تناقضات كثيرة وثقيلة تتربع على كاهلنا ، نحن أبناء الداخل الفلسطيني ، وخاصة فيما يتعلق بانتزاع حقوقنا من حكومة نتنياهو - ليبرمان اليمينية المتطرفة ، كمواطنين متساوي الحقوق في جميع المجالات الحياتية اليومية وتوفير الميزانيات اللازمة لسلطاتنا المحلية العربية واقامة المؤسسات التربوية والثقافية ودعم التعليم الجامعي لابنائنا وبناتنا وتوفير المسكن ولقمة العيش الكريم وكبح جماح العنف المستشري ومحاربة اعتداءات العصابات اليمينية ( تاغ محير ) على مقدساتنا وأملاكنا وسياراتنا الخاصة ، وفي الوقت ذاته تزاحم أولوياتنا اليومية قضايا لا تقل أهمية عن غيرها كقضايا التضامن مع أسرى الحرية الاداريين المضرين عن الطعام دون أن يتحرك الضمير الانساني ليواجهوا خطر الموت ، والثورات العربية وخاصة ما يحدث في المناطق الفلسطينية ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) ومصر وسوريا وليبيا والعراق ، وتحويل الثورات الربيعية الى ثورات حمراء بلون الدم القاني ، وما تواجهه هذه الثورات من قمع مستبد وقصف بالطائرات والراجمات والبراميل المتفجرة من قبل نظام جبري رجعي ، من جهة ، وتحويل الثورات الى حلبة تصفية حسابات فئوية ومذهبية وتقاسم مصالح دول حاقدة تطمع بالسيطرة على ثروات ومقدرات الشعوب العربية والاسلامية ، من جهة اخرى .

هذا هو قدرنا ، بل نحن قدر الله سبحانه وتعالى في هذه الارض الطيبة ، نتحدى ونكافح ، نكد ، نعمل ونشقى لنوفر لقمة العيش بكرامة ، لاولادنا الذين نحلم بأن نراهم في الجامعات وأن يتبوأوا وظائف راقية ومحترمة لخدمة شعبنا والمساهمة في رفعته وتقدمه ، ننجح تارةً ونفشل أخرى في التفاعل مع الحياة ، في ظل واقع اقتصادي واجتماعي غير مريح ، خاصة لان المؤسسة الإسرائيلية بدوائرها ومؤسساتها الرسمية تبذل جهدًا في حرمان الاقلية القومية العربية من حقوق أساسية للعيش الهادئ والآمن ، حكومة يمينية تنتهج سياسة التمييز العنصري ، تخطف الفرصة تلو الاخرى لتوسّع الهوة وتزيد الالم والفقر في أوساطنا كأقلية مظلومة ، منكوبة ومكلومة ، ثم تلجأ حكومة اليمين العنصري من خلال أذنابها وذيولها في وسطنا الى سياسة دق الاسافين واحداث قلاقل على خلفيات غير مبررة لالهائنا عن مناهضة التجنيد العسكري والخدمة المدنية الصهيونية وسلخنا عن هويتنا الفلسطينية .

لنا الحق ، كل الحق ، أن نعيش على أرضنا وبين أهلنا بحرية وأمن وأمان ، أن نتمتع بحياة هادئة ، أن نعلّم أولادنا وبناتنا ، أن نحقق أحلامنا ، أن نعمّر مدننا وقرانا العربية وأن نتضامن مع أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات ، ولنا الحق ، كل الحق كذلك ، أن نتفاعل ما قضايا العالم العربي والاسلامي والقضايا الانسانية التي تهم البشرية جمعاء .

لنا الحق ، كل الحق ، أن نعيش الحياة بمفرداتها المختلفة والمتناقضة ، أن نتمتع كذلك بمشاهدة مباريات مونديال 2014 لكرة القدم وأن يشجع كل منا المنتخب الذي يرى بأنه فريقه في مسابقة كأس العالم التاريخية ، وأن يرفع علمه تأييدا له لكن ليس قبل أن يرفع علمه الفلسطيني أولا ، لانه رمز الانتماء لهذا الشعب وهذا الوطن .

لن ترهقنا التناقضات العديدة في حياتنا ، ولن تدفع بنا الى الزاوية لنندب حظنا ونبكيه ، بل سنواصل العمل ونعززه بكل ما أوتينا من قوة وايمان ، لتحقيق ما نصبو اليه ، لاننا أصحاب الارض وأهل هذا الوطن الذي نحبه ويحبنا ، ولا وطن لنا سواه .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]