى. مع النضوج العاطفي ومع تطور العمر سوف يتعلم الطفل تصنيف الحدث الذي يلزم ضبطه فيصبح سرا من غير المقبول البوح به. تطور النضوج يجعل الطفل يتحكم بمشاعره ويتدرب على ضبط البوح. تلك خبرة يكتسبها الطفل بالممارسة اليومية. المهم احترام رغبته الطبيعية المرحلية بالبوح والتمتع معه بفرحته الفورية.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق