مخطئ من ظن أن القبلات من "الخد هذا للخد هذا" التي تبادلها زعماء "حماس" و"فتح" قد أنهت سنوات من تبعات الانقسام، فقد يبدو ظاهرياً أن الانقسام قد انتهى بتشكيل حكومة الوفاق الوطني التي ما زالت "تتحنجل" لأن الشرخ الذي أحدثه الانقسام كان كبيراً كانشطار الذرّة، وما أدراك ما يحدث عند انشطار الذرّة. لن أدخل في تفاصيل توحيد الوزارات، أو توحيد أجهزة الأمن، أو الخلل الذي حدث في النسيج الاجتماعي أو المناصب التي وزعت هنا وهناك على غير الكفاءات، ولا الأموال الطائلة التي جبيت من المواطنين "خاوة"، ولكن ما يهمني هو "غسيل الدماغ" الذي زرعه القادة في عقول أفراد أجهزة أمن "حماس" التي ما زالت تسيطر على غزة، فكيف لابن الثامنة عشر الذي قيل له إن من لا يتفق معه "كافر" و"مرتد" و"عدو" ان يغير هذه الفكرة بمجرد "بوسات الخدود"، وكيف له ان يقبل بأن يتنحى وهو ما زال يقبض على العصا ويحمل السلاح، ويحكم بالحديد والنار، فهذا ما تعلمه، ومن شب على شيء شاب عليه.
"واكا واكا ايه ايه"
نعتز بمشاركة "محبوب العرب" الفلسطيني محمد عساف في أغنية بمناسبة انطلاق "المونديال" ونعتز بإصرار "شاكيرا" بأن يغني عساف وليس غيره. ولا ندري ما كان شعور عساف عندما غنى للناس وللشعوب بينما شعبه لن يكون مشاركاً في "المونديال" لكنه استطاع أن يعبر بالكلمات، التي كان شرط كتابتها أن تكون من الناس وإليهم، عن كثير من الشعوب. لست ناقداً فنياً، وقد أعجبني الأداء واللحن، لكن اللحن لم يعلق في ذهني، ولم أجده قريباً شعبياً من الناس، وقد يكون حرّك بعض المشاعر عند كثيرين، إلا انه لم يحرك المشاعر والأجساد لدى المعظم، ولا أعتقد أن أحداً من غيرنا سيتذكر هذا اللحن كما يتذكر كل إنسان وكل طفل لحن "واكا واكا ايه ايه".
من أين لك هذا؟
يرتبط مفهوم "من أين لك هذا؟" في السؤال عن ثروات الشخصيات العامة والمسؤولين في الحكومات وممثلي الشعب في البرلمانات وفي البلديات والهيئات المحلية، لكن قلّما نطرح هذا السؤال على أصحاب "البزنس" والقطاع الخاص. ما لفت نظري إلى هذه المسألة أن هناك الكثير ممن يبدؤون مشاريع صغيرة ويدفعون مبالغ طائلة "خلو أجر" ويلتزمون بمبالغ كبيرة كنوع من "الضمان" ولكنك لا ترى "رجالاً" تدخل محالهم ومعدلات البيع في محالهم تكاد تنعدم، لكنهم صامدون في السوق. فمن أين لهم هذا؟.
لهم الغد
قادتني زيارة عمل إلى قرية جبع القريبة من الرام، حيث زرت المقر الجديد لمؤسسة "بيالارا" (الهيئة العامة للإعلام وتفعيل الشباب). الزيارة تركت لدي انطباعات اعتز بها وبما قامت به المؤسسة، حيث قرر مجلس ادارتها ترميم احد البيوت القديمة والتاريخية في القرية مقابل اتفاق مع المالكين بإعفائهم من الأجرة لمدة 15 عاماً. وجدت في هذا عملاً تنموياً خالصاً، فقد تحول المكان من مرتع للأفاعي والزواحف والعقارب الى خلية نحل شبابية، ونتمنى على وزارة السياحة والآثار أن تزور المؤسسة للاطلاع أولا على ما قامت به، والتعرف على المكان المحيط الذي يحتوي على آثار تتعرض للسرقة، وللوقوف على المعالم الأثرية في القرية وأهمها قلعة رومانية تركت مهجورة، قد تصبح بعد الاهتمام بها مزاراً للسياح.
لو كنت مسؤولاً
وبالتحديد وزيراً جديداً (صيغة المذكر تنطبق على المؤنث أيضاً)، لما اتخذت قرارات تثير الجدل حتى لا يقال "من أول غزواته كسر عصاته". ولاستشرت ذوي الخبرة قبل اتخاذ أي قرار، فهم كثر ومنهم من له باع طويل في وزارتي. وان كنت اخجل من استشارة موظفي وزارتي لاستشرت جيوش الوزراء السابقين.
الشاطر أنا
الحفتلة يا جماعة هي فصل من فصول الشطارة. يعني الشاطر لازم يظل يتحفتل هون وهناك بلكي اجاه النصيب والرزقة. يعني انا لاني شاطر وين ما في مسؤول او وين ما في مشروع ووين ما في رزقة بحب دايماً اتحفتل. يعني مثلاً اذا بسمع انه في جماعة جايين ع البلد بدهم يعملوا مشروع بظل اتحفتل حواليهم، اذا زبطت هيها زبطت، واذا ما زبطت بصير اتحفتل حولين اللي زبطت معه، وبصير اقول له انه انا اللي رشحته انه ياخذ هالشغلة لانه هو الاحسن والافضل والاقدر على عملها، وبهيك ممكن تزبط معي واخذ منه اللى فيه النصيب. بس المشكلة اذا كان اشطر مني وطلع ضليع بالحفتلة وفاهمني وكاشفني ع حقيقتي!
[email protected]
أضف تعليق